حاكم عجمان: مسيرة الاتحاد بدأت بالمشاق ووصلت إلى قمم الرقي والازدهار

أكد عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان الشيخ حميد بن راشد النعيمي، أن الذكرى السابعة والأربعين لليوم الوطني للإمارات هي مناسبة لتجديد العهد على مواصلة المسيرة الخالدة التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وهي مناسبة أيضاً أن نقف إجلالاً وإكباراً لجيل كامل من الآباء قدم الكثير، وبذل الجهد سخياً في درب الاتحاد الطويل الوعر، لم تهزه الخطوب، ولم تهزمه عظم الابتلاءات، حمل أمانة تنوء عن حملها الجبال، ليحقق أهم إنجازات القرن الماضي. وقال الشيخ حميد بن راشد النعيمي، إن “احتفال هذا العام يأتي مميزاً بتزامنه مع احتفال الدولة بمئوية زايد، هذه الشخصية التي غيرت تاريخ الإمارات، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء، ليس في الإمارات فحسب، وإنما على المستويين العربي والدولي. ويكفي زايد فخراً أنه بحكمته وإيمانه استطاع الحفاظ على الاتحاد كتجربة وفكرة وقيمة أصبحت تتعمق مع كل إنجاز يتحقق وأمل نتطلع إليه، وتحتشد فيه صوراً كثيرة لحياة عريضة بدأت بالمشاق والعقبات ووصلت إلى قمم الرقي والازدهار.

وفيما يلي نص كلمة حاكم عجمان التي وجهها عبر مجلة درع الوطن بمناسبة اليوم الوطني الـ47:

إننا نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لليوم الوطني لدولة الإمارات، وهي ذكرى وطنية عزيزة وغالية علينا جميعاً وتمثل علامة فارقة في تاريخ وطننا الحبيب، ففي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) عام 1971 سطر التاريخ بمداد من نور ميلاد الدولة بعد أن حوّل حكام الإمارات حلم الأجيال إلى حقيقة قائمة لتنطلق أول تجربة اتحاديه فريدة من نوعها في عالمنا العربي.

في هذه المناسبة الخالدة أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات، إلى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى شعب الإمارات العزيز.

احتفال هذا العام يأتي مميزاً بتزامنه مع احتفال الدولة بمئوية زايد، هذه الشخصية التي غيرت تاريخ الإمارات، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء، ليس في الدولة فحسب، وإنما على المستويين العربي والدولي. ويكفي زايد فخراً أنه بحكمته وإيمانه استطاع الحفاظ على الاتحاد كتجربة وفكرة وقيمة أصبحت تتعمق مع كل إنجاز يتحقق وأمل نتطلع إليه، وتحتشد فيه صوراً كثيرة لحياة عريضة بدأت بالمشاق والعقبات ووصلت إلى قمم الرقي والازدهار.

إن الذكرى السابعة والأربعين لليوم الوطني لدولتنا هي مناسبة لتجديد العهد على مواصلة المسيرة الخالدة التي بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي مناسبة أيضاً أن نقف إجلالاً وإكباراً لجيل كامل من الآباء قدم الكثير، وبذل الجهد سخيا في درب الاتحاد الطويل الوعر، لم تهزه الخطوب، ولم تهزمه عظم الابتلاءات، حمل أمانة تنوء عن حملها الجبال، ليحقق أهم إنجازات القرن الماضي.

قاد الشيخ زايد موكب البناء والنماء ومسيرة التقدم والرخاء وركب النهضة والاستقرار، بثقة القائد المخلص لشعبه، وحكمة الزعيم الملهم لأمته وعطف الوالد المحب لأبنائه، فقدم الخير الوفير والعطاء الجزيل الذي سيظل ابد الدهر يطوق أعناقنا، وسنظل قاصرين أن نوفيه حقه وشكره، ويكفي زايد فخرا انه بنظرته البعيدة ورؤيته الثاقبة وإيمانه العميق وعزيمته التي لا تلين استطاع الحفاظ على هذه التجربة، وبصدق وصبر الرجال المؤمنين بقيمة الوحدة كأساس لبناء الدولة الحديثة وإرساء قواعدها المتينة، سار بها نحو أعلى مراتب التقدم و أرقى مراحل الازدهار وأسمى درجات النجاح، وما حققته الإمارات من مكانة مرموقة، في يومنا هذا، لهو خير شاهد على صحة الأسس والثوابت التي قامت عليها الدولة، وعلى حكمة وبصيرة زايد المؤسس وإخوانه، الذين أدركوا جسامة المسؤولية، وحملوا على عاتقهم أمانة إرساء دعائم دولة عصرية حديثة.

إن كل المؤشرات تؤكد أن بلادنا قد سجلت أرقاما قياسية من التحضر والتقدم على كل صعيد، فقد تميزت باقتصاد متطور مزدهر، وأوضاعا سياسية مستقرة، ومؤسسات حديثة، تعليمية، وصحية، واجتماعية، وثقافية، فنعم المواطن في كل إمارات الدولة بتنمية متوازنة وبمستوى رفيع من الخدمات في كافة المجالات، وعنيت الدولة بتنويع و تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، كالصناعة، والخدمات المالية المصرفية، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، وذلك بغية تنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على البترول في تمويل ميزانية الدولة وتوطيد واستتباب الأمن في كل ربوع الإمارات وبصورة قلّ أن توجد في بلد آخر بالرغم من تعدد الجنسيات داخل أرض الدولة، لينعم المواطن والمقيم بالراحة والطمأنينة، فانعكس هذا الاستقرار الأمني مباشرة على صورة الإمارات بالخارج والتي يشهد لها العالم كله بالإشراق والنقاء.

