يعتبر الثوم من النباتات ذات القيمة الغذائية العالية، ومن أهم فوائد الثوم تقوية الشعر ومنع تساقطه، وزيادة صلابة الأظافر وجمالها، ويحتوي على مضادات الأكسدة التي تزيد من مناعة الجسم وتحميه من الإصابة بالأمراض، حيث إنّه يعالج الكثير من الأمراض الجلدية، مثل: البهاق، والأكزيما، والصدفية، والثعلبة، ولكن من الأمور السيّئة التي تمنع استعمال الثوم للعلاج سواءً بدهنه مكان الإصابة، أو تناوله طازجاً مع السلطات هي الرائحة الكريهة التي تعلق باليدين والفم، وهنا نقدّم أفضل الوصفات الطبيعية للتخلّص من رائحة الثوم من الفم واليدين .

يدرك العديد من محبي تناول “خبز الثوم”، وهو خبز مشبع بقليل من الزيت والخضروات والثوم، أن الثوم يتمتع بقدرة مذهله على ترك آثاره في الفم لساعات طويلة. ولذا يشعر هؤلاء بالضيق بسبب تلك الرائحة.

وبعد تناول هذا الطعام بنحو 24 ساعة، تظل رائحته النفاذة عالقة في أنفاسنا، وحتى في العرق الذي تفرزه أجسادنا.

وفي الواقع، ليس من الضروري أن يتناول أحدنا الثوم عن طريق الفم مباشرة حتى يدرك مدى قوة هذه الرائحة، حتى في أنفاسه.

وفي عام 1936، ذكر أطباء في دورية “الجمعية الطبية الأمريكية” أنهم أعطوا أحد المرضى حساء الثوم من خلال أنبوب للتغذية، وليس عن طريق الفم، فكانت النتيجة أن لاحظ الأطباء رائحة الثوم واضحة في أنفاسه بعد ذلك بساعات قليلة.

وكتب طبيبٌ آخر حول تجربته التي خَبُر فيها شيئا مشابها، فقال إنه بعد أن أجرى عملية ولادة لأم، “كانت رائحة الثوم الكريهة تخرج مع أنفاسها”.

وتابع الطبيب أنه بمجرد انتهاء عملية الولادة، “كنت مندهشا أيضا بعد أن لاحظتُ أن الطفل المولود لديه رائحة ثوم قوية في نَفَسه”.

وأضاف الطبيب: “وفي مناسبة ما، عندما ذكرتُ ذلك لأشخاص آخرين، كانوا يظنون أنني أمزح معهم”.

والسبب في أن رائحة الثوم في النفس يمكن أن تظهر لدى أشخاص لم يتناولوه عن طريق الفم مباشرة، مثل حالة ذلك المولود، وكذلك المرضى الذين يُطعَمون من خلال أنبوب للتغذية، يرجع إلى أن الثوم مليء بمركبات الكبريت، التي تنطلق في مجرى الدم بعد أن تُهضم في المعدة.

ومع اختلاطها بالدم، تتسرب تلك المكونات الكبريتية إلى الرئتين، ثم تصل بعد ذلك إلى الحلق، وتخرج من الفم.

ولن يخلصك من تلك الرائحة غسيل أسنانك بالفرشاة، ولو كررت ذلك عدة مرات، لأن الرائحة تنبعث في الأساس من العملية الكيميائية التي تحدث داخل جسدك، وليس من مجرد بقايا طعام عالقة بين أسنانك.

لذا، فإن محاربة الكيمياء بالكيمياء تمثل نهجا أفضل، يمكن أن يُجدي نفعا في هذه الحالة.

ومنذ عدة سنوات مضت، كانت شيرايل بارينغر، الأستاذة بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية، تدرس مدى تاثير الجزيئات الموجودة في الطعام على النكهة التي يتميز بها.

وسألتها طالبة عن إمكانية إجراء دراسة حول تأثير الثوم على رائحة الفم عند التنفس.

وتناولت بعض الدراسات الأطعمة التي يمكن أن تساعد في القضاء على رائحة الثوم الكريهة إذا أُكلت معه.

وشملت تلك الأطعمة كلا من الخسّ، ونبات الهِنْدِباء البرية، والكرفس، والبطاطس، والبقدونس، وأوراق النعناع، والنعناع الفُلفلي، والريحان، والفطر.

