الرزق هو الهبة التي يعطيها الله (عز وجل) لجميع المخلوقات، فالطير يرزق من السماء و الحشرات والكائنات الدقيقة تحصل على رزقها في باطن الأرض، والإنسان يرزقه الله (عز وجل) سوء كان مؤمن بالله أو كافر، فالله سبحانه وتعالى قال (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)، وهذا الضمان الإلهي يجعل الإنسان يطمئن فرزقه بين يدي الكريم العدل وليس بين يدي بشر، وجميع مساعي الإنسان والدواب في الدنيا هدفها هو جلب الرزق.

دعاء لجلب الرزق

فضل دعاء جلب الرزق

الدعاء هو طلب العون من الله،  وفي حالة ضيق الرزق، يشعر الإنسان بالعجز عن فعل أي شيء، وخاصة إذا كان يسعى ويحاول ولكن دون توفيق من الله عز وجل، هنا يأتي دور الدعاء إلى الله، فالدعاء يعني استحضار عظمة الله في القلب، والتسليم للقضاء والقدر، مع تمني تغيير الأقدار وتبديلها لأحسن الأقدار في الدنيا والآخرة، وقد يكون ضيق الرزق بسبب والابتعاد عن طريق الله، أو وجود ذنب يمنع الرزق.

الرزق في القرآن الكريم

  • هناك العديد من الآيات القرآنية التي تتناول موضوع الرزق وأنه هبة من الله عز وجل، يرزقها لجميع مخلوقاته، ومن هذه الآيات قوله تعالى في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا  (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).
  • وقوله تعالى في سورة الطلاق (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).
  • وقوله تعالى في سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ  (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).
  • وقوله تعالى في سورة الطلاق فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.

    دعاء لجلب الرزق

الرزق في السنة النبوية

عن السيدة عائشة أم المؤمنين قالت لمَّا كانت ليلَةُ النِّصفِ من شعبانَ انسلَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من مِرطي ثمَّ قالَت واللَّهِ ما كانَ مِرطَنا من خَزٍّ ولا قَزٍّ ولا كُرسُفٍ ولا كِتَّانٍ ولا صوفٍ فقلنا سبحانَ اللَّهِ فمن أيِّ شيءٍ قالت إن كانَ سَداهُ لشَعرٌ وإن كانت لُحمَتُهُ لمن وَبرِ الإبلِ قالت فخشيتُ أن يكونَ أتى بعضَ نسائهِ فقمتُ ألتمِسُهُ في البيتِ فتقعُ قدمي على قدميهِ وهوَ ساجدٌ , فحفِظتُ من قولِهِ وهوَ يقولُ سجدَ لكَ سوادي وخيالي وآمنَ لكَ فؤادي أبوءُ لكَ بالنِّعمِ وأعترفُ بالذُّنوبِ العظيمةِ ظلمتُ نفسي فاغفِر لي إنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ أعوذُ بعفوِكَ من عقوبتِكَ وأعوذُ برحمتِكَ من نقمتِكَ وأعوذُ برضاكَ من سخطِكَ وأعوذُ بكَ منكَ لا أحصي ثناءً عليكَ أنتَ كما أثنيتَ على نفسِكَ قالت فما زالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي قائمًا وقاعدًا حتَّى أصبَحَ فأصبحَ وقدِ اصمغَدَّت قدماهُ فإنِّي لأغمِزُها وأقول بأبي أنت وأمِّي أتعبتَ نفسَكَ أليسَ قد غَفرَ اللَّهُ ما تقدَّمَ من ذنبِكَ وما تأخَّرَ أليسَ قد فعلَ اللَّهُ بكَ أليسَ أليسَ فقالَ يا عائشةُ أفلا أكونُ عبدًا شكورًا هل تدرينَ ما في هذهِ اللَّيلةِ قالت ما فيها يا رسولَ اللَّهِ فقالَ فيها أن يُكتبَ كلُّ مولودٍ من مولودِ بني آدمَ في هذهِ السَّنةِ وفيها أن يكتبَ كلُّ هالكٍ من بني آدمَ في هذهِ السَّنةِ وفيها ترفَعُ أعمالُهم وفيها تُنزلُ أرزاقُهم فقالت يا رسولَ اللَّهِ ما من أحدٌ يدخلُ الجنَّةَ إلَّا برحمةِ اللَّهِ قالَ ما من أحدٍ يدخُلُ الجنَّةَ إلَّا برحمَةِ اللَّهِ قلتُ ولا أنتَ يا رسولَ اللَّهِ فوضعَ يدهُ على هامتهِ فقالَ ولا أنا إلَّا أن يتغمَّدنِيَ اللَّهُ منهُ برحمَةٍ , يقولها ثلاثَ مرَّاتٍ.

عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قدْ وَكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، فيَقولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قالَ: قالَ المَلَكُ: أَيْ رَبِّ ذَكَرٌ، أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ؟ فَما الرِّزْقُ؟ فَما الأجَلُ؟ فيُكْتَبُ كَذلكَ في بَطْنِ أُمِّهِ.

دعاء لجلب الرزق

أسباب زيادة الرزق

  • التقوى: هي سبب أساسي من أسباب الرزق والدليل على ذلك قوله تعالى ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)، وتقوى الله يعني القيام بالعمل الصالح ابتغاء مرضاة الله (عز وجل) والابتعاد عن ما نهى الله عنه.
  • صلة الأرحام: ينصحنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بصلة الأرحام، فالله عز وجل قال في الحديث القدسي إلي الرحم، قال صلى الله عليه وسلم : (قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى. قال: فذلك لك )
  • والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (مَن أحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رزقِه ويُنسَأَ له في أجَلِه فلْيتَّقِ اللهَ ولْيصِلْ رحِمَه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الزكاة: الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي تعطي بركة في الرزق والدليل على ذلك قوله عز وجل في سورة البقرة (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

    دعاء لجلب الرزق

أدعية من القران والسنة لجلب الرزق

  •  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا. قَالَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا )
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : ( ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ : اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ).
  • اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عن من سواك.
  • اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه.
  • اللهم ارزقني علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء وسقم، يا من ترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، إلهي أدعوك دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر البائس الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه من الذنوب إلّا أنت، يا غياث أغثني، يا غياث أغثني، يا غياث أغثني.

شاركها.