خاشقجي يسوّق لتركيا بإنجاز وهمي.. وفشلها في القمة يصدمه

تأبى الوقائع واحدة تلو الأخرى إلا أن تصيب جمال خاشقجي بالإحباط وخيبة الأمل في قناعاته السياسية، وتكشف في الوقت نفسه عن خطأ تحيزاته الآثمة إلى دول وتنظيمات تناصب وطنه العداء، وفي آخر تلك السقطات استبق “خاشقجي” القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء إيران وروسيا وتركيا في طهران أول أمس (الجمعة)؛ لبحث الأوضاع في محافظة إدلب السورية، بالتسويق لتركيا زاعماً عبر حسابه في “تويتر”، أن “تركيا وحدها تدافع عن سلامة وحرية بضعة ملايين من السوريين في إدلب في وجه روسيا وإيران، والعرب بين غائب وكائد!”.

فكما يلاحظ، واستمراراً للقيام بدوره في التزييف والتضليل، اكتظت تغريدة “خاشقجي” بثلاثة مزاعم تفتقر إلى أي منطق يثبتها، الأول اختلاقه إنجازاً وهمياً لتركيا ونسبته إليها للترويج لصورتها، عبر الادعاء بأنها “تدافع عن سلامة وحرية بضعة ملايين من السوريين في إدلب”، قبل أن تعلن القمة أي نتائج تشير إلى هذا الزعم.
والزعم الثاني الادعاء بأن “تركيا تقف في وجه روسيا وإيران”، في الوقت الذي تعد فيه شريكة للدولتين، ولا تختلف مواقفها العسكرية والسياسية بشأن سوريا كثيراً عنهما، خصوصاً احتلالها لأجزاء من شمال سوريا، وتنكيل العسكريين التابعين لها بالسوريين في عفرين ومدن أخرى.
والثالث الادعاء بغياب العرب في إنكار لدور الدول العربية ورفضها لاستمرار الحرب، وعملها على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بالإضافة لاحتضان بعض الدول لفصائل المعارضة السورية.
ورغم أن الصدمة التي تلقاها “خاشقجي” بفشل قمة الدول الثلاث حول إدلب كانت عنيفة وكفيلة بإسكاته؛ إذ خرجت تركيا بخفيْ حنين من القمة ولم تحقق أياً من مزاعمها، إلا أنه لم يفقد قدرته الفائقة على التضليل والتزييف والاختلاق، فعَمَد إلى تشتيت الانتباه عن الإخفاق التركي محولاً إياه إلى اتجاه آخر قائلاً: “تستطيع الدول العربية الكبرى خصوصاً السعودية والإمارات أن تساعد في منع مجزرة إدلب بتوظيف علاقاتها القوية مع أمريكا وأوروبا. فهما أيضاً ضد الحرب هناك، بل إن الأمريكيين طرف في سوريا وجيران لإدلب”.
وبعيداً عن مضمون ما قاله في تغريدته الثانية التي أتت بعد يوم من الأولى، فإنه ينطوي على نوع من الافتئات على الدول العربية الكبرى، التي تهتم بالأزمة السورية بدافع من روابطها القومية مع الشعب السوري دون انتظار لأن يقترح عليها ذلك، لكن المدهش حقاً أن “خاشقجي” لم يشعر بنفسه، وهو يعترف بأن “الدول العربية الكبرى خصوصاً السعودية والإمارات ضد الحرب”، مكذباً نفسه بعد أن زعم أنها “غائبة” وبلا موقف وفقا لموقع سبق.

زر الذهاب إلى الأعلى