تشكيك إسرائيلي في جدوى الجدار الأرضي حول غزة

شكك خبراء إسرائيليون في جدوى بناء الجدار العملاق تحت الأرض حول قطاع غزة، معتبرين أن هكذا مشروع لن يشكل حماية كاملة من أنفاق المقاومة. ونقلاً عن مصادر مختلفة في الجيش الإسرائيلي بحسب وكالة “صفا”، ومن بينها الجيولوجي والجنرال المتقاعد يوسي لنغوتسكي، وهو المستشار السابق لرئيس هيئة الأركان لشئون مكافحة الأنفاق، أن العوائق والحواجز الأرضية الرامية لمنع تسلل الأنفاق العابرة للحدود ليست فعالة سوى لوقت محدود، وأنه قدم تقريراً خاصاً لوزارة الجيش بهذا الخصوص بالعام 2005.

وأضاف لنغوتسكي، الحاصل على جائزة أمن “إسرائيل” لعامين بعد اكتشافه لحقل الغاز “تمار” قبالة عسقلان، أنه وحتى لو حصلت صعوبة في التسلل لمناطق الغلاف بعد بناء الجدار، إلا أن “عدواً صارماً وذكياً مثل حماس، بإمكانه إيجاد الطريقة للقيام بذلك”.

وأضاف أن “إقامة جدار بتكلفة مليارات الشواكل هو أكبر دليل على فشل الأجهزة الأمنية على مدار 15 عاماً، في التغلب على تحدي الأنفاق”.

واعتبر أن “زيادة فرص نجاح مكافحة الأنفاق مشروط بإنشاء إدارة الأنفاق والمتخصصة بهذا الإطار بموضوع الأنفاق وستراكم خلال سنوات التجربة اللازمة لمنع التهديد”.

ولفت لنغوتسكي إلى اقتراح قدمه في العام 2005 لمكافحة الأنفاق عبر ميزانية أقل بكثير من الحالية، حيث اقترح نشر مجسات أرضية حول القطاع بتكلفة تصل إلى 100 مليون شيكل فقط، مشيراً إلى أن هكذا حل كان سيساهم في اكتشاف الأنفاق العابرة للحدود.

وفي السياق، ذكرت صحيفة “دي ماركر” الاقتصادية العبرية صباح اليوم الأحد، أن شركات صينية وفرنسية عملاقة ومتخصصة في مجال المشاريع المقاولات الضخمة رفضت الاشتراك في بناء مقاطع من الجدار لأسباب سياسية.

وأضافت أنه جرى رصد 800 مليون شيكل حتى الآن لبناء الجدار، وأنه يجري العمل بأربع مقاطع مختلفة، وذلك من أصل 4 مليار شيكل رصدت للجدار ككل.

في حين شككت الصحيفة في التكاليف النهائية لهكذا مشروع يعتبر من أضخم المشاريع الإسرائيلية مؤخراً، وتشير التقديرات إلى إمكانية أن تزيد التكلفة عن المبلغ المرصود بكثير.

وقالت الصحيفة إن المشروع بمثابة تهدئة نفسية لمستوطني الغلاف، وأن هاجس خروج أحدهم من باطن الأرض سيرافق المستوطنين خلال الفترة المقبلة أيضاً ولكن مع شعور نفسي أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى