الثلاثاء, مارس 19

داءُ المُرتَفَعات , كيفية التعامل مع المرتفعات , أعراضُ داء المرتَفعات , معالجة داء المرتفعات , الوقايةُ من داء المرتَفَعات

* الإنهاك.

وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن يؤدِّي داءُ المُرتَفَعات إلى تَراكُم السوائل في الرِّئتين أو الدِّماغ. وهذا أمرٌ خطير جداً، يتطلَّب رعايةً طبِّية عاجلة. ولذلك، تشتمل أعراضُ داء المُرتَفَعات الشَّديد على ما يلي:

* أصوات فرقعة في الصدر.

* ضيق تنفُّس مُتفاقِم.

* نَفث دموي رغوي.

* ضعف وصعوبة في المشي.

* تخليط ذهني يؤدِّي إلى فقدان الوعي.

كيفية التعامل مع هذه الأعراض

عندَ حدوث الأعراض الخفيفة لداء المُرتَفَعات، ينبغي ألاَّ يصعدَ الشخصُ أبعدَ ممَّا هو عليه لما لا يقلُّ عن 24-48 ساعة. ولكن، يمكن الاستمرارُ بالصُّعود إذا تحسَّنت الأعراضُ بعدَ ذلك.

وإذا تفاقمت الأعراضُ أو لم تتحسَّن بعدَ 24-48 ساعة، يجب أن ينزلَ الشخصُ لما لا يقلّ عن 500 م.

يعدُّ داءُ المُرتَفَعات الشَّديد حالةً طبِّية طارئة؛ ولذلك، يجب أن ينزلَ المصابُ بأعراض شديدة فوراً إلى موضعٍ أخفض، وأن يطلب المساعدةَ الطبِّية.

من يُصاب بداء المُرتَفَعات؟

داءُ المُرتَفَعات شائعٌ نوعاً ما بين أولئك الذين يقضون بعضَ الوقت في المرتفعات العالية، مثل متسلِّقي الجبال والمتزلِّجين.

يمكن أن يحدثَ أخفُّ شكلٍ لداءِ المُرتَفَعات في المرتفعات التي تبلغ 2500 م (800 قدم) فوقَ مستوى البحر، وهو ارتفاعٌ معروف في العديد من مُنتَجعات التزلُّج على الجليد.

ولكن، تَمِيل شدَّةُ أعراض داءِ المُرتَفَعات إلى الزيادَة عندَ ارتفاع 3600 م (نحو 1200 قدم) وما فوق.

ليس هناك عواملُ معيَّنة، مثل العمر أو الجنس أو اللياقة البنديَّة، تزيد من استعداد الشخص لداء المرتَفعات؛ حيث يُصاب بعضُ الأشخاص، في حين يكون الآخرون أقلَّ استعداداً للإصابة به. وعدمُ الإصابة به من قبلُ لا يعني عدمَ حدوثه في مرَّةٍ قادمة.

أعراضُ داء المرتَفعات

تظهر أعراضُ داء المرتَفعات خلال 6-24 ساعة من الصعود إلى ارتفاعٍ شاهق عادةً.

داء المرتَفعات الخفيف

يمكن أن تكونَ الأعراضُ الشائعة لداء المرتَفعات الخفيف (يُدعى داء المرتَفعات أو الجبال الحادّ acute mountain sickness أحياناً) شبيهةً بالخُمَار أو السُّكر hangover، وقد تشتمل على:

* الصُّداع.

* الغثيان والقيء.

* الدوخة.

* التعب.

* نقص الشَّهية.

* الاتزعاج المعدي.

* الشعور بالترنُّح.

* ضيق التنفُّس.

* تسرُّع القلب.

* صعوبة النوم.

* الشعور بالتوعُّك.

وتتفاقم الأعراضُ في الليل عادةً.

