أرداف ممتلئة، دهون متراكمة حول الخصر، أذرع ضخمة… أمام هذه المشاكل الشائعة، تحوّلت عمليّة شفط الدهون إلى أحد أكثر الجراحات التجميلية شيوعاً… تعتقد كثيرات أنّ هذه العمليّة ستبعد عنهنّ شبح التمارين الرياضيّة القاسية، والحميات الغذائية الصارمة، وتساعدهنّ في خسارة الوزن في وقت قصير.

لكنّ الأمور ليست بهذه البساطة بحسب يواكيم غراف فون فينكنشتاين، عضو “الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية”. “فعملية شفط الدهون لا تُشكل بديلاً عن إنقاص الوزن. ومن يعتقد أن هذه العمليّة ستساعده في خسارة كل الكيلوغرامات الزائدة، فهو مخطىء من دون شكّ”، يشرح الخبير الألماني.

فمن يعانون من مشكلة بدانة، ويفكرون بإجراء عمليّة شفط دهون، عليهم البدء أولاً بممارسة الرياضة وتغيير النظام الغذائي. “شفط الدهون لا يؤثر إلا في مناطق معينة في الجسم تتجمع فيها الشحوم الزائدة، ولا يمكنه أن يساعد الجسم بأكمله في فقدان الوزن الزائد”.

لهذا السبب، لا يمكن اللجوء إلى علميّة شفط الدهون إلا ضمن معايير وحدود واضحة. ويشرح البروفيسور دينيس فون هايمبورغ، أخصائي الجراحات التجميلية في مدينة فرانكفورت الألمانيّة، أنّه “لا يجوز إزالة الكثير من الدهون، وبشكل مبالغ فيه، وإلا فقد يصير جلد المنطقة المشفوطة كثير التجاعيد ومرتخياً، وفي هذه الحالة يمكن شفط ليترين من الدهون كحدّ أقصى”.

ومن المهم أن تتم عملية شفط الدهون بشكل متساوٍ، يحافظ على تناسق الجسم من جهة، وللوقاية أيضاً من العوارض الجانبيّة مثل ظهور تجاويف أو تورّمات. لهذا الغرض، يحرض الطبيب الجراح على إزالة الدهون الزائدة فقط، مع الحفاظ على إبقاء طبقة دهنيّة تفصل بين الجلد والعضلة.

ومن يرغب في التخلص من كتل الدهون المزعجة، ينبغي عليه أن يبحث أولاً عن طبيب يكون محطّ ثقة… خصوصاً أنّ العمليّة تحتاج إلى رعاية ومتابعة بعد إجرائها.

يعتقد الجميع أنّ عملية شفط الدهون سريعة وغير مضرة، لكن الإحصاءات تثبت أنّ هناك الكثيرين ممن يفقدون حياتهم لأنّهم يستخفون بعوامل الخطورة، مثل ضعف القلب، أو مشاكل التئام الجروح. الحلّ الوحيد إن أردتِ إجراء هذه العمليّة، هو أن تتأكدي من كفاءة الطبيب قبل الإقدام على أي خطوة.

مواضيع ذات صلة

شاركها.