قال مدير قناة العربية السابق تركي الدخيل إن التغيير سُنّة الحياة، وإن كانت الاستمرارية ما يسعى إليه المدير الناجح، بها يوافق من دون تردد، ويرفض من دون تبرير.

وأضاف في مقال له اليوم الأحد في وداع القناة، نشره بصحيفة “الشرق الأوسط”، أن الاستمرارية بطبيعة الحال، لا تتأتى بصاحب الفكرة المخلص، المقنع، المستعد أن يحارب العالم بمحبة من أجل فكرته.
وأكد الدخيل أنه لا يجامل ولا يساوم أبداً، حين يتعلق الأمر ببلاده والدفاع عن قضاياها، مبيناً أنه وأبناؤه مثل كثير من المخلصين جنودٌ لهذه البلاد، ولن يهدأ له طرْف، قبل أن يراها كما يراها مليكه وولي عهده في مصافّ الأمم، لا الدول فحسب.
وأوضح أن رضا الناس غاية لا تُدرك، ولكنه حرص دائماً على ألا يتفق الجميع على ذمِّه، لافتاً إلى أنه لا يبرئ نفسه من سوء، ولكنه لم ينَم يوماً وفي قلبه غلٌّ أو غضبٌ على شاتم أو مسيء.
وأبان أن من يقحم نفسه في تفاصيل التفاصيل يخطئ أكثر، مشيراً إلى أن إيمانه بـ”التفويض” قد يغضب الكثيرون، لكنهم ربما يتناسون احتفاظه بحق التعليق وإبداء الرأي، والاتصال المفاجئ قبل أن تخرج الأمور عن السياق المتفق عليه.
وقال الدخيل في ختام مقاله: “بالحب وحده جئتكم قبل أعوام، وبحب الحقيقة والانتصار لها، استيقظنا وجمعتنا المكاتب وساعات العمل الطويلة”، مضيفاً: “أما اليوم، فبالحب والصداقة وذكريات التعلم بعضنا من بعض، أودِّعكم وداع الذي يعرف أن الخطى تلتقي وتتقاطع، وأن الحياة تجمع الناس، يملؤني الحنين… ما زلت قريباً، وسأبقى قريباً من كل فرد منكم”.
وتابع: “شكراً لكم رفاق الدرب. دعوتي الصادقة لكم: حافظوا على عهد العربية القديم، في حق الناس أن تعرف أكثر، كل ثانية… حافظوا على تعلق الناس بها، فكرة مشعة، وحالة انتماء، وتيار اعتدال، لكل منفتح وناجح وحالم في عالمنا العربي، من المحيط إلى الخليج. فالعربية أكثر من مجرد قناة إخبارية رائدة، وأوسع من مصدر معلومات موثوق للملايين، على أهمية ذلك كله”.
يشار إلى أن مالك مجموعة قنوات “mbc”وليد البراهيم، أعلن قبل أيام تعيين الدكتور نبيل الخطيب مديراً عاماً لقناتي “العربية” و”الحَدَث” خلَفاً للإعلامي تركي الدخيل.

شاركها.