تعريف التوحيد

التوحيد ومعرفة الأله هو هدف إنساني منذ بداية الخليقة، فالإنسان منذ خلق سيدنا أدم يعرف التوحيد، ولكن مع أختلاف العصور والأزمنة، وانتشار الإنسان في جميع بقاع الأرض والتكاثر وظهور النسل الجديد، أصبح هناك شرك بالله الواحد الأحد، على سبيل المثال، هناك من عبد النجوم والكواكب، وهناك من عبد النار، والبعض الأخر عبد الأوثان والأصنام، ومن هنا فقدت البشرية معنى التوحيد، حتى بداية ظهور الرسل والأنبياء والكتب السماوية والصحف.

تعريف التوحيد

التوحيد رسالة الأنبياء

يرسل الله الأنبياء على الأقوام للهداية وللتوحيد، ولكي يخرجهم من الظلمات إلي النور، وكل نبي مرسل من الله بمعجزات وأيات للدلاله على ربوبية وألوهية الله (عز وجل) وهناك العديد من الرسل والأنبياء تم ذكرهم في القران الكريم، جميعهم أتوا لدعوة قومهم لعبادة الله الواحد الأحد، وأيدهم الله بالصحف والكتب السماوية، ومن أمثلة هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

نبي الله نوح عليه السلام

أرسل الله نبيه نوح (عليه السلام) إلي قوم يعبد الأصنام والأوثان، وكانت رسالته هي دعوة قومه لعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لكن هناك الكثير منهم كذبوا برسالته ولم يؤمنوا بالله، فكان عقابهم أن الله أهلكهم بطوفان لم ينجى منه سواء المؤمنين الموحدين بالله، الذين صدقوا رسالة نبي الله نوح، وركبوا معه في السفينة الضخمة التي أعدها بوحي من الله.

نبي الله إبراهيم عليه السلام

وأرسل الله نبيه إبراهيم (عليه السلام) الذي لم يرضى بعبادة ما وجد أبيه وقومه عليه، وهو عبادة الأصنام والأوثان، وكان سيدنا إبراهيم (عليه السلام) يهدم الأصنام منذ طفولته، وأخذ يسعى لمعرفة الله الواحد الأحد، حتى ألهمه الله اليقين ليدعو به قومه وأنزل عليه الصحف، والدليل على ذلك قول المولى (عز وجل)، ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81)” صدق الله العظيم.

نبي الله موسى عليه السلام

أرسل الله نبيه موسى (عليه السلام) على بني إسرائيل، وعلى فرعون لعنه الله، قال تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم)، صدق الله العظيم، وأنزل الله على نبيه موسى التوراة لهداية بني إسرائيل، كما منح الله نبيه موسى (عليه السلام) معجزة، عجز فيها سحرة فرعون عن الرد وكانت سبب إيمان الكثير منهم، وهي “معجزة العصى”.

تعريف التوحيد

نبي الله عيسى عليه السلام

وأرسل الله نبيه عيسى أبن مريم (عليه السلام)، على بني إسرائيل، الذين يكذبون الأنبياء والرسل ويقتلونهم، وكانت معجزة النبي المسيح عيسى أبن مريم، أنه كلم قومه في المهد، وتوالت معجزاته بأمر الله الواحد الأحد، فجعله الله يشفي المرضى، ويحي الموتى بأذنه، كما في قوله تعالى: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ )، صدق الله العظيم، وأنزل الله على نبيه الإنجيل للدعوة لعبادة الله الواحد الأحد.

خاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم)

قبل الإسلام كانت شبه الجزيرة العربية غارقة في الجهل والظلمات، حيث كان العرب يعبدون الأصنام والأوثان، حتى أنزل الله على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) معجزته، وهي القران الكريم، حيث أشتهر العرب بالشعر والفصاحة، فجاء القران الكريم معجزة سماوية للعالم أجمع، دعا سيدنا محمد قومه للإسلام  والأيمان بالله واليوم الأخر والملائكة والكتب والرسل أجمعين، فأمن عدد قليل منذ بداية الدعوة حيث كانت سرية في البداية، حتى أوحى الله لنبيه بالجهر بالدعوة، فكان رد فعل الكفرة من بني قريش هو الإيذاء للرسول الكريم ومن أتبعه، وأمره الله بعد ذلك بالهجرة إلي يثرب (المدينة المنورة) ونشر الدعوة وتأسيس الدولة هناك، وبعد أن زاد عدد المسلمين، عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلي مكة المكرمة وطهرها من الأصنام والأوثان التي كانت بداخل وحول الكعبة، ولم يكن نشر الإسلام سهلاً، بل واجه النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) العديد من الهجمات لإخماد الدعوة، وكانت هناك العديد من الغزوات مثل( غزوة بدر – غزوة أحد – غزوة تبوك) وغيرها.

التوحيد عند أهل السنة

شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هي أول ركن من أركان الإسلام، والتوحيد هو أفراد الله بالعبادة، ومعرفة أن لا اله على وجه الأرض جدير بالعبادة والتوحيد إلا الله (عز وجل)، وهناك العديد من الآيات القرانية التي تدعو للتوحيد مثل، قوله تعالى( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4))، وقوله تعالى (وقضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ)، وقوله تعالى (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه)، صدق الله العظيم.

وقد قسم العلماء المسلمين التوحيد إلي ثلاثة أقسام أساسية، توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات.

  •  توحيد الربوبية: الله عز وجل خلق  الكون الإنسان وأحسن صنعه، لهذا فهو الرب الوحيد ولا يجب أن نشرك بعبادته شيئاً، والشرك ذنباً عظيم، يؤدي إلي غضب الله عز تعالى، والخلود في نار جهنم، التي أعدت للكافرين.
  • توحيد الألوهية: الله هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة، فهو الخالق البارئ المصور الذي له الأسماء الحسنى التي ندعوه بها، ولهذا فأن الإنسان يسعى لإرضاء الله عن طريق التعبد، ولا يجوز إقامة أي من الشعائر الدينية لغير الله (عز وجل)، فهذا من شرط التوحيد والإيمان، وليس الشرك هو عبادة الأصنام والأوثان فقط، فبعض الناس كانت تعبد الأشخاص، مثل فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى، وقد يقع الإنسان في الشرك دون علمه، عن طريق زيارة الأضرحة والتشفع بهم، ونسب كل شيئاً حسن لهم، وليس لله (عز وجل)، كما أعتبر الإسلام أحضار الدجالين والسحر شرك عظيم، وقال المولى تبارك وتعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}، صدق الله العظيم.
  • توحيد الأسماء والصفات: جاء القران الكريم لتوضيح كل ما يحتاج الإنسان إلي معرفته عن الله عز وجل وعن أسمائه وصفاته التي أختص بها نفسه (عز وجل)، وجاءت الأحاديث والسنة النبوية الشريفة لشرح القران الكريم وتوضيحه للمسلمين، لهذا فمن شروط التوحيد، الإيمان بكل هذه الصفات والأسماء وعدم التحريف فيها.

    تعريف التوحيد

زر الذهاب إلى الأعلى