وقد استطاعت الدولة الاتحادية وبتوفيق من الله من تطوير الموارد البشرية المواطنة التي هي هدف التنمية وغايتها والرصيد الحي لمستقبل الإمارات، مع التأكيد على الهوية الثقافية والحضارية لهذا الإنسان باعتبار أن الإمارات دولة مسلمة التاريخ والجذور والدستور. وقياسا على ذلك لا بد أن نشير إلى المكانة التي وصلتها المرأة في الإمارات فهي مشاركة جنبا إلى جنب مع الرجل في كل مواقع العمل، وهي تحظى بأكبر نسبة عضوية في البرلمان على مستوى الوطن العربي. واخترقت معظم ميادين العمل، وأثبتت كفاءة وجلداً وقدرة على الإنجاز وذلك بفضل دعم القيادة الرشيدة لها مما زادها علما وفكرا وانتماء لهذا الوطن الذي أعطاها الكثير.

إن ما تحقق في ظل الاتحاد لا يحتاج الى تأكيد أو الى براهين فالإحصاءات والدراسات المستقلة تشير بلغة الأرقام إلى أن دولة الإمارات تحقق إنجازات عالمية تشيد بها تقارير التنافسية العالمية فقد تبوأت المركز الاول عالمياً في أكثر من 50 مؤشر تنافسي عالمي في أهم التقارير، وجاءت الإمارات من العشرة مراكز الأولى عالمياُ في 31% من مجمل مؤشرات التنافسية العالمية وحافظت على موقعها كأفضل 20 اقتصاد تنافسي عالمي للسنة الخامسة على التوالي في تقرير التنافسية العالمية 2017-2018 و تفوقت على اقتصادات متقدمة مثل فرنسا وبلجيكا وأستراليا وكوريا الجنوبية والصين في تقرير التنافسية العالمية 2017-2018.

كما أن الإجراءات التحفيزية التي أعلنتها حكومة الإمارات بتسهيل إجراءات ممارسة الأعمال وتخفيض تكلفتها وتسخير كل الإمكانيات وابتكار المبادرات لتسهيل مزاولة الأنشطة الاستثمارية دون تعقيد أو عراقيل، خطوة هامة واستراتيجية تخدم كافة القطاعات في الدولة ومختلف الجهات المعنية بخدمة المستثمرين ورجال الأعمال، وتبني مجتمعات سعيدة تعيش في بيئة كريمة تحفظ حقوق الأفراد وترتقي بهم في مختلف المجالات الإبداعية والابتكارية، وتحترم كينونة الإنسان وحقه في تطوير نفسه وبيئته ومجتمعه.

قبل أيام حققنا إنجازاً فريداً يضاف إلى إنجازاتنا الوطنية المشرفة والمبهرة وهو إطلاق القمر الصناعي “خليفة سات” ومن المخطط أن يصل مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات، كما أن بلادنا تستعد لاستضافة حدث دولي غاية في الأهمية وهو معرض إكسبو الدولي 2020، فعلى مدى تاريخ تنظيم معارض اكسبو الدولية لم يتم استضافتها من قبل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.

الإمارات دولة الصداقة والسلام، والمحبة والإخاء والتسامح والوئام، وخير دليل على ذلك ما نشاهده ونلمسه من إقامة الكثير من المعارض الدولية والمهرجانات العالمية والمسابقات الرياضية في كل الإمارات وعلى مدار العالم كله، وانعكس ذلك على ترحيب العالم بالمواطن الإماراتي حيث أصبح مواطن الإمارات مرحب به في كل مكان.

وقد اكتسبت دولتنا احترام وتقدير العالم كله بما اختطته من نهج معتدل ومواقف ثابتة في سياستها الخارجية تتسم بالحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة الحق والعدل والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء لحل الخلافات والنزاعات بالطرق السليمة والحوار بين الحضارات، وقدمت الإمارات اليد بيضاء دون تعصب لدين أو عرق أو طائفة، فوصلت مساعدات الدولة الخارجية إلى 178 دولة عبر العالم مما مكنها من احتلال أعلى المراكز بين المانحين الدوليين للمساعدات الخارجية التي أسهمت في إيواء المشردين وتوفير الطعــام للمحتاجين.

ختاماً، في هذه المناسبة، فإننا نجدد العزم على المضي قدماً في مسيرة الوحدة والاتحاد وبناء وطن شامخ، وأدعو أبناء الدولة إلى الإخلاص والوفاء، وصون مكتسبات الإمارات وحمايتها، وذلك باكتساب العلم النافع، والعمل الدؤوب، وتحقيق الأهداف التي ترفع من قيمة الوطن وتعلي شأنه بين الأمم.

زر الذهاب إلى الأعلى