تحت رعاية وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، نظمت وزارة الدفاع مؤتمراُ صحفياً اليوم الثلاثاء بواحة الكرامة في أبوظبي للإعلان عن أجندة مؤتمرها “القانون الدولي وحروب القرن الواحد والعشرين”، الذي يعقد يوم الثلاثاء المقبل في نادي القوات المسلحة بأبوظبي. وأوضح المتحدث الرسمي لمؤتمر وزارة الدفاع المستشار الدكتور إسماعيل البلوشي، أن أهمية موضوع المؤتمر يأتي ضمن سياق التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، والذي قاد إلى تغيرات جذرية في أشكال الحروب وطبيعة الصراعات مما زاد من سقف التحديات الأخلاقية والقانونية التي تواجه منظومة القانون الدولي الإنساني، كون نتائج هذا التقدم المتسارع بدأت تظهر في العصر الحديث، وأصبحت تحدث تأثيراً عميقاً في تغيير الأسس والمبادئ والاتجاهات، وخاصة في مجالات الأمن والدفاع، وعليه تهدف وزارة الدفاع من هذا المؤتمر إلى مناقشة عدد من التحديات والإشكاليات التي تطرحها حروب القرن الواحد والعشرين على القانون الدولي، كمحور الحرب السيبرانية، وحروب الفضاء، واستخدام المركبات غير المأهولة، وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل، والحروب اللا متماثلة والهجينة وحروب المعلومات، وذلك لفهم تداعيات تلك التحديات على الأمن والدفاع الوطني بهدف معالجتها مع الشركاء على المستوى الوطني والدولي.

كما أكد المستشار الدكتور إسماعيل البلوشي أن المؤتمر سيناقش ما إذا كان القانون الدولي الإنساني في شكله الحالي ملائم ومواكب للتعامل مع المتغيرات المتلاحقة والمتسارعة للتطورات التكنولوجية التي أفرزت أجيال جديدة من الحروب.

حروب سيبرانية
وأضاف أنه في ظل ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة جداً على الصعيد الأمني، والذي لم يشهده العالم في العقدين الماضيين، أصبحت الصراعات وأشكال الحروب أكثر تعقيداً، وأصبح العالم يواجه مؤخراً تصاعداً في الحروب الهجينة والسيبرانية والاستحواذ على الأنظمة والأسلحة ذاتية التشغيل من قبل قوات غير نظامية مم ميليشيات وعصابات إجرامية ومجموعات إرهابية وغيرها.
وذكر المتحدث الرسمي بأن هناك أيضاً دوراً متنامياً للفاعلين غير الحكوميين بات يشكل أحد التحديات الرئيسية أمام القانون الدولي الإنساني باعتباره نظاماً متكاملاً من القيم والمعايير التي تنظم السلوك في المجتمع الدولي، وأصبح من الضرورة الحتمية إيجاد القواعد الحاكمة والضابطة لأنشطة الفاعلين غير الحكوميين والنتائج المترتبة عليها، من خلال وضع آليات تدعم تكيف القانون الدولي الإنساني لمواجهة التطورات والتغيرات الحالية والمستقبلية.

وأكد المستشار الدكتور إسماعيل البلوشي أن مؤتمر “القانون الدولي وحروب القرن الواحد والعشرين”، يأتي مكملاً لسلسة مؤتمرات “القادة لحروب القرن الواحد والعشرين” التي تنظمها وزارة الدفاع، وتهدف إلى إعداد قادة المستقبل القادرين على تحقيق الاستباقية والاستشراف وسرعة التكيف للاستجابة للتحديات الناشئة من خلال تسليحهم بأحدث الرؤى في مجالات الأمن والدفاع، وتحقيقاً لمساهمة وزارة الدفاع في إنتاج المعرفة الاستراتيجية الضرورية في المجالات المستقبلية، وتبادل الخبرات لضمان تحقيف الأهداف الدفاعية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف المستشار الدكتور إسماعيل البلوشي أن المؤتمر سوف يتضمن طرح ثلاث أوراق عمل تخصصية وجلسة رئيسية، حيث سيلقي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي عبد الرحمن الجرمن ورقة عمل تخصصية بعنوان “الفاعلون من غير الدول في ضوء أحكام القانون الدولي”، وسيطرح مدير القضاء العسكري في القوات المسلحة الإماراتية العميد ركن حقوقي سالم جمعة الكعبي، ورقة عمل تخصصية تحت عنوان “التحديات المعاصرة للقانون الدولي والإنساني وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي لها”، وسيقوم الزميل المساعد في مركز جنيف للسياسة الأمنية وليام بوثبي، بطرح ورقة عمل بعنوان “قانون الحرب السيبرانية”، ومن ثم ستنطلق الجلسة الرئيسية من خلال المتحدثين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحت عنوان ” حماية المدنيين في الصراعات المعاصرة”، ويشارك فيها من اللجنة الدولية رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الإمارات صوفي باربي، والمندوب الإقليمي للقوات المسلحة والمنظمات المسلحة في دول الخليج واليمن داخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر خوان كارلوس، لعرض مساهمة اللجنة في تطوير وتوضيح وتفسير وإعادة التأكيد على حماية المدنيين وتنظيم سلوك النزاعات المسلحة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن وزارة الدفاع تتطلع لمناقشة هذا الموضوع الهام والحيوي مع جميع شركائها في مجتمع الأمن الوطني ومكونات القوى الوطنية والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني والقانونيين وصناع السياسات والخبراء وأصحاب الاختصاص من خلال تشجيع الحوار والتعاون وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والدولي، للخروج بتوصيات لمعالجة التحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بتطبيق القانون الدولي الإنساني في أنماط حروب القرن الواحد والعشرين.

شاركها.