سبب نزول سورة الكوثر

سورة الكوثر هي إحدى السور القصيرة في القرآن الكريم، وترتيبها 108 بين سور القرآن الكريم، وهي أقصر السور، وعدد آياتها ثلاث آيات فقط، والموجودة في الجزء الثلاثين

وهو آخر جزءٍ في القرآن الكريم، وقد سميت باسم الكوثر على اسم حوض النبي عليه الصلاة والسلام، وهو نهر في الجنة واسمه نهر الكوثر، وقد ورد ذكره في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث أن من يشرب منه شربةً واحدةً لا يظمأ بعدها أبداً، وتجب له شفاعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

سبب نزول سورة الكوثر

  • وردت عدة روايات حول سبب نزول سورة الكوثر، لكن العلماء أجمعوا ان أصح رواية هي الرواية التي وردت عن عبدالله بن عباس، وقد قيل أنها نزلت في العاص بن وائل.
  • تقول هذه الرواية عن سبب النزول أن: “العاص بن وائل رأى رسول الله -صل الله عليه وسلم- يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناساً من صناديد قريش في المسجد يجلسون معاً، فلما دخل العاص سألوه: مع من كنت تتحدث قال: ذاك الأبتر، ويعني النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه-.
  • كان قبل هذه الحادثة قد توفي للرسول عليه الصلاة والسلام ابنه عبدالله، وهو ابنه من خديجة أم المؤمنين، حيث كانت العرب قديماً تصف من ليس له ابن ذكر بأنه أبتر، أي أن ذكره مقطوع من الدنيا بعد موته.
  • نزلت بعد هذه الحادثة سورة الكوثر، وفيها مواساةٌ للرسول عليه الصلاة والسلام، وتقبيح لمن وصفه بأنه أبتر، وفي تفسير آياتها بشرى عظيمة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وهي أن الله تعالى أعطى نبيه نهر الكوثر، وهي منحة عظيمة من الله تعالى.
  • من جهةٍ أخرى جاء في السورة رد على من اعتدى على الرسول عليه الصلاة والسلام بالكلام البذيء والفاحش، حين وصفه بأنه أبتر عندما يموت، إذ أنه ما من ولدٍ له سيحمل اسمه، لذلك سينقطع أثره ونسله، فرد الله تعالى أن من وصف النبي بهذا الوصف هو الأبتر.، فأنـزل الله تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ، وهذه الآية فيها الرد الشافي والوافي.
  • ورد في سورة الكوثر على الرغم من قصرها، العديد من العبر والمواعظ، أولها أن الله سبحانه وتعالى كريمٌ عظيمٌ يعطي المؤمنين ولا يمنع عنهم الخير، وأن الله تعالى يترصد لكل من يتربص بالمؤمنين، فيدافع عنهم ويجعل الدائرة تدور عليهم، فسبحان الله العظيم ما أعظم عطاياه.

زر الذهاب إلى الأعلى