صناعة التماسيح

من سنة الحياة ان المخلوقات تتكاثر ودورة حياتها تستمر من اجل مقاومة الانقراض ..ومن تلك الكائنات التماسيح ولا اعني هنا التماسيح اللي تنتمي لفصيلة الزواحف انما التماسيح اللتي تنتمي لفصيلة البشر. (يعني بين قوسين الشباب والعزاب منهم بالذات ) .

تدور احداث هذه القصة في احد حواري الرياض ..في فصل الصيف حيث اللي عندهم قروش كاشتين برا الديرة واللي ما عندهم يقابلون الكنديشن (هالحكي قبل نظام الشرايح حق الكهرب ) وانا بصفتي احد التماسيح (عمري وقتها 19 سنة ) جالس على زلفة باب بيتنا ..ومطلع هالسيقان علشان تشم هوا واعني بذالك سيقاني ..وانا متنح في السيارات اللي تجي وتروح كاني حارس عمارة ولاّ يقبل علي رفيق الدرب في الحارة عبدالله ولقبه عبادي واذا زعلنا عليه عبيّد وهو شبه معبس واسئله بكل حنية ماذا بك (لا تصدقون قلت له خير وش فييك راز كشرتك ومادها شبرين ) قال لي ابد سلامتك ولد خالتي راموي الدب (اسمه رامي وعمره وقتها 14 سنة ) قلت له تقصد ذاك الدلوع قال ايه قلت خير وش فيه قال ابد تطاق مع اهله قلت خير وانت وش دخلك قال اهله يبون يروحون فرنسا واسبانيا وهو راسه والف سيف يبي امريكا وديزني وورلد هناك ويوم ابوه رفض زعل وصاح و حلف انه ما يروح معهم وطبعا ما لقى احد يضفة في الرياض الا احنا قلت له موب تقول لي انه عنده مربية قال الا بس اجازتها في الصيف ..قلت له يعني تبي تقنعني ان ذاك الدب بيستحمل حر قيضنا قال يا شيخ ودي يذلف بس ما باليد حيلة امي بتغثني بسبته لا أروح ولا أجي علشانه ولا آخذه معي دايم …قلت له طيب يا عبادي يا حبيبي جبه معك وش المانع ويقوم عبادي يتلفت كانه ملحوق من المباحث قال يابو سعود اذا تبي الصدق والله مدري اذا هو بلغ ولا لا قلت وشو انت صاحي ولد خالتك وما تعرف اذا ….ولا لا قال أي والله استر علي مادري عنه ياخي حياتهم غير عن حياتنا سألته وشلون قال لي ياخي مدري وشلون اكبر همه السيجا واللعب حتى الكورة ما يعرف الا يوسف وماجد هذا حده والله انه يعرف فريق الكابتن ماجد أكثر من لاعبي المنتخب ..قلت له يا عبادي أنت تتكلم جد ولا تمزح ..ولأول مرة أشوف الدمعة تفر من عيون عبادي الملقب بالجلف سابقا ..قال ياخي اخاف اذا جا هالهرش عندنا يفضحني بين شباب الحارة عاد بكرة وش بيفكني منهم اذا عرفوا ان هالدب اللي يترجرج (يعني يهتز ويصدر تموجات ) ولد خالتي .حاولت اهدي عبادي واخيرا اقنعته بانني انا وهو بنعمل بكل جهدنا على ان نجعل من راموووي ولد خالته تمساح شرس يفتخر به بين ابناء الحارة والحارات المجاورة ..سألني عبادي كيف وش بتسوي جاوبته مو شغلك ازهلها علي.

