رداً على مقطع “الحمار المعلم”.. “القشقري”: أرفض سخرية “العرفج” من المهندس

للمرة الثانية، يرى الكاتب الصحفي طلال القشقري ظلال سخرية من المهندس، وذلك في إشادة الكاتب الصحفي أحمد العرفج بالحيوانات، وطلبه من البشر التعلم منها، وخاصة تعليم الحمار للمهندس طرق تعبيد الجبال، ويؤكد “القشقري” أن تعبيد الطرق علم يدرسه المهندسون، ولم يكن به ذكر للحمار، لافتاً إلى أن المهندس مظلوم في المملكة، ويحتاج لمن يقف بجانبه ليحصل على حقوقه، لا من يسخر منه ومن علمه.

حدث من قبل

وفي مقاله “تكرار سخرية العرفج من المهندس!!” بصحيفة “المدينة”، يبدأ “القشقري” بذكر مناقشة سابقة في شأن الحمير جرت عبر مقالين، بينه وبين “العرفج”، يقول “القشقري”: “ما زال عامل المعرفة أحمد العرفج واثق الخطوة يمشي مَلكَاً في طريق سخريته من المهندس، لقد قال قبل عدّة شهور في مقاله (الحمار واتخاذ القرار) إنّ الحمار هو الذي علّم المهندس طرق تعبيد الجبال، وزعم أنّ شركة ابن لادن استعانت بالحمار خلال تعبيد طريق (مكة- الطائف) الجبلي القديم، الذي يعرف بـ(الكر)، ورددْتُ عليه حينها بمقالٍ مضاد حمل عنوان (العرفج والسخرية من أهل الهندسة)”.

ويسخر للمرة الثانية

ويضيف “القشقري”: “ها هو العرفج يكرّر نفس العبارة لكن في برنامج (يا هلا) التلفزيوني، ويبعث لي بمقطع الفيديو عن ذلك، بينما أنا في إجازة خارج البلاد، ويطلب التطبيع مع الحمار، فماذا أفعل معه؟! هل (أطنّشه)؟ ربّما (الطناش) أفضل، لكنّي مهندس قبل أن أكون كاتباً، والمهندس مظلوم في الكثير من حقوقه، والذي ينقصه هو سخرية كهذه من قِبَل عامل المعرفة الذي لم يدرس الهندسة من قبل، ولم يشعر قط بشعور المهندس، ليكتمل الظلم ويحيط بالمهندس إحاطة السوار بالمعصم، ولهذا قرّرت الردّ مرّة ثانية، راجياً أن يكون الردّ الأخير!”.

هذا هو دور الحمير

وحسب “القشقري”، فإن شركة “ابن لادن” لم تستعن بالحمير إلا لنقل المعدات، ويقول: “والذي تستحضره ذاكرتي عن طريق الكر فضلاً عمّا سمعته من بعض العاملين في شركة ابن لادن هو أنّ الاستعانة بالحمار انحصرت في نقله فوق ظهره للمعدّات الهندسية، ونقل المعدّات ليس تعليماً هندسياً، بل خدمة لوجستية قدّمها الحمار للمهندس، ولو كانت توجد آنذاك آليّات نقل متطوّرة -كما هو الآن- لاستغنى المهندس عن الحمار!”.

تعبيد الطرق علم هندسي

ويتساءل “القشقري”: “هل يعرف العرفج أنّ هناك علماً هندسياً قديماً اسمه المساحة (Survey)؟ وبواسطته استطاعت شركة ابن لادن معرفة أفضل طرق تعبيد الجبل من ناحية مناسيب أجزائه المناسبة للتعبيد، ارتفاعاً وانخفاضاً، ولا دخل للحمار بذلك، إلا إذا اعتبر العرفج نقل الحمار لمعدّات المساحة المعروفة بالثيودولايت تعليماً منه! ونقل الحمار للمعدّات الهندسية يشبه نقل الغلام الذي يصطحب لاعب رياضة الغولف لمضارب الكرة كي يستخدمها اللاعب دون أن يفقه الغلام شيئاً في هذه الرياضة”.

لا يخبِرنّ أحدٌ “العرفج” بذلك

وبلهجة ساخرة، يلفت “القشقري” إلى وجود القرود في نفس المكان لا الحمير فقط، متمنياً من “العرفج” الرفق بالمهندس، ويقول: “بالمناسبة فإنّ طريق الكر منذ إنشائه قبل عقود وحتّى تاريخه مليء بقرود البابون، لكن رجاءً لا يخبِرنّ أحدٌ العرفج بذلك؛ كي لا يزعم أنّ القرد هو أيضاً قد علّم المهندس طرق التعبيد الجبلي، وحقاً لا عزاء للمهندس مع مثقف بحجم وشهرة.. وسخرية العرفج!”.

تكفيني شهادة الهندسة

ويبدو أن الكاتبين على طريقين مختلفين تماماً حين ينهي “القشقري” قائلاً: “أمّا طلب العرفج التطبيع مع الحمار فله ذلك حبّاً وكرامة، وأهنّئه من صميم قلبي، لكن بشرط ألا يدعوني البتّة لحفلات التطبيع، إذ تكفيني شهادة الهندسة!”.

زر الذهاب إلى الأعلى