سبب ظاهرة الشفق القطبي الأورورا
من أجمل الظواهر الطبيعية الموجودة على كوكبنا هي ظاهرة الشفق القطبي Aurora Borealis، والتي تظهر في القطبين الشمالي والجنوبي، وهي عبارة عن ألوان رائعة تظهر في السماء على شكل أشعة براقة تتراقص في شكل أقواس وموجات رائعة، ويستمتع هواة الفلك والظواهر الطبيعية بمشاهدة وتصوير هذه الظاهرة الفريدة، والتي تستمر لساعات وغالباً ما تظل حتى بزوغ الفجر؛ لهذا يُطلق عليها إسم “الفجر القطبي”، أما سبب ظاهرة الشفق القطبي الأورورا فهو عامل خارجي بعيد عن كوكب الأرض، ليأتي لنا بواحدة من أروع الظواهر التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
سبب ظاهرة الشفق القطبي الأورورا
- سبب حدوث ظاهرة الشفق القطبي ليس له علاقة مطلقاً بما يحدث داخل كوكب الأرض.
- حيث يرجع سبب حدوث هذه الظاهرة وظهور هذه الأضواء في سماء القطبين ليلاً إلى الشمس.
- فتبدأ هذه الظاهرة من محطتها الأولى وهي الشمس، على الرغم من أن الشمس تبعُد عن الأرض بحوالي 150 مليون كم.
- فتحدث العديد من التفاعلات والإنفجارات في الشمس في كل ثانية تقريباً، وتحدث عادةً في القشرة الخارجية لها فقط التي يطلق عليها اسم “كورونا”، وهذه الطبقة شفافة ذات طبيعة غازية حارة، يمكن رؤيتها من الأرض فقط عند حدوث الكسوف الشمسي.
- ونظراً لإرتفاع درجة حرارة هذه القشرة، فعند حدوث الإنفجارات ينتج عنها إهتزاز ذرات “الهيدروجين” و”الهيليوم” المكونان للشمس.
- وينتج عن تلك الإهتزازات إنطلاق عدد كبير من الإلكترونات والبروتونات التي تنطلق في الفضاء بسرعة كبيرة بما يُسمى “الرياح الشمسية”.
- عندما تصطدم هذه الرياح بكوكب الأرض يمنعها المجال المغناطيسي للأرض من الدخول.
- فتبدأ هذه الرياح بالإنعطاف حول الأرض والبعد عنها، ولكن عندما تطلق الشمس هذه الرياح بكمية كبيرة لا تستطيع الأرض منعها.
- عندها تخلق ما يسمى “بالعاصفة المغناطيسية العكسية” التي تستطيع الدخول إلى الأرض من نقطتان فقط، وهما القطبين الشمالي والجنوبي.
- يأتي هذا بسبب أن القطبين يشكلان مركز تلاقي المجال المغناطيسي للكرة الأرضية، مما يجعلهم أكثر ضعفاً في الكثافة.
- عندما تصطدم هذه الرياح بذرات “الأكسجين” “والنيتروجين” الموجودة بالغلاف الجوي تطلق ما يسمى “بالفوتونات”.
- هذه الفوتونات تظهر في السماء في صورة الشفق القطبي الذي يكون عبارة عن أضواء ملونة متراقصة في السماء.
ألوان الشفق القطبي
يأتي الشفق القطبي بعدة ألوان تختلف تبعاً لظروف معينة على الوجه التالي:
- يأتي اللون الأحمر والأصفر بسبب إصطدام الرياح بذرات الأكسجين.
- يأتي اللون الأزرق أو البنفسجي عندما تصطدم الرياح بذرات النيتروجين.
- ويظهر بألوان قوس قزح بسبب خلط جميع هذه المكونات مع بعضها البعض.
إعتقادات قديمة خاطئة عن سبب هذه الظاهرة
- هذه الظاهرة قديماً كانت محط تساؤلات عديدة لدى البشر، ونظراً لضعف القدرات العلمية ونقص الأجهزة الحديثة في العصور السابقة لم يستطيعوا أن يحددوا السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، لذا لجئوا إلى خلق القصص والأساطير عن ماهية هذه الأضواء.
- فنجد سكان الاسكيمو كانوا يعتقدون أن هذه الأضواء ليست بشيء غير عاقل، بل قالوا أنها عبارة عن كائن فضولي، يأتي عندما يبدأ الناس في التهامس فيما بينهم، لذا يدفعه فضوله ليأتي إليهم متخفّياً ليعرف ما يقولونه.
- أما الرومان فكانوا يعتقدون أن ظاهرة الشفق ما هي إلا إله أنثى وهي أخت القمر، أطلقوا عليها فيما بعد إسم الإلهة “أورورا”، وتقول الأساطير أن ظهور “أورورا” في السماء ما هو إلا إعلان عن مجيء إله آخر وهو الإله “أبوللو” وهو إله الموسيقى، والنور، والفطنة عند الرومان قديماً.
- كما انتشرت تفسيرات أخرى لدي شعوب مختلفة أن هذه الأنوار لها علاقة بالسحر، فالبعض منهم قال أنها عبارة عن سحر عجز ساحره عن السيطرة عليه، والبعض الآخر قال انها هي من تسبب السحر وليست السحر نفسه.
إقرأ أيضاً:
الثقب الأسود… العلماء يلتقطون صورة الثقب الأسود لأول مرة عبر التاريخ