حقوق الإنسان في الإسلام

يُولد الإنسان متمتعاً بحقوق تنقسم ما بين أصلية ومكتسبة، وتعرف الحقوق بشكل عام أنها كل ما يُستوجب منحه للفرد وكافة أفراد المجتمع من متطلبات ضرورية لتحقيق العيش الكريم، ويُمنع قانوناً وشرعاً الاعتداء على حق الآخرين أو انتقاصها أو إلغائها أو انتهاكها، ونظراً لثبوت وجوب هذه الحقوق فقد أُدرجت حقوق الإنسان في مواد الدساتير والمواثيق الرسمية للهيئات الدولية بمختلف أنواعها، وانطلاقاً من اهتمام الإسلام بالإنسان وتكريمه، فقد جاء ليُكرمّه من خلال إثبات حقوقه في الإسلام وإحقاقها، فقد عمل الإسلام منذ فجر التاريخ على السعي الدؤوب لتحقيق مبدأ وحدة الجنس البشري، كما اهتم بتقويم حقوق الإنسان وفقاً لأساس فلسفي مفاده تكريم الإنسان، تالياً سنتطرق لتفاصيل حقوق الإنسان في الإسلام.

ترتبط حقوق الإنسان بعلاقة وثيقة مع الإسلام، فالإسلام يفنّد كل مبدأ يقوم على العدالةِ والإنصاف ومبادئ الأخلاق، وهو المعنى الصريح لحقوق الإنسان، وبذلك فإننا نلاحظ أن بعض الحقوق التي نتمتع بها كان الإسلام قد جاء بها داعياً إلى تحقيقها قبل تسميتها بالحقوق، ويأتي ذلك تحت إطار السعي إلى تحقيق التعايش والتعاون والتكامل، ونلاحظ اهتمام الإسلام بحقوق الإنسان من خلال الآيات الكريمة في الكتاب العزيز الآية 13 في سورة الحجرات، ومنها: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

  • حق الحياة: يعتبر حق الحياة الأول بين قائمة حقوق الإنسان في الإسلام، حيث وُهب له في أول لحظات حياته، ويتوجّب على المسلمين المحافظة على حق حياة الآخرين وحياتهم، وفي حال الاعتداء على حق الآخرين في الحياة يصبح هناك استثناء وحيد؛ فيصبح هنا الحق بأن يُقتل القاتل فيما لم يعفُ أهل الميت صراحةً عن القاتل.
  • حق الإنسان في الأمان: قدّم الإسلام للإنسان اهتماماً كبيراً في حقه بالحياة، واعتبر أي اعتداء بأنه اعتداء على كامل المجتمع، فلم يُمنح الحق لأحد دون غيره؛ بل يشمل كافة أفراد المجتمع، ويحرم الإسلام على الفرد أيضاً إنهاء حياته بذاته.
  • الحرية: سّن الإسلام حق الحرية لإنقاذ المسلم من ظلم الجاهلية وتحريره من العبودية والقهر، وجاء ذلك بعد أن عّم الاستعباد كافة أنحاء الجزيرة العربية؛ إلا أن ديننا الحنيف قد رفع راية التحرير للإنسان، ومنح المرأة حرية لم تكن مسبوقة من حيث العدالة والسمو والرقي، ومن مظاهر حرية الإنسان في الإسلام أنه مُنح الحق في حرية التديّن.
  • العدل والمساواة: تعد المساواة من أكثر القواعد التي حرص الإسلام على ترسيخها، حتى أصبحت حقاً لا يجوز انتهاكه، إذ يعد الناس متساوون جميعاً في القيم الإنسانية المشتركة، ولا يوجد أي فريق بينهم سواء كان اللون أو النسب أو الجنس؛ وإنما التقوى هو الأساس الفاضل بينهم.
  • حرية التنقل واللجوء: منح الإسلام الإنسان مساحة واسعة من الحرية في التنقل من بقعة جغرافية إلى أخرى؛ إلا في حال وجود مصلحة للفرد ذاته أو للعامة تتطلب ضرورة المنع، كانتشار وباء معين في منطقة ما.
  • تكوين أسرة: تعتبر الأسرة بمثابة اللبنة الرئيسية في المجتمع، لذلك شرع الإسلام الزواج لتكوين الأسرة، لذلك فكان لا بد للشريعة الإسلامية من سن القوانين التي توضح أهداف الزواج وما للطرفين من حقوق وواجبات، كما قدم وسائل منيعة في الحفاظ على الأسرة من الانهيار، ولم يخلو الأمر من توضيح الكيفية التي تكون فيها كيفية حل رباط الزوجية.

زر الذهاب إلى الأعلى