جيش من الصغار هل استعدينا له؟

أشار المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم  إلى أن إجمالي المسجلين في الصف الأول الابتدائي 298 ألف طالب وطالبة لهذا العام.
وهذا العدد الكبير الذي يعادل جيشا من الصغار الذين هم في غالبيتهم مقبلون على المدرسة بشوق وأحلام مجنحة ورغبة في أن يصبحوا كبارا مثل إخوتهم الذين سبقوهم أو أقاربهم ومعارفهم وليكبروا مثل آبائهم الذين يظنون أن بيدهم مقاليد الحياة حسب ما وقر في أذهانهم الصغيرة وعقولهم الغضة الطريّة.
ثم لن يلبثوا أن يتعلموا شيئا فشيئا مع تقلب الأعوام الدراسية أنهم مجرد حمقى كمن سبقهم حين كونوا صورة وردية عن التعليم ثم لن يلبثوا أن يتململوا من المدرسة ومن أعبائها وقيودها حتى لن تستغرب حين يصموها بالسجن.فلماذا؟
كلنا نعرف الجواب !! لكن متى نحلّ المشكلة ونحن لا نعدو أن نكون مجرد مدعوين إلى كراسي النظارة الخلفية مجرد مشاهدين يمكن الاستغناء عنهم في أية لحظة وبدون مقدمات.
وفي حين كان جيل آبائنا يقولون لمدير المدرسة في بداية السنة لكم اللحم ولنا العظم…نقول نحن الآن عن أبنائنا استلموهم صاحين أسوياء على الفطرة وأعطونا إياهم لا مرضى ولا صاحين!!.
لن أدخل معكم في فلسفة التربية ولا في حاجات النمو ولا الاحتياجات النفسية والاجتماعية لطلاب الصف الأول لكني سأسألكم سؤالا واحدا هل تعتقدون أن مدارسنا الآن بأنظمتها الحالية المعمول بها والقائمة تختلف كثيرا عن ما كان معمولا به قبل عقدين من الزمان ؟
خذ جولة في مدرسة أبنك أو ابنتك إن كنت أماً ثم سجل الفروق الخمسة بينها وبين مدرستك..ثم أخرج لتقارن الفوارق بين حياتك حين كنت طفلاً وبين مشاهد الحياة اليوم لترى كأنك قد انتقلت من قارة إلى أخرى ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى وعالم جديد بالكلية ..

فيما بقي ابنك مقيدًا في مدرستك القديمة التي لم تتغير كثيرًا ..
                                                         خالد بن محمد الشهري
                                                             1434/10/22هـ

زر الذهاب إلى الأعلى