داء المرتَفعات الشَّديد

قد تشتمل أعراضُ داء المرتَفعات الشَّديد على:

* تفاقم أعراض المذكورة سابقاً.

* سعال مستمر تهيُّجي.

* ضيق تنفُّس (حتى في أثناء الراحة).

* صوت فرقعة في الصدر.

* نفث مدمَّى أو رغوي أبيض سائل.

* ترنُّح وصعوبة في المشي.

* سلوك هائج.

* ازدواج الرؤية (شَفع).

* النوبات الصرعية أو الاختلاجات.

* الوَسَن والنُّعاس.

* التخليط الذهني.

وتشير الأعراضُ الشديدة إلى حدوث وذمةٍ دماغيَّة cerebral oedema أو رئويَّة pulmonary oedema. وقد يكون ذلك من مضاعفات داء المرتفعات الخطِرة على الحياة.

تدبير الأعراض

عندَ حُدوثِ أعراض داء المرتفعات الخفيف، ينبغي ألا تصعدَ إلى أيِّ ارتفاع مدَّةَ 24-48 ساعة. وإذا لم تتحسَّن الأعراضُ أو ساءت خلال هذه المدَّة، فينبغي النزول فوراً.

يعدُّ داءُ المرتفعات الشديد حالةً طبِّية طارئة؛ حيث ينبغي أن ينزلَ المصابُ بأعراض شديدة إلى ارتفاعٍ منخفض، وأن يطلبَ المساعدة الطبِّية.

داءُ المُرتَفَعات , كيفية التعامل مع المرتفعات , أعراضُ داء المرتَفعات , معالجة داء المرتفعات , الوقايةُ من داء المرتَفَعات

معالجة داء المرتفعات

عندَ ظهور أعراضٍ خفيفة لداء المرتفعات، يجب تجنُّبُ الصعود لأيِّ ارتفاع لما لا يقلُّ عن 24-48 ساعة.

تتحسَّن معظمُ الحالات خلال هذه المدَّة، وقد يساعد على ذلك:

* عدم ممارسة الجهد البدني.

* شرب ما يكفي من الماء والسوائل (مع تجنُّب الكحول).

* تجنُّب التدخين.

* الراحة إلى حين تحسُّن الحالة.

يجب أن يخبرَ الشخصُ من حوله عمَّا يعاني منه من أعراض، حتى وإن كانت خفيفة؛ فهذا سيساعدهم على الانتباه إلى علامات داء المرتفعات الشَّديد، مثل السلوك الهائج، عندَ حدوثها.

النزول إلى ارتفاع أخفض

إذا حدث أعراضٌ خفيفة لداء المرتَفَعات ولم تَختفِي خلال 24-48 ساعة، فإنَّ أفضلَ ما يمكن القيامُ به هو الهبوط بمقدار 500 م (نحو 1600 قدم).

يجب عدمُ محاولة الصعود ثانيةً إلى أن تتحسَّنَ أو تختفي الأعراضُ بشكلٍ كامل. وبعدَ 2-3 أيَّام، سوف يتكيَّف الجسمُ وتزول الأعراض.

إذا كان الشخصُ مصاباً بأعراض شديدة أو تفاقمت هذه الأعراض، لابدَّ من النزول فوراً إلى أخفض ارتفاعٍ ممكن؛ لأنَّ داءَ المرتَفَعات الشَّديد قد يكون مميتاً إذا لم يُعالجَ بسرعة. ويُفضَّل زيارةُ الطبيب أو قسم الطوارئ عندَ الوصول إلى المكان المنخفِض.

المعالجةُ بالأكسجين

يمكن أن تساعدَ زيادةُ الإمداد بالأكسجين أو الغُرَفُ النقَّالة ذات الضغط المرتفع على حدوث تحسُّنٍ مؤقَّت لبعض أعراض داء المرتَفَعات.

