نشأته[عدل]

ولد عام 1918 في مدينة أبوظبي بقصر الحصن[12] وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان ( زايد الأول ) والذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855 إلى عام 1909. هو أصغر أبناء الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان الأربعة من الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي ولما بلغ الرابعة من عمره وتحديدًا في عام 1922 ، تولّى والده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان زمام الأمور، وقد استطاع خلال فترة حكمه تحسين علاقاته بالجوار وتعزيز مكانته بين مواطنيه على الرغم من قصر مدة حكمه. كما كان سموه مواظبًا على حضور مجلس والده الذي كان يستقبل المواطنين، ويستمع إلى همومهم ، ويشاركهم معاناتهم في زمن كانت فيه تجارة اللؤلؤ ورحلات الصيد المصدر الوحيد للدخل في المنطقة ، وكان سموه يطرح دومًا الأسئلة على أبيه؛ ليزداد بذلك وعيه وإدراكه.

§تعليمه[عدل]

الكُتّاب كان المعين الأول الذي نهل منه سموه، تمامًا كغيره من أبناء البلاد آنذاك، وكان القرآن الكريم أول زاده العلمي، بدأ رحلة التعليم في سن الخامسة على يد “المطاوعة” ، وهم رجال الدين الذين يدرسون القرآن الكريم و الحديث الشريف وأصول الدين و اللغة العربية.

§حياته السياسية[عدل]

تولى الشيخ زايد عدداً من المهام السياسية قبل الاتحاد منها:

§حكم الشيخ زايد لمدينة العين[عدل]

تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946[1][13] ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين, بفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجاري وشبكة طرق ومشفى طبي ،ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية[14][15]

ويقول كلود موريس في كتابه (صقر الصحراء ) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله:

زايد بن سلطان آل نهيان

“لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حول الشيخ زايد وتحيطه باحترام واهتمام وقد شق الينابيع ليزادة المياه لري البساتين ، وكان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين كان يشاركهم حفر الآبار وأنشاء المباني وتحسين مياه الافلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة في معيشتهم وفي بساطتهم كرجل ديموقراطي لايعرف الغطرسه أو التكبر ، وصنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني بالأضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية”

زايد بن سلطان آل نهيان

في عام 1953 بدأ سموه رحلة حول العالم يعزز فيها من خبرته السياسية، ويطلع من خلالها على تجارب أخرى للحكم والعيش، فزار بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة و سويسرا و لبنان و العراق و مصر و سوريا و الهند و باكستان و فرنسا ، وقد زادته هذه التجربة اقتناعًا بمدى الحاجة لتطوير الحياة في الإمارات ، والنهوض بها بأسرع وقت ممكن؛ للحاق بركب تلك الدول التي صارت تتمنى أن تصير كالإمارات اليوم

§حكم الشيخ زايد لأبوظبي[عدل]

في مايو 1962 وأمام الضغوط الهائلة التي تلقها الشيخ شخبوط، قرر السماح للشيخ زايد في مساعدته على إدارة شؤون أبوظبي، لذا سعى الشيخ زايد في مدى أربع سنوات في الفترة من 1962 إلى 1966 لتحسين الأوضاع في الإمارة من ناحية والمضي قدماً بكل العزم والتصميم في تنفيذ برنامجه التنموي من ناحية أخرى[16]. تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966[1] بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وتمكّن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، منها تطوير قطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبي وتحديثها، وتطوير المدن بوجه عام[5]. قام الشيخ زايد بإنهاء حقبة طويلة من العداء المستحكم بين أبوظبي وقطر. وكان من أول القرارات التي اتخذها أن أصدر مرسوماً يقضي بإصدار طوابع بريدية[17]. تولى الشيخ زايد أيضاً بناء مؤسسات الدولة من نظام إداري ودوائر حكومية والتي اعتمد فيها على عناصر من الأسرة الحاكمة ومن خارج الأسرة. كما أتاح فرص التعليم لآلاف الطلبة مكنتهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج[18].

