دعاء الرجاء من الله

 يمكن تعريف الرجاء بأنه تعلق قلب المؤمن بحدوث شيء يحبه في المستقبل، أو الاستبشار بعطاء الله وعطاءه والطمع في فضله وكرمه، مع بذل الجهد وحسن التصرف وتمام التوكل، والرجاء هو مقابل الخوف وقد قال السلف للمؤمن جناحين يطير بهما إلى الله هما الخوف والرجاء، فمن خاف الله وحسب فقد عسر ومن رجاء بلا خوف قصر.

دعاء الرجاء من الله

  • إلهنا نستغفر من كل ذنب تبنا إليك فيه، ثم عدنا إليه مرة أخرى، ونستغفر يا الله لما أردنا به وجهك فخالطه ما ليس فيه رضاك، ونسألك بعزك، وباسمك الأعظم يا ذا الجلال والإكرام، أن تجعل لنا من أمرنا فرجًا، وأن تغفر زلاتنا.
  • يا من بيدك نواصينا، يا عليمًا بضرنا ومسكنتنا، إليك نصبنا وجهنا، ومددنا أيدينا، فاستجب لنا دعاءنا، واغفر لمن لا يملك إلا الدعاء والرجاء.
  • يا من أوجد فأبدع، وأعطى فأوسع، وأرشد فأقنع، يا من لا معقب لحكمه، ولا مبدل لكلماته، يا من إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، يا من لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، يا من يحيي العظام وهي رميم.
  • يا من لا يُضام جاره، ولا يُهزم أنصاره، يا حي يا قيوم، يا من لا تأخذه سنة ولا نوم، يا من هو فوق العباد قاهر، يا مقلب القلوب، يا علام الغيوب، يا مالك الملك، ويا عالم الغيب والشهادة، يا ذا المن ولا يُمن عليه، ويا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
  • ربي نسألك بجلالك وبنورك وبعظمتك وبأسمائك الحسنى، أن تجعلنا من أوفر عبادك نصيبًا من كل خير أنزلته، وأن تصرف عنا كل سوء وأن تدفع عنا كل بلاء.
  • اللهم سق علينا من رحمتك ما يغنينا، وارفع عنا من نقمك ما يؤذينا، وأنزل علينا من بركاتك ما يزكينا، واقذف في قلوبنا من معرفتك ما يحيينا، وأشفنا وعافنا ظاهرًا وباطنًا يا خير المسئولين.
  • اللهم أفض علينا من نور هدايتك ما يقربنا من محبتك، وارزقنا من اليقين ما تثبت به أفئدتنا، اللهم إنا نشكو إليك ما لا يخفى عليك، ونسألك من رحمتك ما لا يعسر عليك، بيدٍ ممتدة بالضراعة إليك.

دعاء الرجاء من الله

منزلة الرجاء

الرجاء عبادة من عبادات القلب بل هو أعظم عبادات القلب، وعليه مدار الحب ومدار الخوف قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}. فعلى المؤمن طلب القرب من الله عز وجل بالعبودية والمحبة.

وهذه هي المقامات الثلاث التي يتنقل بينها المؤمن في سيره إلى الله، يتكئ على كل منها مرة لينجو فإذا مالت نفسه للراحة اتكأ على الخوف وإذا جزعت مناها بالرجاء، وإذا كسلت نشطها بالحب، والرجاء قرين حسن الظن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) وفي الحديث الصحيح: قال الله: {أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء}.