الغُرَفةُ النقَّالة ذات الضغط المرتفع portable hyperbaric chamber هي حقيبةٌ يمكن إغلاقُها بزمَّام (سَحَّاب)، ثمَّ ضخُّ الهواء فيها. وبعدَ ساعة إلى ساعتين من المعالجة، يجب أن تتحسَّنَ الأعراضُ بوضوح، حيث يعادل تأثيرُ المعالجة النزولَ نحو 2000 م (6500 قدم).

ولكن، في حين أنَّ المعالجةَ بالأكسجين أو استعمالَ الغُرَفة ذات الضغط المرتفع يمكن أن يحسِّنا من أعراض داء المرتَفَعات، لكنَّهما ليسا بديلاً عن النزول إلى ارتفاعٍ أخفض. ولذلك، يجب على الدَّوام النزولُ عندَ ظهور أعراض شديدة أو متفاقمة، حتَّى بعدَ المعالجة بالأكسجين.

الأدوية

المسكِّنات

يمكن استعمالُ المسكِّنات، مثل باراسيتامول أو إيبوبروفين، لمعالجة الصُّداع الخفيف الناجم عن داء المرتَفَعات.

الأدوية المضادَّة للغثيان

إذا عانى الشخصُ من الغثيان أو التقيُّؤ، يمكن أن يفيدَ نوعٌ من الأدوية يُسمَّى مضادّ القيء anti-emetic. ومن الشائع استعمالُ دواء بروميثازين Promethazine المضادّ للقيء لدى المصابين بداء المرتَفَعات.

الأسيتازولاميد (دياموكس)

لقد أظهرتُ الأبحاثُ أنَّ أسيتازولاميد (دياموكس) acetazolamide (Diamox) يمكن أن يقلِّلَ من شدَّة أعراض داء المرتَفَعات، ويساعد على الوقاية من هذه الحالة.

قد يؤدِّي داءُ المرتَفَعات إلى تغيُّر التوازن الكيميائي في الدم. ويُعتقَد أنَّ أسيتازولاميد يساعد على تصحيح هذا الاضطراب في التوازن الكيميائي.

هناك عددٌ من التأثيرات الجانبيَّة الشائعة، ولكنَّها بسيطة، ترتبط بدواء أسيتازولاميد، بما في ذلك التنميلُ أو الشعور بالنخز في الوجه أو أصابع اليدين أو القدمين. ويرى بعضُ الأشخاص أنَّ ذلك مزعجٌ جداً، لذلك غالباً ما يقترح الأطباءُ تجريبَ الدواء في المنزل قبلَ السفر بيومين إذا كان من المحتَمل استعمالُه في الأماكن المرتفعة.

وينبغي إخبارُ الطبيب إذا كان لدى الشخص تحسُّسٌ لأيِّ دواء قبلَ وصف أسيتازولاميد. كما يقوم الطبيبُ بتحرِّي التاريخ المرضي للمريض لمعرفة مدى ملائمة أسيتازولاميد له.

النِّيفيدبين

غالباً ما يستعمَل النِّيفيدبين Nifedipine لمعالجة ارتفاع ضغط الدَّم، لكن يمكن استعمالُه أيضاً في معالجة الوذمة الرئويَّة في المرتَفعات الشَّاهقة high altitude pulmonary oedema.

يقلِّل هذا الدواءُ من تَضيُّق الشِّريان الذي يروِّي الرئتين بالدم، ممَّا يساعد على الحدِّ من ضيق الصدر، ويخفِّف ضيقَ التنفُّس. وهو يُعطَى بشكل قرص كلَّ 6-8 ساعات.

يمكن أن يؤدِّي النِّيفيدبين إلى انخفاضٍ مفاجئ في ضغط الدَّم، لذلك من المهمِّ عدمُ النهوض بسرعة من وضعيَّة الاستلقاء أو الجلوس عندَ تناوله.

مضاعفاتُ داء المرتفعات

مع أنَّ داءَ المرتفعات نادر، لكن قد يؤدِّي إلى مشاكل خطرة على الحياة تصيب الدماغَ أو الرِّئتين.

الوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعات الشَّاهقة

تحصل الوذمةُ الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة high altitude cerebral oedema (HACE) عندما يؤدِّي نفصُ الأكسجين إلى تسرُّب السوائل من خلال جدران الشُّعيرات نحوَ الدِّماغ، ممَّا يَتسبَّب في تورُّم النسيج الدِّماغي. والشُّعيراتُ capillaries هي أوعيةٌ دمويَّة صغيرة تحيط بأعضاء الجسم، مثل الدماغ والقلب والرِّئتين.

قد تشتمل أعراضُ الوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة على:

* الصُّداع.

* الضعف.

* التَّوَهان disorientation.

* فقدان التناسُق.

* اضطراب الذاكرة.

* الهلوسَة والعجز عن التمييز بين الواقع والتخيُّل.

* فقدان الوعي، والذي ينتهي في آخر المطاف بالغيبوبة.

يمكن أن تحدثَ الوذمةُ الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة إذا صعدَ الشخصُ إلى مكانٍ مرتفع كثيراً بسرعة، أو بقيَ في هذا المكان مدَّةَ أسبوع أو أكثر. ولا يتبيَّن المصابُ بالوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة خُطورةَ الحالة غالباً، ويمكن أن يصرَّ على أنَّه بخير ويرغب بالبقاء وحيداً.

إذا لم تُعالجَ الوذمةُ الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة فوراً، فمن الأرجح أن تؤدِّي إلى الوفاة. ولذلك، لابدَّ من النزول إلى مكانٍ أخفض بسرعة للوقاية منها.

يمكن استعمالُ الدواء الستيرويديّ دِكساميتازون dexamethasone لمعالجة الوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة. وإذا توفَّر الأكسجين، يجب إعطاؤه أيضاً. والشخصُ المصاب بالوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة يجب نقلُه إلى المستشفى بسرعةٍ لتلقِّي المعالجة والمتابعة.

الدِّكساميتازون

قد يكون دواء دِكساميتازون مفيداً جداً في معالجة المضاعفات الشديدة لداء المرتفعات، مثل الوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة. وهو ستيرويد قويّ يقلِّل من تورُّم الدماغ، ويُؤخَذ بشكل قرص عدَّةَ مرَّات في اليوم.

يفيد هذا الدواءُ بشكلٍ خاص في “اغتنام الوقت” إلى حين الهبوط الآمن؛ فعلى سبيل المثال، يمكن استعمالُه خلال الليل لتخفيف الأعراض عندما يكون النزولُ غيرَ ممكن أو خطِراً؛ حيث تبدأ الأعراضُ بالتحسُّن في غضون 6 ساعات.

قد يؤدِّي دِكساميتازون إلى تأثيراتٍ جانبية، مثل الانزعاج المعدي وصعوبة النوم (الأَرَق) وتغيُّرات المزاج

الوذمة الرِّئويَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة

يحدث الوذمةُ الرِّئويَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة high altitude pulmonary oedema (HAPE) عندما تتراكم السوائلُ في الرِّئتين؛ فالسوائلُ تمنع الأكسجين من الانتقال من الرِّئتين إلى مجرى الدَّم.

مع تفاقم الحالة، ينقص مقدارُ الأكسجين في الدم، ممَّا قد يؤدِّي إلى:

* تلوُّن الجلد باللون الأزرق (الزرقة).

* صعوبة شديدة في التنفُّس (حتى خلال الراحة).

* ضيق في الصدر.

* سُعال مستمرّ مع قشع أو بلغم رغوي أحمر أو أبيض.

* تعب شديد وضعف.

* تخليط ذهني وتَوَهان.

* سلوك هائج.

