صديقتي .. قصة قصيرة

قالت وهي تبتسم بعد أن تجرعت آخر ما تبقى في كأسها :
_ سأرحل
_ هيا بنا
_ لم تفهمني جيدًا .. أقصد سأرحل من حياتك .
_ كان يمكنك أن تخبريني بذلك في الهاتف .. هل تعرفين كم ثمن كأسين من العصير هنا ؟؟
_ في موقف كهذا كل ما يهمك هو ثمن العصير ؟؟
_ اذا اهتممت بالموقف نفسه هل ستبقين ؟؟ ( صمتت ) بعض النهايات محتومة جدًا يا دينا .
في طريق العودة كنت أحصى ما تبقى معي من نقود .. الخسارة في الكافية كانت فادحة .. لكنها رحلت وسيضمن لي هذا نقودًا في المستقبل .
أتذكر يوم أن فارقت أول فتاة أحببتها كان الحزن ينغص حياتي .. كيف أصبح الامر عاديًا هكذا !
أصبح يمكنني أن أخسر فتاة أحببتها جدًا دون الكثير من الألم وبأقل قدر من الوجع وبلا أي ( يشعر بالضياع ) على الفيس بوك .
أرسلت إليكي رسالة ( لقد رحلت دينا .. أخبرتني أنني سخيف وانصرفت ملحوظة : عرضت عليها أن تدفع ثمن العصير لكنها رفضت .. نصائحك فاشلة )
لماذا يشتكي الناس مرارة الفراق ؟؟ هل تعرفين لماذا ؟؟ لأنهم لا يملكون صديقة مثلك .
كنت أعتقد أنني عانيت من الحب الأول لأنه الحب الأول .. لكن الحقيقة أنني عانيت منه فقط لأنها تركتني وحيدًا .. ماذا يفعل شاب وحيد تركته حبيبته الأولى .. يشعر بمرارة الفقد لأول مرة .. انه يموت كمدًا .. أو جوعًا لأنه لا يستلذ بطعام .
ثم أصبحتي أنتي صديقتي .. وأحببت مرة ثانية وثالثة ورابعة وحين تنتهي قصة الحب كنت أعود اليكي فلا تشعريني بحزن .. حديثك يهوّن علي .. سخريتك تضحكني .. تصغر الحياة في عيني .. تسخرين من المشاعر ومن الطرق المبتذلة في الحب فأعتقد أنني سخيف وأضحك .
وحين تركت صديق لدود وكان الهم يغمرني .. كنتي أنتي ملازي .. هكذا ظننت الحياة سهلة بسيطة .. يمكن لأي فشل في الحياة أن ينقشع بمجرد سماع صوتك .
لكن ماذا لو رحلتي انتي ؟؟ ماذا ؟؟
ولماذا يعذبني رحيلك وانتي في الجوار ؟؟
أعتقد أن لأسباب كهذه يتزوج الناس !

خلصت ..

زر الذهاب إلى الأعلى