داء الكَلَب , طريقة انتشار داء الكَلَب , أعراض داء الكَلَب , مدى انتشار داء الكَلَب البشري

داء الكَلَب rabies عدوى فيروسيَّة شديدة الخطورة، تستهدف الدماغَ والجهاز العصبي. ويمكن أن يُصابَ الشخصُ بالكَلَب إذا تعرَّض لعضَّةٍ من حيوانٍ مصابٍ بالعدوى، ولم يكن الشخصُ قد حصل على اللقاح.

وتكاد تكون هذه الحالةُ مميتةً دائماً بمجرَّد ظهور الأعراض، ولكن يمكن تثبيطُها إذا استُعملَ العلاج بعدَ الإصابة مباشرةً.

في المملكة المتَّحدة، مثلاً، لم يُعثَر على فيروس داء الكَلَب بين الحيوانات التي تعيش بين الأهالي (ما عدا الخفافيش)، وتحدث حالاتُ العدوى خلال السفر إلى خارج البلاد دائماً تقريباً.

متى ينبغي طلب المساعدة الطبيَّة

يجب طلبُ الاستشارة الطبية فور تعرُّض الشخص أو تعرُّض طفله للعض أو للخدش أو للعق من حيوان، أو إذا تعرَّض الشخصُ للعض أو للخدش من خفَّاشٍ .

يجب، عندَ تعرُّض الشخص للعضِّ أو للخدش، القيام بما يلي:

  • غسل الجرح جيِّداً بالماء والصابون تحت صنبورٍ مفتوح مدَّة 15 دقيقة.
  • تطبيق مطهِّر أو كحول لتنظيف الجرح.
  • ترك الجرح مفتوحاً.
  • التوجُّه إلى أقرب مستشفى أو مركز طبي وإعلامه بتعرُّض الشخص للعض.

طريقة انتشار داء الكَلَب

يمكن أن ينتقلَ داءُ الكَلَب إلى الإنسان من حيوانٍ مصابٍ بالعدوى، من خلال عضِّ أو خدش أو لعق الجلد المتهتِّك أو المجروح أو الفم أو العين. كما يكون الشخصُ مُعرَّضاً للخطر إذا نفثَ الحيوان في وجهه. وفي حالاتٍ نادرةٍ جداً، قد ينتقل داءُ الكَلَب في أثناء عمليات زرع الأعضاء.

يتكاثر الفيروسُ بمجرَّد دخوله إلى الجسم قبلَ انتشاره نحوَ النهايات العصبيَّة؛ ثمَّ ينتقل بعدَها إلى الحبل الشوكي والدماغ (الجهاز العصبي المركزي). وبمجرّد وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، فإنَّه يتكاثر بسرعةٍ، وينتشر إلى الغدد اللعابية والرئتين والكُلى والأعضاء الأخرى.

الحيوانات الحاملة لداء الكَلَب

يمكن أن يوجدَ فيروسُ داء الكَلَب عندَ جميع الثدييات، بما فيها القرود، ولكنَّ الأنواعَ التالية أكثرَ إصابةً بالعدوى:

  • الكلاب.
  • الخفافيش.
  • حيوانات الراكون.
  • الثعالب.
  • بنات آوى.
  • القطط.
  • النمس mongooses.

داء الكَلَب , طريقة انتشار داء الكَلَب , أعراض داء الكَلَب , مدى انتشار داء الكَلَب البشري

أعراض داء الكَلَب

قد يستغرق ظهورُ أعراض داء الكَلَب فترة من الزمن، إلاَّ أنَّ ظهورَها يعني أنَّ الحالةَ تكاد تكون مُميتة دائماً.

يمكن أن تنطوي أعراضُ الإصابة بداء الكَلب على ما يلي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمَّى).
  • خوف غير منطقي من الماء (رُهاب الماء hydrophobia).
  • الحساسية للضوء (رُهاب الضوء photophobia).
  • رُهاب الهواء aerophobia.
  • تخليط ذهني أو سلوك عدواني.

معالجة داء الكَلَب

إذا تعرَّضَ الشخص للعض أو الخدش أو اللعق من حيوانٍ قد يكون حاملاً لفيروس داء الكَلَب، يكون من الضروري طلبُ استشارة طبيَّة لتحديد مدى الحاجة إلى استعمال شوطٍ علاجيٍّ للوقاية من داء الكَلَب. وهذا ما يُعرَف بالمعالجة الوقائيَّة السابقة للتعرُّض للعدوى post-exposure treatment.

ومن الضروري القيامُ بهذا قبلَ ظهور الأعراض. حيث لا يمكن معالجةُ العدوى بمجرَّد ظهور الأعراض، والتي تكاد أن تكون مميتة دائماً.