وثاني يوم ولأول مرة تدخل حارتنا سيارة بي ام دبليو موديل السنة فيها سواق سوداني وينفتح الباب وينزل دب مدور لا بس بنطلون جنز وتي شيرت من الكرسي اللي جنب السواق ومعه الله لا يخزينا آيسكريم باسكن روبنز كبير وخدوده مدورة وحمر وآثار الشمس مبينة على وجهة تقول برصي سويسري ( البرصي تمساح ابيض صغير يتكاثر ويعيش على الجدارن ) المهم السيارة وقفت قدام باب بيت ابو عبادي .ويروح السواق السوداني ويطق الجرس ويطلع عبادي الله لا يهينه وهو متلطم خايفا على نفسه من الفضيحة ويجر الدب من علابيه (علابيه جمع علباة أي اعلى القميص من الخلف او الرقبة ) وينصك الباب بسرعة والسواق يقول والشنط عمي رامي الشنط فين اختها …ويفتح المتلطم (عبادي) ويقول للسواق حطها عند الباب وطس قبل لا يشوفنا احد …وثاني يوم من القايلة (يعني على الساعة 12 ) اروح لبيت عبادي واسئل عن عبادي ويطلع لي عبادي ودمعته على عينه وكل حزن الخلايق فيه وسئلته وش فيك قال لي هالدب راموي بيذبحني قلت له ليه عسا ماشر قال ابد امس كله مسهرني على السيجا الى الساعة 2 الفجر ومن الساعة 8 الصباح مصحيني يبي يفطر ومستحي يفطر بروحه قلت له وبعدين قال ابد فتح احد شناطة ويطلع لي 12 شريط فيديو ..قلت لعبادي أشرطة ايش قال ابد الكابتن ماجد والله يا عبدالعزيز من الساعة 9 الى الحين واحنا نطالع الكابتن ماجد لولا ان الله رحمني بك وطقيت الجرس ولا كان انفجرت منه ..قلت له انت هد أعصابك بس يا عبادي مثل ما قلت لك سابقا ازهلها علي وانشالله بتشوف اللي يسرك …قال لي عبادي وشلون بس قلت له ماعليك اليوم العصر بامرك وبنطلع انا وانت والكديش ولد خالتك ….وبالفعل مريته العصر بسيارتي الفخمة .. كريسيدا 89 ويطلع لي عبادي ومعه الدبيبة المدور ويركب عبادي في المقدم (الكرسي الأمامي ) ويقول لرامي تعال يالله اركب معنا ويرد عليه فلتة زمانه (رامي) : مو المفروض ناخذ معانا الشغالة ولا واحد كبير يروح معنا طلعت راسي من الدريشة وقلت له تمزح يالشيخ وش احد كبير معنا ,,ابك (ابك ليست ابوك انما شتيمة ) معك تمساحين كل واحد منهم شنبه مالي وجهه (مو مالي وجهه مرة,, يعني تقول وصاخة تحت الخشم ) وتقول تبي الشغالة تجي معنا ..انهبلت أنت ماتبيها ترجع سالمه لاهلها اركب بس ..ويركب فعلا معنا وأول ما ركب سألني رامي ::عبدالعزيز وين حزام الأمان قلت له :: سم االله يحييك وش حزامه قال حزام الأمان :::::رديت عليه: قلعته الله يسلمك كنت محمّل شنط فوق التندة وما لقيت حبل فقمت قلعت حزام الأمان مدري وش اسمه :::يرد علي الدب: بس ولو هذا خطا وخطر بابا يقول كذا :::::انا وعبادي بصوت واحد :: من بابا هذا مدرسك ولا ايش :::: قال : بابا يعني أبوي وش فيكم :::عبادي : معليش يا عبدالعزيز امسحها في وجهي:::انا:: ما عليك ,,دواه عندي والمح في الطريق ليموزين فيه بنيات وابدا الحق فيهم وعبادي يحمسني اما ثور الله في برسيمه ما غير مدرعم خشته في كيس التشيبس يرعى ..وقف الليموزين عند أسواق الشعلة ووقفت انا بعد هناك ونزلنا وجلسنا انا وعبادي والدب ثالثنا نلحق في البنات الثلاثة اللي كانوا في الليموزين من محل لمحل وكل شي رامي يسئل :أنتم وش تبون تشترون ::::عبادي : نشتري بنيات ::::رامي ::طيب اذا شريتوا اللي تقولون عليه ابي انزل تحت محل الكمبيوتر اللي تحت عندهم أشرطة سيجا رهيبة …وقتها عبادي انهار تماما وقام يصيح في وسط السوق اما انا صدق ارتفع ضغطي بس ولو قلت لعبادي عن اذنك ابي ولد خالتك بسالفة ..