تلوث الغلاف الجوي

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الأرض ليعيش فيها الانسان ويعمرها ، خلق له فيها ما يحميه ويساعده على البقاء والحياة ، فجعل الله في الأرض نظاماً بيئياً متوازناً ، تشرق الشمس كل يوم منذ بدء الخليقة فتقوم أشعتها بتبخير المياه من المحيطات والبحار و التي تتصاعد الى طبقات الجو العليا فتتكثف فيها مكونة السحب ، ثم يقوم الهواء بتحريك هذه السحب الى الأماكن المختلفة فتتساقط الأمطار مكونة الانهار والمياه العذبة التي هي أصل الحياة على الأرض .

ولكن مع نمو البشر وتقدم الانسان ظهرت مشكلة التلوث البيئي للأرض بسبب أنشطة الانسان ، فظهر تلوث التربة و تلوث الماء و تلوث الهواء و الغلاف الجوي مما سبب الكثير من المشاكل المعضلة التي لا يزال العالم يحار في كيفية علاجها .

تلوث الغلاف الجوي

أنواع التلوث البيئي

تلوث التربة

يحدث تلوث التربة بسبب مخلفات المصانع التي لا تتوقف ليلاً و لا نهاراً عن اطلاق العوادم من فوهات مداخنها ، وتحتوي هذه العوادم على مركبات سامة مثل مركبات الأمونيا والرصاص و الزنك و التي تتساقط على التربة مسببة تسمم التربة و موت النباتات وقلة انتاج الارض الزراعية مما يسبب قلة الغذاء .

تلوث المياه

تقوم الكثير من المصانع بالقاء مخلفات التصنيع لديها في مياه الأنهار والمجاري المائية القريبة منها ، هذا فضلاً عن مخلفات الصرف الصحي التي تقوم المدن بالقائها ايضاً في المسطحات المائية القريبة منها ، مما يسبب تسمم هذه المياه و القضاء على الحياة السمكية بها ، و تضرر البشر الذين يستخدمون هذه المياه في الشرب أو ري المزروعات.

تلوث الهواء

والذي يحدث بسبب العوادم والابخرة المتصاعدة فيعمل على تلوث الغلاف الجوي للأرض ،و طبقات الجو العليا ، و ما يتبع ذلك من آثار لهذا التلوث وتضرر الغلاف الجوي للأرض ، ونفاذ الاشعة الضارة ، واتساع ثقب الأوذون ،

 

اسباب تلوث الغلاف الجوي

أبخرة المصانع

تعتبر المصانع في العصر الحديث هي قوام الحضارة الانسانية ، الا أن هذه المصانع لا تتوقف سواءاً في الليل أو النهار عن اطلاق الأبخرة والادخنة من فوهاتها  خاصة المصانع كثيفة التلوث مثل مصانع الاسمنت ، و مصانع الأسمدة والكيماويات ، حيث تعتمد هذه المصانع في تشغيلها على الفحم أو البنفط ، فتتكون مخلفات هذه الوقود في هيئة أدخنة و غازات ترتفع الى السماء و الغلاف الجوي وتتجمع في الأعلى ، مما يعمل على زيادة حجم ثقب الأوزون ، وتقليل سماكة الغلاف الجوي عن مواجهة الاشعة الكونية الضارة للحياة على كوكب الأرض .

عوادم السيارات

تلويث الغلاف الجوي بعوادم السيارات

أصبحت الحياة الحديثة معتمدة بالكلية على المواصلات و الانتقال ، وهذه الوسائل للمواصلات تخلف كميات هائلة من العوادم والدخان الناتج عن عملية الاحتراق الداخلي للوقود و البنزين ، فهناك المليارات من السيارات و الطائرات التي تطلق عوادمها في الهواء يومياً ، وهذه العوادم تتجع في طبقات الجو العليا فتؤثر على حماية الغلاف الجوي للأرض و تعمل على حبس أشعة الشمس و عدم عكسها الى الفضاء الخارجي فترتفع حرارة الارض ، و ما يتبع ذلك من آثار سلبية على البيئة و النباتات و الحيوان .