تنجم أعراضُ التخليط الذهني والسلوك الهائج عن نقص الأكسجين الواصِل إلى الدماغ، لكن يمكن أن يحصلَ ذلك في الوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة. وللوقاية من حدوث الوفاة، ينبغي أن ينزلَ المصابُ بالوذمة الرئويَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة فوراً إلى ارتفاعٍ منخفض.

النِّيفيدبين دَوَاءٌ يمكن استعمالُه لمعالجة الوذمة الرئويَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة. كما يمكن أن يفيدَ دِكساميتازون، مع أنَّه لابدَّ من المزيد من الدِّراسات لتقييم كفاءته.

وكما في الوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة، ينبغي نقلُ المصاب بالوذمة الرئويَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة إلى المستشفى بأسرع ما يمكن للمعالجة والمتابعة.

الوقايةُ من داء المرتَفَعات

يعدُّ التأقلمُ acclimatisation المناسِب مع المرتَفَعات البالغة 2500 م (أكثر من 8200 قدم) أو أكثر أفضلَ طريقةٍ للوقاية من داء المرتَفَعات؛ فالصعودُ ببطء يعطي الجسمَ الوقتَ للتكيُّف مع التغيُّر في الارتفاع.

عندَ الحجز في رحلة، لابدَّ من أن يشتملَ ذلك على 2-3 أيَّام للتأقلم؛ حيث ينبغي – ما أمكن – السعيُ إلى تجنُّب الطيران مباشرةً إلى ارتفاعٍ عالٍ.

الوقاية من داء المُرتَفَعات

التَّأقلُمُ المناسِب acclimatisation مع المرتَفعات التي تبلغ 2500 م تقريباً (أعلى من 8200 قدم) أو أكثر هو أفضل طريقةٍ للوقاية من داء المُرتَفَعات. ويحتاج ذلك إلى بضعة أيَّام عادةً حتى يعتادَ الجسمُ على هذا التغيُّر في الارتفاع.

الصعودُ التدريجيّ

الصعودُ ببطء يُعطِي الجسمَ الوقتَ اللازم للتأقلم مع التغيُّر في الارتفاع؛ فعلى سبيل المثال، عندما تصعد إلى ارتفاع أعلى من 3000 م (10 آلاف قدم)، ألا يزيدَ الارتفاعَ خلال الليل على أكثر من 300-500 م. ولكن، يمكن متابعةُ الصعود نهاراً، غير أنَّه ينبغي العودة إلى مكان التَّخييم المنخفض ليلاً بحيث لا يزيد الارتفاعُ فيه على ذلك المكان بأكثر من 300-500 م. كما أنَّ شربَ كميةٍ كافية من الماء (إماهة جيِّدة) مهمٌّ أيضاً، مع الحرص على تجنُّب الكحول.

المستلزماتُ والتحضيرات لأيِّ رحلةٍ إلى مكان مرتفع

– لا ينبغي التفكيرُ باستعمال الأدوية للوقاية من داء المرتفعات إلاَّ عندما لا يكون بالإمكان تجنُّب الصعود السريع.

– لقد أظهرت الأبحاثُ أنَّ أسيتازولاميد (دياموكس، وهو مرخَّصٌ للاستعمال في معالجة ارتفاع ضغط العين أو الزَّرَق glaucoma) يمكن أن يقلِّلَ من شدَّة أعراض داء المرتَفَعات، ويساعد على الوقاية من هذه الحالة. ويُعتقَد أنَّ أسيتازولاميد يساعد على تصحيح الاضطراب في التوازن الكيميائي للدم، والذي ينجم عن الصعود السريع إلى مرتفعٍ شاهق.

– للوقاية من داء المرتفعات، يُوصى بجرعة 125 ملغ أو 250 ملغ من الأسيتازولاميد مرتين في اليوم عادةً. وينبغي البدءُ بالدواء قبلَ يوم أو يومين من بدء الصعود، مع الاستمرار فيه خلال فترة الصعود.

