بواسطة: عاتكة البوريني – آخر تحديث: 8 نوفمبر، 2017

فضل العلم

العلم هو غذاء العقل والروح، وهو اليد التي تُمسك بصاحبها لتُخرجه من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة، وهو صاحب الفضل في رقي المجتمعات وتقدمها وتطورها، فلولا العلم لما تقدمت البلدان ولا تطورت الأمم ولبقي العالم غارقاً بجهله وتخلفه، فالعلم هو صاحب الفضل الكبير على معظم الأشياء في الحياة، فبفضله وصل العالم إلى ما هو عليه الآن من رخاءٍ وعمرانٍ واكتشافاتٍ وصحة وغير ذلك الكثير، وليس عجباً أبداً أن الله سبحانه وتعالى جعل طلب العلم فريضة، وسهل طريق طلب العلم، كما أعلى من قدر العلماء وجعلهم ورثة الأنبياء، لأنهم يخدمون البشرية وينتشلونها من جهلها كما يفعل الأنبياء.

فضل العلم كبير ولا يُمكن حصره في عدة نقاط، فمن عظيم فضله أنه يجعل صاحبه أكثر قرباً من الله تعالى، كما أنه يفرض على صاحبه الهيبة والوقار ويُعلّمه كيف يتعامل مع ظروف الحياة بمختلف مجالاتها، لأن العلم يجد لكل مشكلة حلاً، فلولا العلم لتفشت الأمراض ولكثرت الوفيات، ولولاه لما تطاولت المباني وازدهرت المدن بفنون العمارة العديدة، ولولاه أيضاً لما تعددت وسائل الاتصال والمواصلات، فبفضله أصبح بالإمكان الوصول من مشرق الأرض إلى مغربها في وقتٍ قياسي، وأصبح من الممكن جداً سماع صوت الأشخاص الذين نريدهم في أي لحظة، فهو الذي سهّل اكتشاف جميع المخترعات.

من فضل العلم أنه يُسهل حياة الناس ويجعلها أكثر مرونةً وسهولةً، فاختراع الكثير من الآلات جعل من الحياة أسرع، كما أتاح إنجاز العديد من الأمور في وقتٍ قصير وجهدٍ قليل، وبفضله أيضاً تم بناء المصانع الضخمة والقضاء على الكثير من الأمراض، ومن عظمته أن الكثير من الشعراء والأدباء تغنوا به وبفضله، وفي هذا يقول الشاعر:

تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها . . . . وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ
إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً . . . . فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ

لا يُمكن لأي أمةٍ أن تصل إلى مصاف الرقي والتطور إلا بالعلم، ولا يُمكن لميزان الحياة أن ينعدل إلا فيه، فهو البحر الصافي الذي يُعطي ولا ينقص، وهو المطر الذي يُحيي الجسد وينير العقل ويفتح بصيرة الروح، وفي الوقت الحاضر أصبح الناس بفضل الله تعالى يتسابقون في طلب العلم، لأنهم ذاقوا حلاوته وعرفوا أنهم لن ينالوا المجد إلا به، فبفضله وصل الإنسان إلى القمر، واكتشف الكثير من أسرار الكون، ولهذا على الجميع أن يسعى في طلبه وأن يكون في قمة الأولويات، فمرارة الوصول ووعورة الدرب أفضل بكثير من حلاوة الجهل الظاهرة المبطنة بالمرار.

شاركها.