التنفس يزود الجسم بما يحتاج إليه من الأوكسجين للبقاء على قيد الحياة كما أنه يسمح له بالتخلص من ثاني أكسيد الكربون والفضلات. 
البشر يملكون ممرين، الأنف والفم والشخص الذي يكون بحالة صحية سليمة يستخدم الأنف والفم للتنفس. وعادة يتم اللجوء الى التنفس عن طريق الفم عند إنسداد الانف بسبب الحساسية أو الزكام وأحياناً عند ممارسة التمارين الرياضية لان التنفس عبر الفم يساعد على نقل الأوكسجين الى العضلات بشكل أسرع. 
ولكن التنفس عن طريق الفم طوال الوقت، حتى خلال النوم يمكنه أن يؤدي الى مشاكل عديدة. وهو خطير عند الاطفال بشكل خاص لانه يمكنه ان يؤدي الى تشوهات في الوجه، ومشاكل عدة في الأسنان والوجه وحتى قد يؤثر على نموهم. 

ما هي أسباب التنفس عن طريق الفم ؟ 

السبب البديهي هو إنسداد في الانف سواء كان إنسداد كاملاً أو جزئياً أي حين يعيق أي جسم حركة الهواء داخل الانف فحينها يلجأ الجسم وبشكل تلقائي الى التنفس عن طريق الفم. 
إنسداد الانف قد يحدث لأسباب عديدة منها إحتقان الانف بسبب الحساسية أو الزكام والتهاب الجيوب الأنفية أو أي إلتهاب من أي نوع كان. تضخم اللحمية واللوزتين يتسببان بإنسداد الانف أيضاً. 
إنحراف الحاجز الانفي من المسببات وهو تشوه خلقي بشكل عام وقد يكون مكتسباً نتيجة التعرض لصدمة قوية على الانف. 
سبب أخر قد يرتبط بالأورام الحميدة الأنفية أو بسبب السلائل الانفية والذي هي كتلة تنمو في الاغشية المخاطية للأنف والجيوب الانفية وسبب نموها ما زال غير معروفاً وإن كانت بعض الدراسات تربطها بالحساسية او بالتليف الكيسي وأحيانا تقترن بالربو او بسبب اي مرض تنفسي. 
شكل الأنف وشكل الفك وحجمه قد يكونا من المسببات أيضاً. في المقابل البعض قد يقوم بذلك بفعل العادة، فهم ولسبب مرضي أو غير مرضي إعتادوا على التنفس عن طريق الفم وبالتالي يعتمدون على الفم أكثر مما يعتمدون على الأنف. 
إنقطاع النفس الإنسدادي النومي هو حالة مرضية تتصف بتوقت مؤقت خلال النوم. عادة يستمر لعدة ثوان او عدة دقائق وتتكرر ٥ مرات على الأقل في الساعة. وهذه الحالة التي تحدث خلال النوم تجعل التنفس من خلال الفم عادة خلال النهار وذلك لانهم اعتادوا على الحصول على ما يحتاجون اليه من الأكسجين من خلال الفم لا الانف. 

ما أهمية التنفس عبر الانف ؟ 

من السهولة بمكان عدم ملاحظة أهمية التنفس عن طريق الانف لاننا نقوم بذلك بشكل تلقائي، ولكننا بالتأكيد نلمس أهميته حين نصاب بزكام. فالأنف المسدود يمكنه أن يؤثر وبشكل سلبي على حياة الفرد سواء لناحية النوم أو القيام بمهام يومية روتينية. 
الأنف ينتج نايتريك أوكسايد الذي يحسن قدرة الرئتين على إمتصاص الأوكسجين ويساعد على نقل الأوكسيجين الى جميع أعضاء الجسم ومن ضمنها الأجراء الداخلية للقلب فهو يجعل العضلات الملساء الوعائية ترتخي ويسمح لأوعية الدماء بالتمدد.  نايتريك أوكسايد هو مضاد للفطريات ومضاد للفيروسات ومضاد للطفيليات ومضاد للبكتيريا وهو يساعد جهاز المناعة مع محاربة الإلتهابات بمختلف أنواعها. 
يضاف الى ذلك واقع ان الانف يعمل كفلتر فهو ينقي الهواء من الجزئيات الصغيرة كالغبار وحبوب الطلع وغيرها، كما انه يدفئ الهواء ويجعله بحرارة الجسم ويوفر الترطيب اللازم قبل ان يصل الرئتين. 
وحين نتنفس من الفم فإن الهواء لا يدخل فقط ملوثاً وجافاً فحسب بل لا يحصل الجسم على الفوائد الكبير للنايتريك أوكسايد .

المخاطر الناجمة 

المخاطر تترواح بين ما هو خطير الى أمراض مزمنة غير خطيرة  ولكنها تؤثر وبشكل سلبي على جودة الحياة. 
 الاصابة بالحساسية المزمنة من المخاطر والتي هي مزعجة وبالتالي معاناة طوال العام من إنسداد في الأنف ويمكنها على المدى الطويل التسبب بالتهاب الاذن الوسطى واحداث خلل في  القناة السمعية بالإضافة الى إضطرابات النوم. 
التنفس من خلال الفم قد يؤدي الى التهابات مزمنة بالجيوب الانفية وبالتالي الصداعات المتكررة. 
وكما قلنا وبسبب دخول الهواء الجاف والملوث الى الرئتين فان ذلك يساهم بجفاف الرئتين والشعب الهوائية وعلى المدى البعيد يمكن للشخص ان يصاب بالربو. 
قد يؤثر أيضاً على جودة النوم ما يعني التوتر والقلق وعدم القدرة على التركيز وبالتالي طباع سيئة ولاحقاً الإكتئاب. 
جفاف الفم هو نتيجة مباشرة للتنفس عن طريق الفم. ففي الظروف العادية، اللعاب يقوم وبشكل دائم بالتخلص من البكتيريا من الفم، ولكن حين يكون الفم جافاً فان البكتيريا ستبقى وتتكاثر وبالتالي تتسبب بمجموعة مختلفة من المشاكل ومن ضمنها تسوس وتآكلها وطبعاً رائحة الفم الكريهة والتهاب الحلق المزمن. 
وما هو أخطر هو أن التنفس عن طريق الفم يمكنه أن يتسبب بأمراض القلب وذلك لان تركيز الأوكسجين في الدم يكون منخفضاً، وبالتالي قد يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم والسكتات القلبية. الدراسات أثبتت ان التنفس عن طريق الفم يضعف الرئتين ويقلل من فعاليتها أيضاً. 

كيف تتم معالجته ؟ 

العلاج يعتمد على المسببات وكلما تمت معالجة المشكلة بشكل مبكر كلما قلل ذلك من الأضرار المزمنة.لا توجد آلية واحدة للكشف عن الخلل أذ يمكن كشفه من خلال فحص بسيط أو قد تحتاج لعدة فحوصات. تتم معالجته بشكل عام عن طريق مزيلات الإحتقان الانفي، مضادات الهيستامين والبخاخات الخاصة بالانف و أحيانا عن طريق الجراحة.

شاركها.