كما قد يُنصَح بتناوله مدةَ يومٍ أو يومين بعدَ الوُصُول إلى أعلى ارتفاع. ولكن، عندَ شعور الشخص بأنَّه على غير ما يُرام وهو في طور الصعود، فإنَّ الأسيتازولاميد لا يَقِي من تفاقم هذا الشُّعور، والمعالجةُ الوحيدة هي النزولُ أو التوقُّف والراحة.

هناك – كما ذكرنا آنفاً – عددٌ من التأثيرات الجانبيَّة الشائعة، ولكنَّها بسيطة، ترتبط بدواء أسيتازولاميد، بما في ذلك التنميلُ أو الشعور بالنخز في الوجه أو أصابع اليدين أو القدمين. ويرى بعضُ الأشخاص أنَّ ذلك مزعجٌ جداً، لذلك غالباً ما يقترح الأطباءُ تجريبَ الدواء في المنزل يومين قبلَ السفر إذا كان من المحتَمل استعمالُه في الأماكن المرتفعة.

– لا يُوصى باستعمال دِكساميتازون للوقاية من داء المرتفعات عادةً، لكن يمكن إعطاؤه في المعالجة الإسعافية للوذمة الدماغِيَّة في المرتَفعاتِ الشَّاهقة.

– بالإضافة إلى التأقلم بشكلٍ مناسب وتناول الأدوية، يجب اتِّباعُ النصائح التالية:

· عندَ بَدءِ الشعور بأعراض داء المرتفعات الخفيف، يجب البقاءُ عندَ الارتفاع الراهن إلى أن تتحسَّنَ الأعراض.

· عندَ تفاقم الأعراض، لابدَّ من النزول فوراً عن الارتفاع الراهن.

· يجب أن يكونَ كلُّ من يريد صعودَ المرتفعات متأقلماً بشكلٍ كامل قبل بدء الصعود.

· عندَ الصُّعود أعلى من 3000 م، يجب أخذُ استراحة كلَّ 3 أيام، وذلك عندَ العزم على الصعود أكثر، مع العودة إلى قضاء الليلة في المكان السابق.

· المحافظة على إماهة جيِّدة للجسم (شرب كمِّية كافية من الماء).

· تناول طعام غني بالسُّعرات الحراريَّة خلال وجود الشخص في المكان المرتفع.

· تجنُّب التدخين والكحول أو استعمال بعض الأدوية، مثل المهدِّئات والمنوِّمات، خلال وجود الشخص في المكان المرتفع، فهذه الأشياء قد تُفاقِم من أعراض داء المرتفعات.

· ويُشار إلى أنَّ خطرَ حروق الشمس وضربة الشمس يزداد في المرتفعات، لذلك لابدَّ من اتِّخاذ الاحتياطات الكاملة للوقاية من ذلك. ولهذا، يجب أن تَتَوفَّر وسيلةُ وقاية للعينين (نظَّارات خاصَّة للوقاية من الشمس، نظَّارات الثلج، أو ما يعادلها) لاستعمالها في الوقاية من العَمَى الثَّلجِ (قَمَر) snowblindness، ولو كانت تسبِب نوعاً من ضَبابيَّة الرؤية.

إذاً، ينبغي الحرصُ في الرحلات إلى المناطق المرتفعة على وجود ما يلي:

= نَظَّارات شمسية.

= كريم (رُهَيم) واقٍ من الشمس.

= بَلسَم للشِّفاه.

= جهاز لتنقية المياه مع أقراص يُود.

= وسائل للتواصل: هواتف نقَّالة (جوَّالات) تعمل في المرتفعات؛ وقد يحتاج الأمرُ إلى هاتفٍ فضائيّ.

= صفَّارة بلاستيكية.

= حقيبة إسعاف أوَّلي.

= أدوات إضاءة (بِيل أو كشَّاف) وبطَّاريات.

شاركها.