وبالفعل خذيت الحبيب رامي على كتر وبدينا نتكلم معه تمساح لفرخ قصدي من تمساح ذو خبرة لتمساح مبتدىء …أنا: رامي حبيبي تعرف ليه البنات يجون الأسواق :::::رامي: علشان يتسوقون طبعا أجل ليه؟؟::::أنا : قلت له لا يا حبيبي هذا اللي هم يمثلون به علينا اذا على كلامك ليه الأسواق النسائية فشلت قل لي ليه هاه قل لي ::::رامي : أجل ليه يجون الأسواق ::::أنا: علشاننا يا غبي ::::رامي:يعني علشانك أنت ::::أنا : لا مو انا يعني أنا قصدي علشان الرجال كلهم بشكل عام علشان نغازلهم ونلاحقهم وكذا ::::رامي : لا مو صحيح هذا كذب الحريم ما يحبون الشباب اللي يلاحقون البنات ماما تقول كذا :::أنا: الله ياخذك انت وامك اقصد لا تصدق امك صدقني يا رامي هم اللي يبون كذا شف داخل كل رجل مننا شي المرأة تبحث عنه وتحتاجه :::رامي: وشو هالشي وليه ما نعطيهم اياه على طول ::::أنا :ما نقدر نعطيهم اياه على طول ما ينفع فيها قبايل ذي على العموم حلو دامك وصلت لهالمرحلة أنا اعلمك ..يا رامي يا حبيبي المرأة تبحث عن تفاعلات الرجل من اجلها وحاصل هذا التفاعل وكيف يصب عليها ::::رامي : ما فهمت :::أنا : شف يا عزيزي رامي أنت تشوف البنات لابسين عبايات صح وتحت العبايات وش تشوف ::::رامي: فساتين طبعا وش هالسؤال ::::أنا : انا لا طبعا ..يا رامي اللي لابسين عبايات قدامك كلهم تراهم لابسين تحت العبايات طقوم بكيني ..ايه لا تبزر عيونك تحت كل عباية طقم بكيني وتقول لك تعال الحقني يالله …مفاجأة صح :::: رامي: وش بكيني ما أصدق ::::أنا : صدقني يا رامي هذي الحقيقة هم يجون الأسواق يبونك اذا شفت العباية وتحتها البكيني وشلون بتتفاعل داخليا وخارجيا …هاه تحس في داخلك شي الحين ::::رامي :ايه احس ::::أنا : بشر وش تحس فيه ::رامي : احس اني جوعان ::::أنا : مصيبة تاخذك قل آمين ..عبادي تعال واللي يرحم والديك الكديش اللي جبته معك جاع خل نطلع نأكله لا يقلبها علينا مناحة الآن :::: عبادي: طيب طيب والبنات,,, يا عبدالعزيز البنيات باديين يلينون ويلتفتون علينا ::::أنا : خيرها بغيرها تعال انت بس لا يصيح هالدب الحين .وركبنا السيارة وقلت لعبادي: دور لنا أي مطعم نشتري منه ثنين شاورما نترس بطن هالكديش بها الا ويقاطعني راموي : أبي هارديز ..والتفتنا عليه وبصوت واحد : سم الله يحييك وش هارديزه …تبي هرفي هذا اللي نروح له في العيد ويرد علينا رامي: لا لا ابي مشروم اند سوس ..ويلتفت عليه عبادي والعبرة في صوته: وش مشسوم اند سوسة :::يقول رامي: لا هذي نوع همبرقر ::::أنا: مو تبي همبرجر خلاص في هرفي بنوكلك همبرجر وبالفعل وديناه لهرفي وقام يبلع هناك …ورجعنا بعد العشا لبيت عبادي وهنا بديت في المرحلة الثانية من اعداد التماسيح.

وصلنا البيت ويوم نزل عبادي ورامي قلت لعبادي: عبادي تعال أبيك بنمر محمد ولد أبو صالح وتو عبادي راكب واهمس في أذنه واطلع له شريط فيديو واقول له يعطيه لرامي ويقول له يحطه في غرفته ولا يشغله واذا شغله يناظره بروحه لانه فيلم وصخ مرة (بيني وبينكم لا فيلم وصخ ولا يحزنون كل السالفة فيلم مصري ما قطع اول مشهدين فيه بوس وخرابيط ..