دعاء ليلة الزواج
الزواج جعله الله سبباً لاستمرار الحياة على الأرض ، و بقاء النسل ، و عمارة الدنيا ، و الزواج هو سنة الله تعالى لعباده في الأرض ، جعل الله الرجل يميل الى المرأة ، و المرأة تميل الى الرجل ، ليحدث اللقاء و تبنى البيوت و الأسر.
و الزواج مثل الميزان لا يقوم و لا يستقيم الا بطرفين معاً ، وكل طرف يعطي ما عليه و يتسامح فيما له ، فالزوج يؤدي حقوق زوجته و يتسامح في حقه ، و كذلك الزوجة ، فتسير الحياة و تبقى البيوت .
فضل الزواج :
الزواج هو تلبية لنداء الفطرة ، و طاعة لله و رسوله .
- يقول الخالق جل وعلا بقوله: ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) .
- و الزواج من نعم الله على الانسان ، و هو طريق المودة و الرحمة بين طرفيه ، يقول الله تعالى في كتابه الكريم (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون ) .
- و الزواج هو الطريق لقضاء الشهوة و نداء الفطرة في الحلال الطيب ، و الوسيلة الشرعية لمنع الوقوع في الحرام ، يقول تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) .
- و الزواج هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قد رغب فيه عليه الصلاة و السلام و دعا الشباب القادر أن يبادر بالزواج فقال عليه الصلاة و السلام ( يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء ) .
- الزواج هو طريق اكتساب الحسنات ، و تثقيل الموازين ، وذلك بالانفاق على الزوجة و الولد ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلهم الدينار الذي أنفقته على أهلك) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ,,لسعد بن أبي وقاص: ( وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فئ إمرأتك) . - في الزواج يؤجر الرجل على اتيان اهله ، فانظر يا رعاك الله كيف جعل الله جل في علاه قضاء الشهوة و المتعة مأجورة ووسيلة لاكتساب الحسنات ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله! يأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أ كان عليه فيها وِزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرُ .
دعاء ليلة الزواج :
يسن للزوج بعد دخوله لبيته :
(فإنه يضع يده على مقدم رأسها ويقول : (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ) .
صلاة ركعتين :
استحب بعض أهل العلم صلاة ركعتين قبل الدخول بالزوجة في ليلة الزواج ، ولم يرد هذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وإنما ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم .
- فعن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : تزوجت وأنا مملوك ، فدعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة . قال : …. وعلموني ، فقالوا : (إذا أدخل عليك أهلك فصل عليك ركعتين ، ثم سل الله تعالى من خير ما دخل عليك ، وتعوذ به من شره ، ثم شأنك وشأن أهلك .
- وعن شقيق قال : جاء رجل إلى عبد الله [يعني : ابن مسعود] يقال له أبو جرير فقال : إني تزوجت جارية شابة وإني أخاف أن تفركني (أي : تبغضني) .
- قال : فقال عبد الله : إن الإلف من الله ، والفرك من الشيطان ، يريد أن يكره إليكم ما أحل الله لكم ، فإذا أتتك فمرها أن تصلي وراءك ركعتين .
نصائح للمتزوجين :
الزواج تعاون بين شريكين في الحياة ، و مسئولية يتحملها طرفان ، و من النصائح التي تعين على استمرار الزواج و دوامه :
الزوج يكون حسن الخلق ، كريم الطبع ، كثير الاحتمال مما يقع من زوجته ، فلا يسارع الى المخاصمة و العتاب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر } معنى يفرك: يبغض.
و قال أيضاً صلى الله عليه و سلم ( استوصوا بالنساء خيراً ) .
- الزوج يكون حكيماً في التعامل مع الزلات و الأخطاء التي تقع من الزوجة ، وأن يصلح برفق و روية ، فما دخل الرفق في شئ الا زانه و ما نزع من شئ الا شانه .
- الالتزام بدعاء الجماع قبل اتيان الأهل ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك، لم يضره الشيطان أبدا) .
- ينبغي للزوج ألا يفشي أسرار الزواج مع المرأة ، وألا يخرج ما يدور بينه و بين زوجته الى الناس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) .
- ينبغي للزوجة ان تعلم أن الزواج مسئولية كبرى ،وحق الزوج عليها عظيم ، وأنه واجب الطاعة ، فلا تغضبه أو تعصيه في معروف ، أو ترفع صوتها عليه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لإمرأة: ( أين أنت من زوجك، فإنما هو جنتك ونارك ) .
- على الزوجة أن تكون قانعة بما يرزقها الله و زوجها من رزق ، فلا تحمل زوجها من الطلبات ملا يطيق ، فيقتحم الحرام بسببها فيهلك و تهلك هي معه . فقد كانت بعض نساء السلف إذا أراد زوجها الخروج من منزله تقول له: اتق الله وإياك وكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار.
- على الزوجة أن تعلم أن حق الزوج مقدم على حق كل أحد ، حتى على حق أبيها وأمها .
- لا تسمحي لجارات السوء و صديقات الضرر أن يغيروا حالك على زوجك ، فالزواج نعمة من الله تعالى ، فلتحافظ المرأة عليها.
- لا يجوز للزوجة ان تخرج من مال زوجها الا بعلمه ، حتى الصدقة ينبغي أن تكون بعلم الزوج ما دامت من ماله .
- الزواج هو نعمة من أجل نعم الله على الرجل و المرأة ، فينبغي لهما صيانتها ، و ابعاد كل ما يشوش عليها ، و شكر الله على هذه النعمة .
