قائدة للأوركسترا وعازفة في نفس الوقت، أخذت إحدى أشهر عازفات الكمان في العصر الحديث، نيكولا بينيديتي جمهور أبوظبي في حفلها أول من أمس الإثنين لعوالم بيتهوفن وحماس الطبول في مجاهل الغموض، لتمتطي صهوة الألحان باقتباسات موسيقية فريدة، في أجواء فنية رفيعة بامتياز، برفقة مجموعة من أبرز وأمهر العازفين على آلات موسيقية تعود للقرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وحضر الحفل وزير التسامح، راعي مهرجان أبوظبي، الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، ويعتبر هذا الحفل الموسيقي الأول المدرج على قائمة الأمسيات الرئيسية للدورة الخامسة عشرة من مهرجان أبوظبي 2018، حيث عزفت بينيديتي برفقة “أوركسترا عصر التنوير”، إحدى أرقى الفرق الموسيقية في المملكة المتحدة، والمعروفة بنهجها المبتكر في مقاربة الموسيقى الأوركسترالية، وتجمع هذه الأوركسترا بين الصوت المثير للأشجان وأصالة التاريخ، لتعيد في الوقت ذاته تعريف الموسيقى الكلاسيكية في مزيج يجعل هذه الفرقة، الأكثر تميّزاً بين فرق الأوركسترا.

وتقول بينيديتي: “لقد كانت الموسيقى دائماً موجودة في حياتي، ولا أستطيع تذكر أو تخيل حياتي بأي بطريقة أخرى، ولد فهمي مبكراً للتركيز وإعادة التركيز، وكيفية الاستماع التواصل، وكيفية التحسن في شيء ما بكل هدوء واستمرارية من بداية عزفي على الكمان وعلاقتي به “.

وعن مسيرتها تضيف: “تعلمت بطريقة سوزوكي، ويوجد جزء في هذه الطريقة، يضمن أن يقوم العازف بالتدريب بشكل منتظم في ورش عمل أو حفلات صغيرة منذ وقت مبكر من العمر، وهو أمر جيد لاكتساب الخبرة والتحفيز المستمر، واكتسبت الكثير من هذه الطريقة وتعلمت كيفية عزف آلة موسيقية منذ الصغر”.

وتقول: “الموسيقى الكلاسيكية تعلو ولا يعلى عليها بالنسبة لي، لقد لمست قلبي من نعومة أظافري، ولا يمكنني أن أتخيل القيام بأي شيء آخر، وأتمنى أن يستطيع كل الناس اختبار الموسيقى الكلاسيكية وذاك الشعور الغني الذي ستمنحه لهم”.

أشكال النجاح المختلفة
وتعد بينيدتي إحدى أشهر عازفات الكمان في جيلها، ونجحت في أن تصبح من أكثر الفنانات الكلاسيكيات تأثيراً في وقتنا الحاضر، بفضل قدرتها الفائقة على أسر الجماهير بعزفها العفوي وحضورها النابض بالحياة، إلى جانب شغفها بالموسيقى الكلاسيكية.

وتقول: “يأتي النجاح بأشكال مختلفة، وأحاول الحفاظ على إيماني بأن النجاح يكمن في عين الناظر، أحاول دائماً الفصل بين النجاحات الظاهرة للجميع مثل، الحفلات والتكريمات وتوقيع عقود التسجيلات، والشهرة والمكاسب المالية وغيرها، وبين أهدافي الشخصية، مثل تطوير صوتي الخاص على الكمان، أو أن أصبح كموسيقية أكثر انفتاحاً وابداعاً، والتعلم وفهم المزيد عن الناس، وأن أكون أكثر مشاركة وأصبح أكثر تواضعاً”.

وتستطرد قائلة: “كل النجاح الظاهر يولد من رحم الصدف والحظ برأيي، وكثيراً ما يأتي بحسب وجهة نظر الآخرين تجاهك، وهذا أمر لا يمكنك التحكم به، ويمكن أن يذهب كل ذلك عنك في لمح البصر، لهذا فمن المهم جداً وضع مجموعة من القواعد والأهداف التي لا تعتمد على وجهة نظر الآخرين فيما تقدمه ومفهوم النجاح بالنسبة لهم”.

شاركها.