اللي ما بلغوا ما يعبرون هالمشهد ويكملون الفيلم اما اللي توهم بالغين فهم ما يتعدون هالمشهد وكل شوي يرجعون فيه ).. المهم جلست ادور انا وعبادي ساعتين ونص ورجعنا للبيت اخر الليلة وقلت لعبادي اسئل الدب اذا شاف الفيلم ولا لا ويوم رجعت لبيتنا يدق علي عبادي يقول ان رامي ماشاف من الفيلم الا ربع ساعة بس … ساعتها بشرت عبادي بأن اول خطوة نحو استخراج التمساح الكامن في بطن راموي بدت …سألني عبادي وش الخطوة الثانية قلت له ما عليك بكرة الظهر انا بامرك …وبالفعل ثاني يوم الظهر مريت عبادي وفتح لي الباب وفاجئني بأن رامي يالله يالله قام من النوم اليوم وانه امس مالعب بالسيجا وقتها استبشرت خيرا قلت له ناد رامي وقل له بنروح نتغدى رز بخاري وانت تأخر شوي ابي اكلمه على انفراد ويجيني راموي وهو يدربي كرشته ..واسأله : رامي يا هل ترى فكرت بالكلام اللي قلته لك أمس :::::رامي : ايه بس مالقيت اللي تقول لي عليه ::::أنا: يا رامي ياحبيبي اهم شي انك بحثت في داخلك ..اما الجزء اللي ما فهمته فأنا مستعد افهمك اياه وفعلا ركبنا ورحنا لمطعم بخاري وطلبنا 3 انفار بخاري ودجاجة شواية صحيح ان رامي كنه ما تعود بس بعد الالحاح و الحمدلله اكل معنا رز ودجاج وختمها بلبن وبيبسي وركبنا السيارة وطول ماحنا في السيارة ماحنا محتاجين للمسجل ولا للاغاني لاننا كنا مواصلين مقاطع متاغر (المتاغر = صوت موسيقي يخرج من الفم بعد الوجبات الدسمة ) المهم خذيتهم بالسيارة الى ملعب ترابي لكرة القدم فيه ناس يلعبون كورة (طبعا بيلعبون كورة اجل بيسبحون ) ونزلنا وجلسنا نتفرج عليهم ساعتها جلست اتكلم مع رامي بكل وضوح وقلت له: يا رامي يا حبيبي احيانا الأنسان يحاول ان يكون مستقيما في مسار حياته بس الظروف والقدر يحتمان عليه احد اتجاهين انه يسير فيهما عندها وعندها فقط أذا تردد في اختياره فانه غالبا ما يتندم بعد كذا طول عمره (صدقوني انا نفسي ماني فاهم وش أنا أقول ) ::::رامي:ما فهمت يعني ايش ::::أنا: قلت يا رامي تذكر أمس يوم اوديك للسوق والي سويناه أمس ..هذا مسار واللي تشوفهم قدامك يطاردون في هالتربات ورى هالكورة مسار ثاني …يعني يا تعيش حياتك يا رامي في الاسواق المكيفة والوجوه اللي تفتح النفس يا أنك تقعد في هالحر والتراب ويجي واحد قدوته احمد جميل ويزلق عليك ويقش له كم غضروف فيك …شفت يا رامي صعوبة القدر :::::رامي: معليش يا عبدالعزيز بس والله ما فهمت :::أنا : ما في مشكلة شف يا رامي الشباب في هالملعب منقسمين ,,, قسم يتفرج وقسما ينتفرج عليه وقسما مدرعما في الحياة ما يدري وين الله حاطه فيه …لكن الشباب اللي في الأسواق كلهم قسم واحد وهم ناس اكتشفوا التفاعلات اللي في داخلهم مبكرا واستطاعوا قيادة انفسهم للطريق السليم ::::رامي : واللهي أنا مركز معك بس الى الآن ما فهمت :::أنا : موب لازم تعال معي بس .وتركنا الملعب ورحنا بعد كذا ومرينا على سوق نسائي ووقفنا في المواقف وكانت شبه فاضية ..وقلت لرامي هااه صدقتني انهم يروحون للاسواق علشاننا بس علشان تعرف احنا الشباب وشلون نتعب ونضحي ونعاني من اجل دعم اقتصادنا الوطني بس يا من يقدر ….وعبادي جزاه الله خير كانه بادي يخشع ويثني على كلامي …وبعد كذا انطلقنا الى أسواق العقارية في الرياض وهنا اقتحمناها ومعنا فرخ تمساح يعني تميسيح جديد ..