حكم المبيت بمنى عند المذاهب الأربعة

بواسطة: – آخر تحديث: 4 سبتمبر، 2018

محتويات

منى

مِنى هو اسم وادٍ يقعُ في المنطقة الشرقيّة من مكة، وتحيط به الجبال، واشتُهر اسم منى لما لهذا المكان صلة وثيقة بمناسك الحج، إذ يقع على الطريق ما بين جبل عرفة ومكة، ويبعُدُ عن المسجد الحرام ما يُقارب ستّة كيلومترات، ويحدّ منى من الجنوب الشرقي وادي محسر، ومن الشمال الغربي جمرة العقبة، أما من الجنوب فيحدّها جبل ثبير من الجهة الشماليّة جبل القويس، ومن المعروفِ أنّ في منى أداءً للعديد من شعائر الحج، لذلك لا بُدّ من زيارة هذا المكان من قبل جميع الحجاج، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم المبيت بمنى عند المذاهب الأربعة.

وقت المبيت بمنى

لم تُفصّل النصوص الواردة فيما يخصُّ المبيت بمنى وقت المبيت بمنى، أو في أيّ وقتٍ بالضبط يجب أن يكونَ من الليل، لذلك يُرجّح أن من بات بمنى في أولّ الليلة أو في آخرها أو بات بعض الليل أو كلّه، فإنّ هذا يُجزئه ويكفيه، أمّا من يترك المبيت بمنى فقد قال جمهور العلماء أنّ عليه دمًا، لأنّ المبيت بمنى من واجبات الحج، وهذا ينطبقُ على من ترك المبيت فيها ثلاث ليالٍ، أما من ترك المبيت ليلة واحدة فقط فليس عليه دم لأنّه قام بالمبيت وحقق المقصد.، أمّا وقت المبيت بمنى تحديدًا فيكون في الليلة الحادية عشرة والثانية عشرة من ذي الحجّة في حق من تعجّل، أمّا الحاجّ الذي لم يتعجّل فيبيت أيضًا اليلية الثالث عشرة من ذي الحجّة، وهذا ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن الأفضل الاقتداء به، إلّا من كان له عذر.، والمقصود بالمبيت بمنى هة قضاء معظم الليل فيها، سواء أول الليل أو آخره، ومن مكث فيها أكثر من نصف الليل ولو قليلًا فقد حقَّق المبيت.

حكم المبيت بمنى ليلة عرفة

يتساءل البعضُ حول حكم المبيت بمنى، إذْ يوجد خلاف بين العلماء حول حكم المبيت بمنى وما إنْ كان واجبًا أم لا، والأرجح بحسب ما وردَ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ حكم المبيت بمنى واجب، وذلك لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما حَجّ أخبر المؤمنين وقال لهم: “خذوا عني مناسككم” ، وفي الوقت نفسه رخّص للعباس وللرعاة أن يتركوا المبيت، إذ إنّ العباس تركه لأجل السقاية، والرعاة تركوا المبيت كي يرعوا في الليل، وبما أنّ الرسول -عليه السلام- أعطى هذه الرخصة لهؤلاء دون غيرهم، فهذا دليلٌ على أنّ حكم المبيت بمنى واجب.

حكم المبيت بمنى يوم التروية

حكم المبيت بمنى يوم التروية سنّة مؤكدة، ومن ترك هذه السنّة فلا شيءَ عليه، لكن من الأفضل الاقتداء بسنّة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا ما ذهب به رأي جمهور العلماء، أمّا بعض الحنابلة فقالوا: إنّ حكم المبيت بمنى يوم التروية أي ليلة عرفة واجب، لكن هذا الخلاف قُطع عندما قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: المبيت بمنى ليلة عرفة الصحيح سنّة.

حكم المبيت بمنى عند المذاهب الأربعة

حكم المبيت بمنى بحسب المذاهب الأربعة ليسَ عليه خلاف كبير، ولا خلافَ بين العلماء أو المذاهب حول مشروعية المبيت بمنى في ليالي التشريق، لكن الاختلاف يكمنُ فيما إن كان حكم المبيت بمنى واجب أم سنّة، وذهب أكثرهم أنّ واجب، وهذا ما قالَه مالك والشافعي وأحمد بن حنبل، أمّا أبي حنيفة فقال إنّه سنّة وليس واجب، وبهذا يقول المالكية: بأنّ من لم يبت بمنى يلزمه دم، أما الشافعية والحنابلة فيقولون: إن من لم يبت ليلة بمنى يلزمه مدّ طعام، أمّا من لم يبت بها إطلاقًا فيلزمه دم، أيْ ذَبْح شاة.

زر الذهاب إلى الأعلى