ثمرة الرجاء

  • قد يرث العبد فعل الطاعة والمثابرة، ويلهم الاجتهاد في العبادة، ما يمنحه السعادة في العبادة واللذة، حتى لو كان ذلك صعبًا وشاقًا على نفسه، لكنه يستمتع بها، لأنه كان يعرف الأجر ويريده.
  • يتشجع العبد ويزيد إقبالا على الله، والتعلق به، والتمتع بمناجاته، فإذا كان القلب مرتبطًا بالله، أعطاه الله ما يأمل، وكان هناك المزيد من التعلق والطلب على الله، وأكثر التشجيع والسؤال، ولا يزال يتزايد الإيمان في قلب العبد.
  • إظهار العبودية من قبل العبد، وحاجته إلى الرب سبحانه ونقص العبد وفقره إليه.
  • يحب الله عبيده أن يسألوه حوائجهم، وأولئك الذين لا يسألون الله يغضب عليهم، لذلك فإن ثمرات الرجاء التخلص من غضب الله.
  • الرجاء يرافق العبد في مشيه إلى الله، ويحثه على المشي، ويسعد مساره المستقيم مهما فارقت به الدنيا عن طريق الله، إن لم يكن على أمل فلن يتقدم العبد في عبادته ولا المجتهد في اجتهاده.
  • الرجاء أحد أسباب زيادة حب الله تعالى في قلب العبد، كلما كان أمله تحصل على ما يأمل فيه، زاد حبًا ورضىً لربه.
  • الرجاء أن تكون أكثر وعياً بأسماء الله وصفاته، لأن الرجاء مرتبط بأسماء الله، مثل التواب، الرحيم، الغفور …
  • الرجاء انتظار فضل الله عز وجل، ما يحمل القلب أن يكون أكثر ارتباطًا بخالقه في جميع الظروف.
  • بقدر ما يكون أمل وخوف العباد تكون فرحتهم في يوم برضا الله والجنة، ورؤية الله تعالى فيها.

دعاء الرجاء من الله

معنى الدعاء

هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى الله والاستكانة له. أما الدعاء في القرآن: فقد وردت كلمة الدعاء بمشتقاتها المتعددة في القرآن الكريم حوالي مائتي مرة. والدعاء نوعان:

الأول: دعاء العبادة

وهو الذي يتضمن في قوله الثناء على الله عز وجل بما هو أهله، ويكون مصاحباً للخوف والرجاء من الله.

الثاني: دعاء المسألة

وهو طلب المرء في حصول ما ينفعه، وطلب كشف ما يضره، ودفعه.

 الدعاء في القرآن

يراد به كلا المعنيين، ويراد به مجموعهما، وهما مترابطان، فالإنسان يدعو من أجل جلب النفع أو دفع الضر دعاء المسالة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة، وقد ورد هذان المعنيان في قوله عز وجل: «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ (55) ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا وادْعُوهُ خَوْفًا وطَمَعًا إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ» [الأعراف: 5-56].

دعاء الرجاء من الله

الحث على الدعاء في الكتاب والسنة

لقد حثنا الله عز وجل في العديد من آيات القرآن الكريم وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة، على الإكثار من الدعاء في جميع الأحوال، فيقول عز وجل «وإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي ولْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ» [البقرة: 186].

وقال عز وجل: «ولِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» [الأعراف: 180]. ويقول عز وجل: «أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ ويَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ» [النمل:62].

فقد روى النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم انه قال: «الدعاء هو العبادة». «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم».

دعاء الرجاء من الله

شروط إجابة الدعاء بالرجاء

إن هناك شروطاً لا بد من توافرها في الدعاء كي يكون مستجابا بإذن الله عز وجل وهي:

الإخلاص في الدعاء

قال عز وجل: «ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ» [البينة 5].

أن يكون المأكل والمشرب حلالا

فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ واشْكُرُوا لِلَّهِ إن كُنتُمْ إيَّاهُ تَعْبُدُونَ» [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك».

عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم

فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ومالم يستعجل». قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: «يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم يستجيب لي، (أي: يسأم ويمل) عند ذلك ويدع الدعاء».

دعاء الرجاء من الله

أن يوقن العبد بإجابة الله لدعائه

فيقول ابن الجوزي: اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد، غير أنه قد يكون الأولى تأخير الدعاء أو يعوض بما هو أولى له عاجلاً أو آجلاً، فينبغي للمؤمن ألا يترك الطلب من ربه، فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض.

أن يكون الدعاء بالأمور الجائزة شرعًا

فليس من الجائز للمسلم الدعاء بأن تكون له منزلة نبي من الأنبياء ومثل ذلك من الأمور المستحيلة، كان يدعو الله بان تكون له أجنحة.

زر الذهاب إلى الأعلى