لكن لم تكن هناك معلومات كافية حول السبب وراء ذلك. ومنذ ذلك الحين، بدأت بارينغر وطلابُها في دراسة كيفية مساهمة بعض الأطعمة في التخلص من رائحة الثوم، والأثر الذي تحدثه هذه الأطعمة بالضبط.

وكانت أطعمة مثل الخسّ، والنعناع، والتفاح محل تركيزٍ كبيرٍ حتى الآن. وتقول بارينغر: “كان التفاح من الأطعمة التي اكتشفناها مصادفة”، في إطار هذا البحث.

إذ كان هناك طالب تناول الثوم ثم شرب بعده الماء، وذلك في إطار مشاركته في تلك التجارب. ثم لوحظ أن لديه مستويات قليلة جدا من تلك الجزيئات التي تعرف باسم “جزيئات الرائحة”، الموجودة في الفم.

وبالعودة إلى الأطعمة الأخرى التي تناولها هذا الطالب في ذلك اليوم، ذكر الطالب أنه تناول تفاحة قبل تناول الثوم بنحو ساعتين.

واندهش فريق البحث عندما حاول أعضاؤه أيضا مضغ شرائح من التفاح بعد تناول الثوم، فاكتشفوا أن مستويات “جزئيات الرائحة” في الفم قد تراجعت بشكلٍ ملحوظ.

وتناولت دراستهم الأخيرة، التي نُشرت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، القوة القاتلة للرائحة التي تنتج عن تفاعل كيميائي محتمل داخل جسم الإنسان بين أربعة مركبات للكبريت، ومجموعة من الجزيئات الأخرى التي تعرف باسم “الفينولات”، التي يُعد مُركب الفينول أحد أبسط صورها.

ومضغ عددٌ من المتطوعين الثوم في تلك التجربة، وتناولوا بجانبه مجموعةً متنوعةً من الأطعمة الأخرى، ثم أطلقوا زفيرهم أمام جهاز يعرف باسم جهاز التحليل الطيفي، والذي يمكنه تحديد كمية جزئيات الرائحة في أنفاسهم.

وقد سحق الباحثون الثوم مع بعض المكونات الأخرى مثل الماء، وذلك بإضافة إنزيم نقي آخر، أو بعض مركبات الفينول، بما في ذلك حمض يُعرف باسم “حمض الروزمارينك” الموجود في النعناع، ثم استخدموا جهاز التحليل الطيفي لتحديد جزئيات الرائحة في فم من تناولوا هذا الخليط.

وبعد تلك التجربة، توصل الباحثون بوضوح إلى أن التفاح الطازج، وأوراق الخس، والنعناع كانت من بين أفضل الأطعمة تأثيرا، مقارنة بأي أطعمةٍ أخرى تعرضت للتسخين.

ويشير ذلك أيضا إلى أن الإنزيمات التي تُساعد على تحفيز التفاعلات الكيميائية، والتي تتفكك عند التعرض لدرجة حرارة عالية، من المحتمل أن يكون لها دور في ذلك.

وتقول بارينغر إن النعناع يقدم أكثر النتائج منطقية من بين كل الخيارات الأخرى.

بداية، يحتوي النعناع على مستوياتٍ عاليةٍ جدا من مركبات الفينول. وبالنسبة لشخصٍ متخصص في الكيمياء، من السهل أن ينظر إلى حمض الروزمارينك، والمركبات الكبريتية للثوم، ليرى بوضوح كيف يحدث التفاعل بين ذلك الحمض وتلك المركبات لإنتاج جزيئات لا رائحة لها على الإطلاق في الفم.

ويحتوي التفاح على كمياتٍ أقل من مركبات الفينول، لكنه لا يزال يُطرح كعاملٍ مساعدٍ في هذا الإطار. كما أن الخسّ يحتوي على أقل نسبة من تلك المكونات التي اختبرناها، وتقل تلك النسبة أيضا حتى عن تلك الموجودة في الشاي الأخضر، والذي ليس له أي دور فعال في إزالة تلك الرائحة.

وتتابع بارينغر: “ولذلك، أقول إننا لا نفهم بشكلٍ كاملٍ ما يحدث من تفاعلات”، فالإنزيم النقي بمفرده لا يؤدي إلى أي نتيجةٍ للحد من معظم مركبات الكبريت الموجودة في الثوم، كما تذكر تلك الدراسة.

لكن هذا المزيج من تلك الإنزيمات، ومركبات الفينول،

شاركها.