وبدت المرحلة الثالثة من التدريب شفنا بنتين كبار لابسين نقابات وحاطين فوق الطرحتين اللي يهفهفون ومعهم بنية صغيره متحجبة ووقتها مسكت رامي وأشرت على البنتين وقلت له: وش تشوف قدامك يا رامي :::رامي: أشوف 3 بنات :::عبادي: لاحووول وش احنا قايلين لك أمس ::::رامي: يعني وشلون لابسات بكيني وأنا أشوف بنطلوناتهم ::::عبادي: يا رامي لا تشوفهم بعينك شفهم بقلبك تخيل البكيني الزهري اللي فيه دواوير سود ::::أنا : هاه تخيلت يا رامي :::رامي:يعني كني بديت اتخيل :::عبادي: تخيل أنها تهمس في اذنك وتقول لك الحقني ..الحقني يا رامي الحقني ::::رامي: ودي بس أخاف من الهيئة :::أنا: افا زعلتها البنت بتبكي بسببك ما تحس أنت يالله قم الحقها واترك موضوع الهيئة والحين تخيلها وهي تهمس في اذنك وتقول لك اكتشفني ..يالله يا رامي اكتشفها ..وتوني ما كملت كلامي الا وأشوف رامي كانه وانيت 87 مدحدر ومنطلق ورى البنات وقام يمشي ..يا حبيله لا معاه لا رقم ولا شي وبعد نص ساعة وهو مدرعم وراهم مادرينا به الا ماسكته الهيئة ..ووقتها عبادي التفت علي وقال: عبدالعزيز وش بنسوي برامي الحين مسكته الهيئة يالله نروح نكلمهم :::أنا : وش نروح لهم يا شيخ أنت ناسي اننها شبهة هم اذا عرفوا ان ما معه ارقام راس مالهم بيمصعون أذنهاما اذا عرفوا انه معنا عز الله ب يقشوننا كلنا :::عبادي: أخاف اننا نفضح عند اهلي :::أنا : لا اهلي ولا اتحاد وكّل الله يا شيخ احنا بننتظره برا ..وبالفعل طلعنا برا نراقب صالون الهيئة وما درينا الا اثنين من رجال الهيئة يتشاقلون رامي (يشقل= يعني يشيل بصعوبة ) و يقول لي عبدالله :والله شكل الدعوى جد خل نروح نتلاحق الولد :::أنا: يا عبادي وش نروح ناوي يركبوننا احنا بعد ما أسرع اشتقت للجمس :::عبدالله: بس خايف على الولد … وتونا نتكلم الا ينفتح باب صالون الهيئة ويطلع رامي خنت حيلي وثوبه أصفر (سواها على نفسه ) ونطمر عليه بالسيارة ونلقطه وركبناه معنا وهو يصيح ويقول أنتم كذابين قلتوا لي لا تخاف من الهيئة وهذي آخرتها ::::عبادي: خلاص يا رامي ما صار شي بس مسكوك ونشفوا دمك :::رامي: وش نشفوا دمي الا مسكوني ووين بطاقتك وكم رقم ابوك وبنعلم عليك اهلك وكل شوي بنسجنك وبنطقك لين ما حلفت لهم أني أول مرة اسويها وتعهدت لهم ما عاد أسويها مرة ثانية :::: أنا : يعني تبي تفهمنا انهم طلعوك علشانك وعدتهم انك ماعاد تتعودها :::رامي : ايه ::::انا : اجل ليه ثوبك صار لونه أصفر معذبينك بسيدر انشالله ( سيدر =عصير تفاح خالي من الكحول ) :::: رامي: احم احم لا بس هذا عرق تعرفون كان الجو في الجمس مرة حر :::عبادي: اجل عرق ..طيب المهم لا تزعل ولا يضيق صدرك ترى اللي جرا لك عادي ::: رامي: لا مو عادي أنتم كنتم تلعبون علي ما أبيكم أبي ارجع للبيت واطالع الكابتن ماجد اصرف لي منكم ….وقام رامي يصيح وانطلقت به الى خارج الرياض صوب أحد القهاوي واجر رامي من يده وأدخل به للقهوة وهو المسكين مستحي على نفسه من ثوبه الأصفر …وأصرخ بالموجودين وقلت لهم : يا شباب من فيكم ما مسكته الهيئة كذا مرة وكل الموجودين في القهوة يقول بصوت واحد كلنا …وارجع اسئلهم ..طيب يا شباب من فيكم من الروعة سواها على نفسه يوم قالوا له بنعلم عليك ابوك ولا قال له واحد من الهيئة تراني اعرف ابوك ..ويردون علي كلنا وواحد منهم الظاهر أنه كان منسطل شوي من آثار الشيشة اللي يشفط فيها ..قال انا مو بس سويتها على نفسي الا كل الصمامات انفتحت طلعوني من الصالون يوم خيستهم …والتفت على رامي واقول له شفت اللي جرا لك شي طبيعي كلنا مرينا فيه يعني لا تيئس ولا يضيق صدرك ..وبدا رامي ينبسط شوي شوي ويسترجع ثقته بنفسه.وهنا بدت المرحلة التالية.

