يقال دعاء قبل الوضوء و بعده، كما هناك بعض الأذكار التي تقال عند الوضوء، والتي أخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك أدعية أيضا تقال على كل عضو من أعضاء الجسم عند غسله في الوضوء، لكن هذا لم يثبت على الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن النبي كان يبدأ دائما الوضوء بـ ” بسم الله الرحمن الرحيم ” .

الدعاء الذي يقال قبل الوضوء

عن أبي هريرة قال : ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ ” رواه أبو داود وصححه الألباني ” .

قال الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي الزاهد ” يستحب للمتوضئ أن يقول في ابتداء وضوئه بعد التسمية : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ” .

الدعاء الذي يقال بعد الوضوء

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” ما مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ : أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه، إِلاَّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ ” (رواه مسلم)، وزاد الترمذي : ” اللَّهُمَّ اجْعلْني من التَّوَّابِينَ واجْعلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ ” .

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من توضأ ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قبل أن يتكلم، غفر له ما بين الوضوءين ” .

أصل الدعاء على أعضاء الجسم عند الوضوء

أما ما يقال عند غسل كل عضو في الوضوء دعاء مثل :

• عند غسل اليد اليمنى : اللهم ناولني كتابي بيميني .
• عند غسل الوجه : اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه وتبيض الوجوه .

فهذا لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا فقد قال ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى : ” وليس لأحد أن يسن للناس نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به “، وقال ابن القيم في كتابه المنار المنيف : ” أما الحديث الموضوع في الذكر على كل عضو فباطل “، وقال الإمام النووي في كتابه الفتوحات الربانية : ” دعاء الأعضاء لا أصل له ” .

وقد وضح الإمام السيوطي في مخطوطته : ” الإغضاء عن دعاء الأعضاء “، ضعف ما ورد حول الدعاء عند كل عضو في الوضوء، لذا لا يجب العمل به حتى لو كان من فضائل الأعمال .

نقل النووي في المجموع (1/385) عن البيهقي قوله : ” أَصَحُّ مَا فِي التَّسْمِيَةِ حَدِيثُ أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ ثُمَّ قَالَ : تَوَضَّئُوا بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَ : فَرَأَيْت الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، وَالْقَوْمُ يَتَوَضَّؤُنَ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ، وَكَانُوا نَحْوَ سَبْعِينَ رَجُلا، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ، واحتج به البهيقي في كتابه ” معرفة السنن والآثار وضعف الأحاديث الباقية .

وقال ابن القيم في ” زاد المعاد ” (1/195) : ” ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق، لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه، ولا علمه لأمته، ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله، وقوله : أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، وفي حديث آخر في سنن النسائي مما يقال بعد الوضوء أيضا : سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ” .

أذكار تقال بعد الوضوء

• أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
• اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ .
• سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتوبُ إِلَيْكَ .

شاركها.