§توليه حكم الاتحاد[عدل]

رفع العلم الإماراتي

في عام 1965 م أسس مكتب للتطوير في دبي وأسهمت بريطانيا فيه بمبلغ نصف مليون جنيه إسترليني. ويتبع مكتب التطوير دوائر أصبحت في ما بعد نواة الحكومة الاتحادية ووزارتها في المستقبل. وهذه الدوائر هي: دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، دائرة التعليم الفني، دائرة البعثات، دائرة الصحة، دائرة الأشغال العامة، دائرة الثروة السمكية. وعندما تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي، قدم مليوني جنيه إسترليني. وكان هذا المبلغ الذي قدمته أبو ظبي هو نصف ميزانية المكتب في هذا العام. وفي عام 1968 م، ساهمت أبو ظبي بنسبة 90 % من هذه الميزانية. أما في العام التالي (1969 م)، فقد تحملت أبو ظبي 95 % من ميزانية المكتب[19].

كان الشيخ زايد أول من نادى بالاتحاد بعد الإعلان البريطاني عن نية الاحتلال الجلاء عن الإمارات في يناير 1968 وذلك بحلول عام 1971، فرأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسي موحد له كلمة قوية ومسموعة في المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه. فبدأت الحركة المكوكية لسموه وكان اجتماع (السمحة) البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين الشقيقتين دبي وأبوظبي[20]. وفي عام 1969 انتخب رئيسًا للاتحاد التساعي الذي ضم الإمارات السبعة و قطر والبحرين، وبانسحاب الأخيرتين تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة في 10 فبراير 1972 م ليكتمل النصاب وتعم الفرحة أرجاء البلاد ، وانتخب سموه رئيسًا للاتحاد وقائدًا أعلى للقوات المسلحة. عمل زايد على بناء المؤسسات الاتحادية[21] وبناء القوات المسلحة[22]

§العلاقات الخارجية[عدل]

أسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم في معالجة كافة القضايا[23] كما قامت على السلام، منطلقاً من إيمانه بأن السلام حاجة ملحة للبشرية جمعاء[24]

§العلاقة مع المملكة العربية السعودية[عدل]

كانت هناك بعض الخلافات الحدودية مع المملكة العربية السعودية ولم تحل إلا باتصالات مباشرة بين الشيخ زايد والملك فيصل بن عبد العزيز حيث توصل الجانبان إلى توقيع معاهدة سنة 1974 والتي رسمت الحدود بين البلدين[25]

§حرب الخليج الأولى[عدل]

رفض الشيخ زايد اعتبار قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران ذريعة للعراق في استمرار الحرب مع إيران. ولقد كان لدولة الإمارات العربية المتحدة موقف عبرت عنه من خلال مشروع الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الهادف إلى وقف الحرب العراقية ـ الإيرانية . والذي يتلخص في ان يفوض القادة العرب في مؤتمر القمة القادم في عمان ثلاثة رؤساء من الذين يتصفون بموقف محايد للسعي بين إيران والعراق ، واكدوا لايران ان هذا الوفد يضمن حقوق الطرفين وانهم لا يمثلون انفسهم بل القادة العرب كلهم ، فاذا قبلت الوساطة تنسحب القوات ويتم وقف اطلاق النار ، عندئذ يجري التحكيم من محكمين مقبولين ومن يثبت عليه الحق لجاره يكون القادة العرب كفلاءه وضامنيه. وجاءت موافقة إيران مشروطة بان تنهي دول مجلس التعاون ما اسمته بتاييدها للعراق[26]

§حرب الخليج الثانية[عدل]

خرج العديد من الكويتيين من بلادهم في أعقاب العزو العراقي لها واستقبلهم الشعب الإماراتي وأمر الشيخ زايد بتوفير السكن لهم ومنحهم مساعدات مالية بالإضافة إلى إعفائهم من دفع أي رسوم للعلاج الطبي. وخلال الحرب لجأ 66 ألف كويتي إلى الإمارات[27].