انطلقنا من القهوة الى سوق في الليل ما يسمحون للشباب يدخلون يعني بعد المغرب بس للعوايل (موب صحارى الرياض ) وننزل من السيارة وقلنا يا رامي مثل ما أنت شايف هنا اقسى أنواع التعذيب البشري والاضطهاد :::رامي: طيب ليه احنا جايين هنا ::::عبادي: هنا بتتعلم شي ما راح تتعلمه في أي مكان ثاني ::::رامي : وشو :::أنا:رامي تشوف الشباب اللي هناك وش يسوون …تراهم مو يغازلون بس يسوون ما يقال عنه تهيئة أولية:::رامي: كيف يعني قلت له يعني الآن بنتفرق وكل واحد منا ينصى حريم ويترجاهم يدخلونه معهم ويتحجج بأية عذر :::رامي : يعني وش في هالسوق عن غيره :::عبادي: ولا شي ان ما كان اشين من اللي غيره :::رامي : طيب ليه نتعب انفسنا ونترجى الناس يدخلوننا ما دام هناك أسواق مسموح فيها بأننا ندخل :::عبادي: يا رامي الأمر ما يخلى يعني لو هو سوق نسائي بس كان يمكن بس السوق فيه رجال وحريم والرجال اللي يدخلون غالبا مع اهلهم يعني رجال موقفهم صعب يعني البنات بيتشطرون عليهم :::أنا: عساك فهمت يا رامي,,, المهم لا تعطلنا يالله مثل ما قلت لك …وبالفعل انتشرنا مع بقية الشباب انا عن نفسي نصيت حرمة عجوز معها بنتين صغار وقمت أقول لهم واللي يرحم والديك يا خالتي خليني أدخل معكم أمي داخل بروحها والمسكينة لا معها جوال ولا حتى بيجر وبريحاتها دخليني تكفين وأكسبي فيني اجر ..وقمت اتبكبك عليها مير هالعجوز الله يقلعها ولا عبرتني وقالت لي ان ما وخرت عني لأنادي لك العسكري قلت لها وش رايك تنادين لي التخصصي أحسن ..وتضحك واحدة من البنتين اللي معها ويوم شفت العجوز مو راضية أنها تدخلني قمت رقمت بنتها ومشيت وبينما أنا امشي الا يجيني عبدالله خويي يركض ويلهث وأقول له عسا ما شر ..يقول لي ألحق على رامي قلت له خير وش صار له بعد قال أبد الظاهر انه شاف حرمة بروحها وراح يكلمها علشان تدخله معها قلت له طيب حلو وبعدين قال ابد طلع زوجها جاي وراها بس تأخر علشان يقفل السيارة ومير يشوف رامي يكلم زوجته طمر عليه وجلده بالعقال ..قلت له طيب وين رامي الحين .. قال في الشارع متسدح على الارض قلت له يالله أجل نشيله ونلحق عليه ونوديه للأسعاف ..ورحنا وشلناه واحنا في الطريق للمستشفى سألت رامي : يا حبيبي وراك تهورت ..يوم دخلوه دخل بحماره :::جاوبني رامي: غصب عني والله تخيلت انها تناديني وتقول يا رامي تعالي امسكني وطر بي لفوق .فوق ومادريت الا انا رايح لها وباغي امسك يدها ::::أنا : عز الله ان رجلها هو اللي طيرك لفوق ..ياعبادي الحق ماعمره تبخر ويوم تبخر احترق وش تمسك يدها يالحبيب لنا ست سنين ولا لمسنا حتى أيدي شغالاتنا وأنت تبي تلمس يد حرمة علشان تدخلك سوق وتغازل فيه ..المهم ودينا رامي للمستشفى وعالجوه هناك وربطوه…وطلعنا من المستشفى على وجه الفجر ورجعت عبادي ورامي لبيتهم ونصيت أنا بيتنا..في انتظار بكره.