المعالجة الوقائية السابقة للتعرُّض للعدوى (الوقاية من داء الكَلَب)

تنطوي المعالجة الوقائية السابقة للتعرُّض للعدوى عادةً على إعطاء شوط من لقاح داء الكَلَب rabies vaccine، مع أو من دون استعمال الغلوبولين المناعي لداء الكَلَب rabies immunoglobulin، وذلك في محاولة لمنع انتقال العدوى إلى الدماغ والجهاز العصبي. وإذا بدأت معالجةُ الحالة بشكلٍ سريعٍ، فإنَّ المعالجةَ الوقائية السابقة للتعرُّض للعدوى تكون شديدةَ الفعاليَّة.

إذا وصلت عدوى داء الكَلَب إلى مرحلة ظهور الأعراض، فإنَّها تكاد تكون مُميتة دائماً. وفي مثل هذه الحالات، يُركِّز العلاجُ عادةً على توفير الراحة للمريض ما أمكن.

يمكن تشخيصُ داء الكَلَب عندَ ظهور المرض وظهور أعراضه، حيث تُشخَّص الحالةُ بإجراء اختباراتٍ مختلفة، كأخذ خزعةٍ من الجلد أو اختبارات اللعاب أو اختبارات دمويَّة.

التلقيح

يمكن استعمالُ عددٍ من اللقاحات لمنع انتقال عدوى داء الكَلَب. ويقتصر استعمالُ اللقاح الروتيني (السابق للإصابة بالعدوى) عادةً على الأشخاص الذين يعملون بانتظام مع حيواناتٍ يُحتمل أن تكونَ مصابةً بالعدوى، أو الذين يُسافرون إلى بقاع العالم التي تُعرَفُ بارتفاع مستويات الإصابة بداء الكَلَب فيها والرعاية الطبيَّة المحدودة.

كما قد يمنع إعطاءُ شوط من لقاح داء الكَلَب من حدوثه بعدَ التعرُّض للعدوى، على أن يبدأَ استعماله مباشرةً. وينبغي أن يحصلَ الشخصُ قبل السفر على النصيحة المتعلِّقة بمدى الحاجة إلى لقاح داء الكَلَب.

تجنُّب الإصابة بالكَلَب

ينبغي عندَ السفر إلى البلدان، التي يمكن أن تنتقل العدوى فيها بداء الكَلَب، تجنُّب التعامل مع الحيوانات، وتوعية الأطفال حولَ مخاطر ملاعبتها.

كما يجب التحرِّي بشكلٍ منتظم عن حدوث جروح أو خدوش عندَ الأطفال بعدَ تعاملهم مع أيِّ حيوان، والاستفسار عن طريقة حصولهم عليه. وينبغي التثبُّت من معرفة الأطفال لخطورة عض أو لعق الحيوان، وضرورة إعلام الأهل عند حدوث ذلك.

نادراً ما تُصيبُ فيروساتُ داء الكَلَب الموجودة عند الخفافيش الحيواناتِ الأخرى بالعدوى، ويُعتقدُ أنَّ مخاطرَ إصابة الإنسان بالعدوى بهذا الفيروس تكون ضئيلة.

الحجر الصحي ونظام سفر الحيوانات الأليفة

للمحافظة على خلوِّ البلدان من داء الكَلَب، ينبغي التشدُّد في تطبيق إجراءات الصحَّة العامة المتعلِّقة بضبط الحيوانات الشاردة كالثعالب؛ حيث تُضبط حركة الحيوانات التي يُحتملُ أن تكون مصابةً بالعدوى عبر الحدود إلى المناطق الخالية من العدوى، من خلال الالتزام الكامل بتطبيق لوائح الحجر الصحِّي؛ فالحيواناتُ التي ليس لها ترخيص يجب ألاَّ تدخلَ إلى البلد.

مدى انتشار داء الكَلَب البشري

تُقدَّر حالاتُ الوفاة الناجمة عن العدوى بداء الكَلَب البشري human rabies بحوالي 60 ألف حالة سنويَّاً في أنحاء العالم. وتحدث معظمُ حالات الوفاة في الدول النامية، وخصوصاً في أفريقيا وآسيا.

ونتيجةً للوائح الحجر الصحي الصارمة المتعلِّقة بنقل الحيوانات في المملكة المتحدة، مثلاً، بالإضافة إلى استحداث نظام سفر الحيوانات الأليفة، فإنَّ المملكة المتحدة تُعدُّ خاليةً من داء الكَلَب منذ بداية القرن العشرين، ما عدا وجود فيروس شبيه بفيروس داء الكَلَب عندَ أحد أنواع الخفافيش.

شاركها.