حكم صيام عاشوراء

بواسطة: – آخر تحديث: 4 سبتمبر، 2018

محتويات

عاشوراء

يُسمّى يوم عاشوراء بهذا الاسم لأنّه اليوم العاشر من شهر محرّم، كما يُسمّى اليوم الذي يسبقه تاسوعاء، وهو اليوم التاسع من شهر محرّم، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذا اليوم، إذ إنّه يومٌ عظيمٌ ومبارك منذ القدم، اختصّ الله تعالى به شهره المحرّم، وهو شهرٌ تعظم فيه الحرمات، ولهذا اليوم قدرٌ عظيم منذ زمن الجاهليّة، فقد كانَ اليهود يعدّونَه مميّزًا وعيدًا لهم ويخصّونه بعباداتهم، وكانت نساء اليهود تلبس أجمل الملابس فيه، حتى أنّ قبيلة قريش كانت تعظّم عاشوراء، وكانَ الرسول -عليه الصلاة والسلام- يصومه أيّام الجاهلية، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم صيام عاشوراء.

سبب صيام يوم عاشوراء

بعدَ مجيء الإسلام وهجرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة، رأى الرسول يهود المدينة يصومون يوم عاشوراء تعظيمًا له وفرحًا فيه؛ لأنّه اليوم الذي نجّى الله -سبحانه وتعالى- فيه موسى -عليه السلام- من فرعون، فقال لهم: “ما هذا اليومَ الذي تَصومونهُ قالوا: هذا يومٌ صالحٌ هذا يومٌ نَجَّى اللهُ فيه بَنِي إسرائيلَ من عدُوِّهم فصامهُ موسى -عليهِ السلامُ- فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: أنا أحقُّ بِموسَى منكم”، فصامهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأَمَرَ بصومِه” ، وكان هذا في بداية السنة الثانية من الهجرة، وكان حكم صيام عاشوراء في ذلك الوقت واجبًا، وبعد نزول فرض صيام رمضان فُوّض أمر صيام عاشوراء إلى التطوّع، وبهذا فإنّ حكم صيام عاشوراء لم يكن وجوبًا إلا في عامٍ واحدٍ فقط.

فضل صيام يوم عاشوراء

لصيامِ يوم عاشوراء فضلٌ عظيم، ويكون صيامه بثلاثة مراتب، المرتبة الأولى: صيام يوم التاسع والعاشر والحادي عشر من محرّم، وهذه أكمل المراتب، والمرتبة الثانية هي: صيام يوم التاسع ويوم العاشر، وأكثر الأحاديث على هذه المرتبة من الصيام، والمرتبة الثالثة هي: صيام يوم العاشر منفردًا، وهو لا يُكره بالصوم، أما فضل صيام عاشوراء فهو كما يأتي:

  • تكفير الله بصيامه السنة الماضية: عندما سُئل الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن صيام عاشوراء قال: “أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” ، لذلك فإنّ من يصوم يوم عاشوراء يُكفّر الله له ذنوب سنةٍ مضت.
  • تحرّي الرسول -عليه الصلاة والسلام- صيامه: روى ابن عبّاس قال: “ما رأيت النبي يتحرّى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء” ، إذ إنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان ينتظر قدوم عاشوراء ويتحرّى هذا اليوم ليصومه.
  • وقوعه في شهر الله المحرّم الذي يُسنّ صيامه: من أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان المبارك هو صيام شهر الله المحرّم، وفيه من الكثير من الأجر والثواب، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم”

حديث عن صيام يوم عاشوراء

ذُكر يوم عاشوراء في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، كما وردَ عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الأحاديث التي تذكر حكم صيام عاشوراء وتذكر فضل صيامه، ومن هذه الأحاديث الشريفة ما يأتي:

  • روى أبو قتادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السَّنة التي قبله”
  • عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: “ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان” .
  • عن عائشة -رضي الله عنها-: “لما قدم -صلى الله عليه وسلم- المدينة صامه ـأي عاشوراءـ وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه”
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل” مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1163، خلاصة حكم المحدث: صحيح

حكم صيام عاشوراء

يتساءل كثيرون عن حكم صيام عاشوراء، وبالإجماع فإنّ حكمَ صيام عاشوراء سنّة مؤكدة، أيْ لا حرجَ في ترك صيامه ولا إثمَ على من لا يصومه؛ لأنّ حكم صيامه ليس فرضًا ولا واجبًا، وبهذا يكون حكم صيام عاشوراء مستحب لا بأس لمن صامه ولا بأس على من تركه، والسنّة أن يتم صيام اليوم الذي يسبقه، أي يوم تاسوعاء، وصيام عاشوراء، وصيام اليوم الذي يليه وهو اليوم الحادي عشر، وكما تقدّم ذكره فإنّ حكم صيام عاشوراء كان واجبًا لعامٍ واحد، وبعد فرض صيام شهر رمضان المبارك أصبح من باب التطوّع، ولمن صامه الأجر والثواب، لما لصيام هذا اليوم من فضلٍ عظيم،، والجدير بالذكر أنّه قد ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يصوم يوم عاشوراء وأنّه رغّب في صيامه، ويُستحبّ أن يُصام اليومُ الذي يسبقه واليوم الذي يليه، وذلك مخالفةً لليهود الذين يكتفون بصيام يوم عاشوراء فقط، فقد رُوي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده”

زر الذهاب إلى الأعلى