وجا بكرة وبعد صلاة الظهر قلت بأمر عبدالله منها أشوفه واتطمن عليه وعلى رامي واشوف وش صار لهم…وتوني طاق الجرس الا وينط لي رامي اللي كان ينتظرني وهو فاك ربطاته وفي وجهه علامات حمر وزرق وخضر وبيض وتوني باسلم عليه الا يطمر في سيارتي ويركب قدام وينادي عبدالله باعلى حسه …وعبدالله يطلع لنا ونصه نوم ويقول لي شف وش صار على ابو الشباب شكله طاح على راسه ..قلت له كل شي جايز المهم يالله اركب معنا ..وبدينا ندور في السيارة …والصمت الرهيب من كل الاطراف لين ما فاجئنا الأخ رامي وقال: تصدقون يا شباب أمس الليل كله قعدت أفكر في وش الشي الكامن فيني اللي يدورونه الحريم لين توصلت وعرفته:::أنا: وشو هالشي يا سبع البرمبه ::::رامي: الحب : :::::أنا:أجل الحب,, طيب يا قيس وشلون توصلت لهالشي ..ويفطس عبادي على نفسه من الضحك وقال : عز الله كدينا خير آخرة هالتعب طلعوا يبون الحب ….(احيانا تصادفك مثل هالاشياء ان دروسك تنفهم بشكل خاطىء ) ساعتها نصيت بهم لطريق سريع ووقفت هناك وبديت أتكلم مع رامي بكل صراحة ::::أنا : رامي في أشياء تسمع عنها بس ما تقدر تشوفها وفي أشياء تشوفها بس ما تحس فيها …البنات كذا ياحبيبي يا رامي ان حبيتها وأخلصت لها قامت تشك فيك وتذبحك غيرة وبعدين تعطيك طناش يا تقول لك انخطبت أو تقول لك بالعربي مليت منك ..لكن أذا سويت العكس صاروا هم اللي يلحقونك ويطاردون وراك …هاه بشرني انشالله فهمتني:::رامي : لا ..اقصد مو مقتنع يعني أجل ليه نلاحقهم ونغازلهم :::عبادي: يا عبدالعزيز والله شكله مافي فايدة :::أنا : يا عبادي باقي آخر درس وبعدها يا فشلنا يا نجحنا …وننطلق الى آخر أمل لنا (تبون تعرفون وين) انطلقنا لقهوة ابو لميس (قهوة جديدة حول الحاير ) وندخل القهوة ونقابل بعض شباب اكثر ما يقال عنهم انهم بقايا بشر …وجلسنا في العشة الأولى جنب واحد دب اسمه صويلح المفش وبديت اسولف معاه أنا: هلا صويلح …ممكن سؤال هل سبق لك ان حبيت ::::صويلح: ايه للاسف (طررررطرررررر) صوت شرب البيبسي المهم ماعلينا ..:::أنا: ليه وش صار لك ::::صويلح: أبد كل شوي تعايرني وتقول لي أنت دب أنت نفيخة و عندك تبلد أحساس لين ما تبلد أحساسي فعلا ::::رامووي: كيف؟؟::::صويلح: كانت تقول لي لازم تهتم فيني وتغار علي دايما وتسئلني وين اروح وكنت مع من وتنقهر لا اهتميت بأحد غيرك ::::عبادي:طيب وش صار بعدين؟؟؟:::صويلح: أبد نفذت كلامها وصرت اسئلها عن كل شي لين ما البنية راحت في احد الايام لحفلة ديجي مع زميلاتها سألتها وين كنتي ومع مين ووش سويتي ؟؟؟ مادريت الا وهي تسبني وتلعن أبوي وتقول لي وش دخلك أنت من بقية أهلي ومن ذا الحكي وبعدين صارت زعلة وكلام طويل عريض :::راموي :طيب ليه كذا ::::صويلح: اكتشفت ان صديقتها تعرفت على واحد مطخطخ وقامت تعايرها فيني وانها بايرة يوم عرفتني :::راموي: يالله وبعدين وش صار؟؟:::::صويلح: (طررررررطرررررر) ابد من القهر ثاني اسبوع تعرفت على واحد معه بي ام دبليو وعطتني استمارة رقم ستة …دقيت على جوالها باسوي فيها رومانسي جلست تهددني بانها بتعلم علي الأمارة لين جلست ساعتين اترجاها ومن الروعة سويتها على نفسي :::راموي: وبعدين : ::::صويلح : ولا قبليين وش تبي بعد انجلد من الهيئة ولا راعي البي ام يجيب لي شلتة :::أنا: هاه يا رامي اقتنعت ولا تبي مثال ثاني ..اذا تبي مثال ثاني مافي مشكلة تعال.

