تعبير عن مكارم الأخلاق

بواسطة: عاتكة البوريني – آخر تحديث: 8 نوفمبر، 2017

مكارم الأخلاق

في هذه الحياة المتقلبة والمزدحمة بالكثير من الوجوه، نُقابل أشخاصاً لا حصر لهم، بعضهم يترك فينا أثراً جميلاً وعظيماً لا يزول، وبعضهم نتمنى لو أننا لم نعرفهم، والحدّ الفاصل بين هؤلاء وهؤلاء هو الصفات الأخلاقية التي يحملونها، فمن كانت مكارم الأخلاق وفضائلها من صفاته لا يمكن أن يكون اللقاء به إلا مكسباً عظيماً، أما من يملك أخلاقاً ناقصة وملوثة فلا يستحق أن يُحسب على بني الإنسان، لان الأخلاق هي الشيء الذي يُميز الإنسان عن سائر المخلوقات، لأنه وحده من يملك العقل والقدرة على التفكير والتمييز بين الأشياء.

إذا أردنا أن نُعدد مكارم الأخلاق فلن نستطيع أن نحصرها جميعها، فهي مثل النبتة التي تمتدّ عروقها وتنتشر أزهارها في كل مكان كي يفوح عبيرها، كما أن الكثير من الأخلاق الكريمة تظهر تباعاً دون أن يكون أحدٌ من الناس يعلم بها، فالكرم والصدق والأمانة كلها من مكارم الأخلاق، وهي أخلاقٌ قديمة ومعروفة منذ أن وُجد الإنسان، كما أن مساعدة الآخرين وتجنب الأفعال والأقوال الناقصة وعدم تتبع عورات الناس كلها من مكارم الأخلاق، ومن عظمتها أن الرسول عليه الصلاة والسلام ربط بين الإيمان والأخلاق حيث قال: “أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً”، وهذا دليلٌ قاطعٌ على عظمة الالتزام بها دون النظر إلى تنازلات.

من الأشياء الكثيرة التي تربط بين مكارم الأخلاق والدين والخوف من الله سبحانه وتعالى بأنه وصف الرسول عليه السلام بصفة صاحب الأخلاق العظيمة، وذلك في قوله تعالى: ” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” سورة القلم(4) حيث اختص نبيه وخاتم المرسلين بهذه الفئة بالذات ولم يُحدد غيرها في هذه الآية، وهذا إنما يدلّ على أن مقياس الأخلاق العظيمة هو المقياس الأكثر قوة في تقييم الأشخاص، لأن صاحب الأخلاق الكريمة لا يُمكن أن يظلم أحداً أو أن يكون فاسداً أو أن يتسبب بوقوع ظلمٍ على أي أحدٍ مهما كان، وهذا كله يُساعد في استقامة الحياة ليُصبح وجهها أجمل.

من الأشياء الرائعة التي تمنحنا إياها مكارم الأخلاق، أنها تزيد من روابط الألفة والمحبة بين الناس، كما أنها تُعمق المفاهيم الدينية والفهم القويم في المجتمع، وتُساعد في رفع الظلم عن الآخرين، كما تُساهم في نشر الخير والطاقة الإيجابية، وتبث السكينة والهدوء، وتُعلي من شان صاحبها وتجعله محبوباً بين الناس وترفع مقامه، لهذا علينا جميعاً أن نتصف بمكارم الأخلاق وأن نكون قدوةً لمن سبقونا من الأولياء والصحابة والتابعين.

زر الذهاب إلى الأعلى