دعاء دخول السوق
التسوق

الحياة الانسانية جعلها الله سبحانه و تعالى قائمة على تبادل المنافع ، و البيع و الشراء ، و مكان هذه العمليات  هو السوق  ، و قد نظم الاسلام هذه الناحية ، و جاء الشرع بتنظيم عمل التجار و النواحي المالية ، و هناك باب كامل في الشريعة و الفقه يسمى فقه المعاملات  ، و حذر من الغش و كثرة الايمان و القسم في السوق و المعاملات المالية .

السوق في الكتاب و السنة :

  • ورد ذكر الأسواق في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ) .
  • وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الأسواق حتى إن المشركين عابوه بذلك، كما قال الله تعالى حاكياً عنهم: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} .
  • و كان في المدينة حين هاجر المسلمين اليها سوقاً يقال له سوق بنو قينقاع ، يتم فيه البيع و الشراء ، و كان الصحابة رضوان الله عليهم يبيعون فيه و يشترون .
  • وعن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق” .

قال ابن بطال: وهذا خرج على الغالب، وإلا فرب سوق يذكر فيها الله أكثر من كثير من المساجد…والغرض منه هنا ذكر السوق فقط وكونه كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وكان يتعاهده الفضلاء من الصحابة لتحصيل المعاش للكفاف وللتعفف عن الناس .

 

دعاء دخول السوق
دعاء دخول السوق

دعاء دخول السوق :

من دخل السوق يستحب له الدعاء بدعاء السوق الوارد في السنة ، فعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يدخل السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة،ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتاً في الجنة” (رواه ابن ماجة وهو حديث حسن كما قال العلامة الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ) .

أحكام وآداب السوق :

يجب على المسلم الذي يدخل الأسواق و يتعامل بالبيع و الشراء أن يتعلم أحكام السوق و أحكام الحلال و الحرام ، و المعاملات الجائزة و المحرمة ، و غيرها من الشرائع .
وقال الشوكاني: التفقه في الدين مأمورٌ به في كتاب الله عز وجل، وفي صحيح الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس ذلك بخاصٍ بنوعٍ من أنواع الدَّين، بل في كل أنواعه، فيندرج تفقه التاجر للتجارة تحت الأدلة العامة، ولا شك أن أنواع الدَّين تختلف باختلاف الأشخاص دون بعض، فمثلاً التاجر المباشر للبيع والشراء أحوج لمعرفة ما يرجع إلى ما يلابسه من غيره ممن لا يلابس البيع إلا نادراً .

 

دعاء دخول السوق
دعاء دخول السوق

و نتعرق على بعض آداب و أحكام الدخول الى الاسواق :

  • أولاً : ينبغي للمسلم ألا يذهب الى السوق الا لحاجة ، لا لمجرد التنزه، لما في السوق من اختلاط و افتتان بالدنيا و حرص على متاع الحياة ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقه .

قال الإمام النووي رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث : قوله: (وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله وغير ذلك مما في معناه. والحب والبغض من الله تعالى إرادته الخير والشر أو فعله ذلك بمن أسعده أو أشقاه. والمساجد محل نزول الرحمة، والأسواق ضده  .

  • ثانياً : افشاء السلام على من تعرف و من لا تعرف فهو من السنن النبوية الثابتة ، و يعمل افشاء السلام على تأليف القلوب ، و تزكية النفوس .
  • ثالثاً : المحافظة على الصوات و عدم الانشغال بالبيع و الشراء عن أداء فريضة الرحمن ،  وبعد أداء الصلاة يمكنه العودة الى سوقه ، خاصة صلاة الجمعة ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}  . فالببع و الشراء في وقت الجمعة محرم يأثم فيه البائع و المشتري .
  • رابعاً : الالتزام بأخلاق المسلم و ترك الصخب في الأسواق ، و ترك الجدال و المراء و رفع الصوت عند البيع و الشراء ، و تجنب الغلظة و القسوة عند التعامل مع الناس .
  • خامساً : ينبغي على المسلم في السوق أن يكف أذاه عن المسلمين ، و عن مرتادي السوق ،  فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: “إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبلٌ-سهام- فليمسك على نصالها، أو قال: فليقبض بكفه أن يصيب أحداً من المسلمين منها شيء  .
  • سادساً :  عدم قراءة القرآن في السوق ، فالسوق مكان اللغط و الصخب و الصوت المرتفع و انشغال الناس بالبيع و الشراء ، فمن تعظيم القرآن عدم قرائته في هكذا موضع .
  • سابعاً : غض البصر عن محرمات الله ، و ترك اطلاق النظر في النساء ، وكذلك النساء لا تنظر الى الرجال الا لحاجة في البيع و الشراء .
دعاء السوق
حجاب المراة الشرعي
  • ثامناً : التزام المرأة باللباس الشرعي ، و عدم التبرج ، وأن تكون ملابس المرأة لا ضيقة تصف ، و لا خفيفة تشف ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} ، و قال تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)  ، فيحرم شرعاً أن تتزين المرأة عند خروجها من بيتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة استعطرت ثم خرجت،فمرت على قومٍ ليجدوا ريحها؛فهي زانية .
  • تاسعاً : تجنب الاستدانة لتحصيل المشتريات ، بل ينبغي للمرء أن يقتصد بقدر الامكان ، و ألا يكون ممن قيل فيهم ” أو كلما اشتهيت اشتريت “، فالدين و الاستدانة ذمه الشرع و حذر منه فعن عائشة رضي الله عنها: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في صلاته كثيراً من المأثم والمغرم -الإثم والدَّين- فقيل له: يا رسول الله، ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم -أي استدان- حدث فكذب ووعد فأخلف” .
  • عاشراً  : ترك التبذير و الاسراف في البيع و الشراء ، و عدم شراء الا ما يحتاج اليه المشتري ، فكثير من الناس يشتري أشياء لا يحتاج اليها ، انما هي شهوة التسوق و الشراء ، كما ينبغي للمسلم أن يحرص على عدم شراء منتجات الدول التي تعادي المسلمين و تؤذيهم ، فهذا هو أضعف الإيمان و أقل النصرة لاخوانك المسلمين .

كيف تخطط دخلك :

دعاء دخول السوق
كيف تخطط دخلك

 

 

 

شاركها.