ورحنا وجلسنا جنب واحد اصلع بنظارات كبار اسمه مشهور ..يشفط في الارجيلة قصدي البيبسي ويغني ثم يرجع يشفط …قلت لرامي هالولد قصته قصة خلنا نسمعها منه….أنا: هلا مشهور كيفك؟؟ معنا هالنزغة رامي يقول ان البنات يدور في حياتهم عن الحب وش رايك :::::مشهور: ليه لا… أذا اسرائيل تبي السلام هم يبون الحب ( ياليل خبري عن امر المعاناة هي بابا اوبح ولا كمننا ) :::رامي: خير وش صار::::: مشهور: أبد تعرفت عليها حبيتها حبتني … بس كل ما سويت شي شكت فيني وايش وما ايش وشكلك تعرف بنات غيري وأكيد أنت تغازل شكلك كذا ..و ظلينا على ذا الحال ومرة بالغلط قالت اسم واحد بالغلط على بالي باحجر لها وتطمر في حلقي وتجلس تصيح تشك فيني وماعندك ثقة فيني تحسبني زيك هااااه قلت يا ولد اعتذر لها وقل أنك آسف :::::رامي: يؤ يؤ يؤ وبعدين وش صار ::::مشهور: لحظة (طررررررطرررررطااااااع) (طاع مو صوت شيشة صوت شي ثاني) قامت تهوش علي أنت ما تغار علي ولا تحبني ولا تحس فيني و..و… قلت لها لا والله بالعكس .ما دريت الا وهي مسكرة السماعة في وجهي يابنت الحلال نتفاهم …مير ماعندك احد…::::رامي: طيب ما حاولت تصالحها :::مشهور: يا بثرك اصبر شوي جايك بالحكي على بالي رومانسي رحت ثاني يوم لها عند باب المدرسة ومعي حزمة ورد (حزمة=باقة ) وبأسوي فيها روميو وتوني بألحق سيارتها الا وتوقف جنب راعي شبح وتنزل دريشتها وتاخذ منه الرقم قلت لنفسي يا ولد يا مشهور البنية تحبك بس تبي تغيظك >>>ايه هيّن ورحت لها من الجهة الثانية ومادريت بها الا تصارخ وتقول لي أنت تبي تفضحني بتروح ولا أجيب لك الهيئة الحين يجلدونك صدق أنك قليل حيا وما تستحي على وجهك…ثم يصرخ مشهور يا شباب من اللي ما يستحي أنا ولا هي عيني عينك .. علموووونييي ….السيل يا سدرة الغرمول يسقيك …والطشط ئالي يا مشهور ياللي ئوم استحما ……. والتفت على رامي وأقول له: هاه وش رايك :::وما دريت الا رامي يصرخ من التأثر : والله ما في حب يمين بالله مافيه حب :::::عبدالله: شفت يا رامي وشلون احنا نتحمل ونعمل بجهد لكي نحافظ على سلالتنا …..وبس يا سادة يا كرام من ذاك اليوم الى أسبوع مضى ما شفت الاخ رامي ..بس شفته فعلا بصورة ثانية …. مرني الاخ الرفيق عبادي وقال لي تبي تشوف رامي تعال معي وبالفعل ركبت معه ورحنا له وشفنا شخصية ثانية هو وشلت بزارين من حارتهم …في الملحق والملحق ريحته خيسة وأرجيلة ..وأشرطة مسجل وفصفص متناثر في كل مكان وكانوا جالسين يناظرون فيلم من اللي بالي بالكم وكل واحد ماسك زاوية ورامي يقول لهم في ذمة امكم وابوكم اللي يلتفت على الثاني ..وعلى كلام عبادي صار رامي يغازل ويرقم ويحد في الشوارع ويسوق سيارة وعمره 15 سنة وطق له جوّال وكل ليلة أربعاء في قهوة أبو لميس…..ألخ….

كانت هذه يا سادة نبذة مختصرة عن كيفية صناعة التماسيح في المملكة العربية السعودية مهما كانت الصورة مستغربة وتبدو خيالية فأنها حقيقة وواقع ملموس وأن كانت تختلف في بعض التفاصيل الا أنها تظل هي ذاتها الطريقة الكلاسيكية ..وقبل الختام يجب الا ننسى ان هناك طريقة اخرى مماثلة ومغايرة لصناعة العصافير اقصد الفتيات ……وفي الختام اذا تبون تشوفون رامي وجه لوجه روحوا للفيصلية يوم الاربعاء هو الولد الدب اللي يترجى العوايل انهم يدخلونه معهم ….وانا وعبدالله نسبر له من بعيد متى وافقت عايلة انها تدخله طمرنا ونشبنا معه يا ندخل سوى يا ما ندخل كلنا…

على فكرة عرفتوا ولا ماعرفتوا وش البنات فعلا يبون من الشباب اذا عرفتوا ياليت تعطوني خبر.بلاك هورس

شاركها.