القطع الجائر للغابات

الغابات هي الرئة الطبيعية لكوكب الأرض ، والتي من خلالها يستطيع كوكب الأرض التنفس و تجديد الاكسجين والغازات ، فهذه الغابات تقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو و تطلق بدلاً منه غاز الأكسجين أساس الحياة و التنفس ، و لكن مع تقدم الحضارة و زيادة الصناعة و زيادة متطلبات الانسان الحديث من السلع والرفاهيات ، زادت الحاجة الى المواد الخام الازمة للتصنيع و منها الاخشاب و بالطبع لم يج الانسان الا الغابات ، فعمل على قطع مساحات هائلة من الغابات لاستخدامها في أغراض الصناعة أو بسبب النمو السكاني ، مما أدي الى قلة نسبة الأكسجين على الكوكب و زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون ، مما سبب ظاهرة الاحتباس الحراري ، و عدم عكس أشعة الشمس الى الفضاء فارتفعت حرارة الأرض وتسببت في ثقب الاوزون ، و ذوبان الجليد في القطب الشمالي و الجنوبي .

البراكين والغازات

تثور البراكين في أماكن كثيرة من الارض ، فالبراكين متنفس طبيعي لضغط الحرارة في باطن الارض ولولاها لانفجرت القشرة الخارجية للأرض ، و لكن عن ثوران هذه البراكين فانها تلقي بمئات الأطنان من الرماد البركاني الذي يتصاعد الى طبقات الغلاف الجوي محدثاً تلوثاً ، و قد حدث ان انفجرأحد البراكين في أوربا فحجبت السحب والرماد البركاني الشمس لأيام طويلة .

الملوثات الاشعاعية

وتتمثل هذه الملوثات في الانفجارات النووية و تجارب القنابل الذرية ، فهذه التجارب تطلق في الهواء والغلاف الجوي كميات هائلة من الأشعة والعناصر الضارةن على البيئة و الغلاف الجوي ، كما أن المفاعلات النووية التي تعمل بالوقود النووي ينتج عنها مخلفات خطيرة وضارة بالبيئة والهواء حتى بعد دفنها و التخلص منها .

 

آثار تلوث الهواء والغلاف الجوي

  • زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى بسبب زيادة نسبة غاز ثاني أكسد الكربون في الجو والغلاف الجوي و الذي يسبب عدم عكس الغلاف الجوي لاشعة الشمس الزائدة الى الفضاء الخارجي ، و بالتالي ترتفع حرارة الارض بسبب تركز هذه الاشعة و بقائها داخل الغلاف الجوي للأرض بما يعرف بظاهرة الصوب الزجاجية .
  • يسبب التلوث في الغلاف الجوي تغير في نسب الغازات المكونة له ، مما يؤثر بالسلب على النباتات ونمو المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الانسان في غذائه ، و هذا يؤدي الى قلة المواد الغذائية وظهور المجاعات في الدول .
  • ارتفاع  درجة حرارة الأرض نتيجة الاحتباس الحراري يؤدي الى ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات بسبب ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي و الذي يعد مخزن الكرة الارضية من المياه ، فتنزل هذه الكميات الهائلة من المياه بعد ذوبان الجليد الى المحيطات والبحار فيرتفع منسوب المياه فيها ، مما يؤدي الى غرق المدن الساحلية والمطلة على البحار .

ذوبان الجليد

  • اتساع ثقب الاوذون بسبب تلوث الغلاف الجوي ، و طبقة الاوذون هي طبقة من طبقات الغلاف الجوي ، تعمل على حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة ، و من الأشعة الكونية التي تمثل خطورة على حياة الانسان و الحيوان و النبات على سطح الأرض ، و عندما يزداد تلوث الهواء و الغلاف الجوي فإن هذه الطبقة تقل كثافتها في أماكن كثيرة فتنفذ منها الأشعة الضارة مسببة الأمراض والأضرار على حياة سكان الأرض .
  • تسبب زيادة التلوث للغلاف الجوي في أمراض للبشر بسبب انتشار الملوثات في الجو و بسبب دخول الأشعة الكونية الضارة الى مجال الأرض ، و من الامراض التي يسببها التلوث زيادة معدل الإصابة بسرطان الجلد والحروق الشمسية واختلال نظام المناعة، وإصابة عدسة العين بالمياه البيضاء و التي قد تتطور الى مياه زرقاء ثم عمى كامل للعين البشرية ، هذا فضلاً عن الاختلال الجيني في المواليد الجدد بسبب تعرضهم لتلوثات الاشعاع التي تتصاعد في الهواء جراء التجارب والانفجارات النووية .

زر الذهاب إلى الأعلى