حبيب سمسم (2)..

ما معني هذا التعلق ؟ ظل السؤال يطاردهما ..

بالسنسبه لسمسم ..قررت تجاهل معرفته بامر سفرها و اكملت الاجراءات ..

كل يوم كان اسامه (حبيب سمسم) يقول لنسه ..ستغير رأيها ..لقد لمح التردد في عينيها ..هي التي يقرأ دون جهد

تتوالي الايام …وهي لا تتراجع .

اخبره صديق مقرب انه يجب ان يخبرها فلن يخسر شيئا ,صداقتها تلك المقدسه ستعيقها المسافه على ايه حال كما انه اذا ما تزوج هو وهي فلن تبقي علاقتها كما هي .

اقتنع بكلامه و امتلئ باللحظة الحاسمه ..صاغ لها الف سيناريو اين متى و  ماذا يقول ؟ انه موقف جديد عليه كليا في المره الوحيده التي  ظن فيها انه يحب كانت  سمسم هي المستشار العاطفي ..يذكر كيف جلسا علي سور المدرسه هي تفكر وهو يؤمن على ما تقول .

كان وقتها في الثانيه عشر من عمره و الفتاه المطلوبه هي الجاره الجديده …لقنته سمسم كلام الرسائله حرف حرف .. وتبرعت برسم القلبين المتصلين بسهم في ذيل الصفحه ..

—————————————————————

خططت سمسم لوداعه هو خاصه دون الجميع ..

علمت انهم يقيمون حفل لوداعهها لكنها ستتفاجأ لاسعادهم ..احضرت لكل منهم هديه صغير ليذكروها ..

الغربه بدت تتسل لغرفتها و ارعبها انها ستتلاشي من حياتهم سينسونها ! لكنها سرعان ما اقنعت نفسها ان كل اجازه فرصه لنسج العلاقات مره اخري

“اسامه” تحديدا لا تحتمل فكره ان تبهت صورتها لديه ان تكون احاديثهما بعد سفرها ممله ..و تكون الصداقه مجرد واجب يؤدي ..و عليه قررت ان ترشده يوم وداعها لسبل التواصل الحديثه التي يجهل ..لا بد ان يعتاد التعامل مع الانترنت الذي يكره احضرت له سماعات وكاميرا لجهازه webcam ستعطيع درس مختصر و تنشئ له حساب في الfacebook حتى ان كانت صديقته الوحيده هنالك ..يجب ان يكون معها بكل شكل ممكن .

اخر شئ احضرته له كان اطار صوره صغير ووضعت فيه صورتها ..سألتها البائعه وهي تغلف كل تلك الاشياء “خطيبك مسافر”

لم تنفي .. وظلت تردد مع نفسها “دا خطيبي ..اسامه “..اصابتها نوبه ضحك ..ثم شعرت بخصه ..لكن سرعان ما واست نفسها بانه سيبقي لها للابد ..كيفما كان الوضع صديق خطيب .لا يهم

فهكذا كانت هند (سمسم) دوما  كائن منطقي و شخصيه مرحه و تتقن الحياه كما تقول صديقاتها ..تعرف كيف تسيطر علي مشاعرها ..المواقف ..كيف ترضي الجميع و كيف تجعل الحياه حولها ..متناسقه و منسابه بسلاسه ..دون خلافات او معوقات تذكر..

—————————————

رغم انهما درسا في نفس المدارس الاجنبيه المختلطه و تربيا تحت نفس الظروف الاجتماعيه ..كان هو حاد جدا الدنيا لديه لها لونان ..ابيض او اسود ..لا يفهم النفاق الاجتماعي ولا ازدواجيه المعايير ..من المرعب ان يبقي الان دون الُُسُكر (سمسم) الذي يحلي له طعم العالم الظالم ..

وداع سمسم هو فرصته الوحيده اذن .

هئ نفسه لاسوء الفروض ..سنتدهش و تشعر بالغرابه ..حينها سيقوم بالانسحاب و يحاول تطمينها انه سيكون دوما صديقها ولن يتغير ..ستصدقه و يمر الامر ..لن يخسر شئ كما اخبره صديقه

————————————-

دون ان تشعر كانت دموعها تنساب و هي تقص عليه خططها هناك و تملكتها رعشه خفيفه ..حين قال وهو يفتح علب هداياها العديده له :

– بتتكلمي زى كأنك حبيبيتى .

ساد صمت للحظه .لم يكن هذا احد السناريوهات التي اعدها لكنه تعليق خرج منه دون مراجعه .

لو لم تكن في حاله حزن شديد لتمكنت هند من اختلاق ضحكه تزيل التوتر ..لكنها لم تستطع و كانت تنتظر بقيه الحديث .

امسك بكوب القهوه المثلج ..و اخذ رشفه سريعه كي يستجمع افكاره ..

– لا ما زى كان ..انت كدا فعلا ..سمسم

i love u

استمرت في صمتها ..هذه المره بد لها الامر منطقيا و غير مرعب اطلاقا .. وكونها تعرفه ادركت ان اي مقاطعه ستثني عزمه ..

شيئا فشيئا اطمئن هو ايضا …

بعد ذلك استمر هو في الحديث ببساطه ودفء كما اعتاد

دموعها مستمره بهدوء لكنها تخرج من قلب اخر غير الذي خلس ليودعه ..قلب ملئ بالحلم والسعاده

– طيب ممكن ما تبكي ..انتى بتين اتعلمتى تبكي يا بت

ابتسمت و مسحت دموعها ..راته من زاويه اخري كانت ترعاه اليوم هو من يرعها ..امتلأت بحب خالص تماما من الشك و تضائل في نظرها شعور الصداقه ..

– اها رايك شنو ..

كان سؤاله كي يدفعها للحديث فقد اضاء وجهها بشكل جعله يكاد يجزم بموافقتها ..لكن يجب ان يسمع كلامها

– اممم .يعنى ما اسافر

-ما عارف ..انتى حره

– والله يا اسامه يجي منك

– قلتى كدا ..

—————————————–

الايام التاليه كانت غريبه وسعيده ..اعلنا خطوبتهما و أجلت سمسم مشروع السفر ..ما زال اسامه مضطر للبقاء هنا ..كما ان سعادتهما  و حبه للبلاد قد تزيل فكره السفر تماما ..كان الزواج بسيط ككل شئ يخصهما

——————————————————————————————-

لمن يهمه الامر …ترقبو حبيب سمسم (3) ..تحت مسمي (الخرافه)

زر الذهاب إلى الأعلى