كثيرة هي التلفيقات والشائعات التي تتقاطر من كل حدب وصوب في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وتروج لها قنوات ومواقع ممولة قطرياً، وفي مقدمتها “الجزيرة”.

وفي ظل الشائعات الكثيرة تبرز السقطات الكثيرة أيضا، حيث يبدو واضحاً تخبط تقارير “الجزيرة”، حتى بات أحدها يناقض الآخر.
وعلى سبيل المثال، في أحد تقاريرها ذكرت القناة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بادر إلى الاتصال بمستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.. وفي تقرير آخر، أفادت نفس القناة بأن كوشنر هو من بادر للاتصال بولي العهد السعودي.
وسلسلة التلفيقات لا تنتهي، ففي تقرير تحت عنوان “ماكو أوامر” بث السبت، زعمت “الجزيرة” أن تصريح وزير الداخلية السعودي اليوم السبت جاء بعد “صمت مطبق” لأكثر من 10 أيام.
كما تساءلت: لماذا لم يصدر عن السعودية أي بيان بشأن “حرص المملكة التام على مصلحة مواطنيها؟”.. لعله فات القناة أن السعودية منذ الساعات الأولى لاختفاء خاشقجي، أكدت على لسان ولي العهد السعودي، أن أبواب القنصلية مفتوحة للتحقيق. كما صدر أكثر من بيان سعودي حول قضية خاشقجي.
فالسبت الماضي، أعلنت القنصلية السعودية في اسطنبول عن وصول وفد أمني مكون من محققين سعوديين، وبموافقة الجانب التركي، للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي.
كما أكدت السعودية يوم الأحد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حرصها على سلامة مواطنيها أينما كانوا، ومتابعة السلطات السعودية المختصة بهذا الشأن لمعرفة الحقيقة كاملة.
إلى ذلك، أكد القنصل السعودي في اسطنبول، محمد العتيبي، في مقابلة مع وكالة “رويترز” السبت 6 أكتوبر/تشرين الأول، أن “القنصلية والسفارة تبذلان جهودا للبحث عن خاشقجي”.
من جهته، شدد السفير السعودي في واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، قبل أيام، أن ما يهم المملكة والسفارة السعودية حالياً هو سلامة خاشقجي، وتبيان حقيقة ما حصل. وأشار إلى أن “جمال مواطن سعودي فُقد بعد مغادرة القنصلية، ولم تكن زيارته تلك الأولى إلى القنصلية في اسطنبول، حيث كان يأتي بانتظام إلى القنصلية (بالإضافة إلى السفارة في واشنطن) خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل بعض الخدمات والمعاملات”.
يذكر أن عائلة خاشقجي أكدت الأسبوع الماضي أنها تثق بالإجراءات التي تتخذها الحكومة السعودية، وأنها تنسق معها من أجل الكشف عن مصير جمال.
أما تقرير “كيف فضحت ساعة آبل ما حدث لخاشقجي بالقنصلية” الذي تفاخرت به القناة نقلاً عن صحيفة تركية، دون أن تكلف نفسها جهد أو عناء التحقق، فتلك حكاية أخرى نسفها تصريح مختص في شركة “آبل” عن بكرة أبيها، إذ أكد في تصريح لشبكة “سي إن إن” الأميركية عدم امتلاك ساعة “آبل” خاصية تسجيل وإرسال المقاطع الصوتية، فضلاً عن عدم امتلاكها خاصية الفتح عن طريق البصمة.
كما فند جون باكووسكي، محرر شؤون التكنولوجيا والأعمال بموقع “باز فيد نيوز Buzz Feed News”، رواية ساعة “آبل ووتش” العجيبة، وقال إن ساعة “آبل ووتش” يجب أن تتعرف على كلمة المرور الخاصة بالواي فاي (WiFi) داخل القنصلية لكي تعمل، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتوفر في حالة خاشقجي، حيث إن الإعلام المضلل زعم أنه كان مهدداً.
كما أن خطيبته التي زعمت أن هاتفه المحمول كان بحوزتها، يجب أن تنضم لنفس شبكة الواي فاي (WiFi) التي تتصل بها الساعة باستخدام نفس كلمة السر حتى يتم الاتصال بين الساعة والهاتف. ومن أجل اتصالهما ببعضهما، فإن المسافة بين الساعة والهاتف يجب ألا تزيد عن 30 قدماً.

شاركها.