§أهم أعماله وانجازاته[عدل]

§صانع الاتحاد[عدل]

وحّد مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم دولة الإمارات العربية المتحدة فقد بدأت اتحادا بين إماراتيهما أبو ظبي ودبي ( في اجتماع السميح )، المشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية، والدفاع، والأمن، والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة[28] على أن يدعوا باقي حكام الإمارات لهذه الوحدة، فلبوهم في 2 ديسمبر من 1971.

§مجلس التعاون لدول الخليج العربية[عدل]

كان لدى الشيخ زايد والشيخ جابر الاحمد الصباح توجه وحدوي بدأ بفكرة إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحقق ذلك في 25 مايو 1981م في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة. تم اختيار زايد بالإجماع أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأول رئيس دولة يوقع على ميثاق المجلس[29].

§حماية البيئة[عدل]

وخلال أعوام الستينيات، استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة اتحاد رعاية حقوق الحيوان، ثم في عام 1976، عقدت الإمارات وللمرة الأولى المؤتمر الدولي للصيد بالصقور واستبقائها، وتمخض المؤتمر عن إصدار قانون بحظر الصيد باستخدام المتفجرات[30]. وبحلول عام 1983 فرض حظرًا على الصيد بالأسلحة النارية في الإمارات العربية المتحدة. وقد حققت الإمارات نجاحا ملحوظا على صعيد تكاثر المها العربية في الأسر بعد إحضار عدد من الحيوانات المتبقية منها في الحياة البرية في بداية الستينات وذلك بناء على تعليمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وبات مستقبل هذا النوع من الكائنات مضمونا حاليا بعد أن كان قد وصل إلى حافة الانقراض. الإمارات العربية المتحدة موطن ما يزيد على 3000 من حيوانات المها العربية (Oryx ).[31]. كما أمر أيضا بغرس ما يزيد على 140 مليون شجرة في جميع أنحاء الدولة[32].

§حفظ السلام والعمل الخيري[عدل]

ساند الشيخ زايد كلاً من مصر وسوريا في حرب 1973 من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً، كما ألقى ببيانه الشهير الذي قال فيه: “إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”. في أكتوبر 1980 نادى الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التي كانت دائرة بين طوائفها المختلفة. وأثناء الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1991، كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالمصالحة، كما رحّب أيضا بلجوء العائلات الكويتية إلى دولته، وتجلّى أيضا اهتمامه بحفظ السلام في مشاركة دولة الإمارات في عملية “استعادة الأمل” في الصومال، التي قادتها الأمم المتحدة في عام 1992، وفي جهود الوساطة التي بذلها أيضا عندما اندلعت الحرب الأهلية في اليمن في عام 1994. على الصعيد الدولي كانت مشاركة دولة الإمارات في مهمة حفظ السلام في كوسوفو بقيادة “حلف الناتو” عام 1998[33].

كما كان له دور كبير في تنمية عدد من المشروعات الخيرية والتنموية في المناطق المغربية، لفائدة فئات معوزة[34]. كما ساهم في مشروع إعادة بناء سد مأرب القديم في اليمن في عام 1986[35]، كما قام بتمويل شبكة إضافية من القنوات لتوزيع المياه على الحقول مما حول المنطقة إلى نموذج للتنمية الزراعية[36].

§الجوائز التي حصل عليها[عدل]

توفي الشيخ زايد في 19 رمضان 1425هـ الموافق 2 نوفمبر 2004 وتولى ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيساً للدولة في 3 نوفمبر 2004[6].

مر موكب الجثمان من تقاطع شارع الخليج العربي مع شارع السعادة حتى مسجد الشيخ زايد وذلك في حوالي الساعة الرابعة عصر الأربعاء 03 نوفمبر 2004[41]

مسجد الشيخ زايد الكبير

وقد أعلنت كل من لبنان[42] وليبيا[43] والجزائر[44] واليمن[45] الحداد ثلاثة أيام، ونكست الأمم المتحدة ومنظماتها الأعلام[46]

وقدم واجب العزاء رؤساء كل من الهند[47] وسريلانكا[48] وباكستان[49]

شاركها.