طرق علاج التحرش الجنسي عند الأطفال

يتسبب الاعتداء الجنسي في أضرار عديدة للأطفال منها: القلق والاضطراب أثناء النوم، والتدهور الدراسي، والاضطراب عند الاختلاط بالناس، والسرقة، والكذب، والعدوان.

ايضاً القيام بحركات جنسية أو التكلم بألفاظ جنسية بشكل غير طبيعي لأن هناك سلوكيات جنسية طبيعية عند الأطفال ، وفقدان الشعور بالأمان والثقة بالنفس وبالآخرين، وكرهه لجسمه، والإحساس بالعجز، والاضطرابات السلوكية، وكراهية الجنس الآخر.

ويختلف تأثير الاعتداء الجنسي من طفل إلى آخر اعتمادًا على عدة عوامل:

درجة تكراره في مراحل نمو الطفل: فكلما كان التعرض للتحرش في مراحل نمو مختلفة كلما زاد التشوه في شخصية الطفل.
علاقة المعتدي بالطفل: فتعرض الطفل للتحرش من قِبَل شخص يفترض أن يكون ثقة -كأحد الوالدين، أو المعلم، أو رجل الدين إلخ- يتسبب في أضرار أكبر مما لو كان شخصًا غريبًا، كالصدمة، والاغتراب عن الأسرة، واختلاط مشاعر الحب بالجنس والاستغلال، واضطراب العلاقات والمعايير الأخلاقية، …إلخ.
أحداث الاعتداء: فالتحرش بلطف قد يكون أكثر ضررًا من التحرش العنيف، حيث يكون الأمر مربكًا مما يترك الطفل فريسة للإحساس بالذنب الشديد.

كيف يتعامل الأهل عند تعرض الطفل للتحرش

بعض الأطفال قد لا تظهر عليهم آثار الاعتداء فورًا، لكن هذا لا يعنى أنه لم يترك آثارًا على الطفل أو أنها لن تظهر فيما بعد. لهذا سواء ظهرت أو لم تظهر على الطفل آثار سلبية، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:

السماع التفصيلي الهادئ من الطفل لما تعرض له، للتعرف على عدد مرات الإيذاء، وكيفيته، ومكانه، وسبب سكوت الطفل، وتعبيره الحر عن مشاعره التي من الضروري أن ينفس عنها، وأن نعبر عن تفهمنا واحترامنا لها.
تصديق الطفل، فكلما كان الطفل شاعرًا بالأمان في علاقته بوالديه كلما كان أدق في وصفه للحادث. يؤثر بعض الأطفال الصمت عند تعرضهم للاعتداء لإحساس الطفل بالذنب، أو خوفه من المعتدي خاصة إن كان هدده إذا أخبر أحدًا بما حدث، أو خوفه من رد فعل الوالدين، لعدم الانفتاح في مناقشة الأمور الجنسية، فيعتقد الطفل أن أحدًا لن يسمعه لو تكلم. ولا يمكن أن يكون ما يرويه الطفل عن تعرضه للاعتداء محض خيال منه، فلا يوجد ما يفسر جنوح خيال الطفل إلى هذا الموضوع بالذات إلا حدوثه بالفعل.
تأكيد الأهل على حبهم للطفل، وعلى أنه غير مسئول عن الاعتداء ولا ذنب له فيه، وأن تعرضه له لا يعني أنه شخص سيئ.
ملاحظة الطفل بدقة ودون أن يشعر، لمنعه من التعرض لأي مثيرات، وتسجيل أي سلوك غريب، ومحاولة صرف انتباهه عند ملاحظته شاردًا وحثه على التواجد وسط الأسرة.
عدم استسلام الأهل لجلد الذات حتى لا ينسيهم ذلك المعتدي الحقيقي. ويجب ملاحقة المتحرش قانونيًا وتعريف الطفل بذلك، ويعد ذلك جزءًا أساسيًا من علاج وعاملًا مهمة في تعزيز ثقة الطفل بأهله. كما أنه لا مانع من السماح له بمواجهته وإظهار مشاعره ضده، فهذا يمحو إحساسه بالذنب، ويشعره بالقوة.
تعليم الطفل التصرف في مثل تلك المواقف بشجاعة وعدم اتخاذ إجراءات تشعره بالضعف كمنعه من الخروج أو وجود من يصحبه دائمًا، بل نثق بقدرته بعد أن نعلمه كيف يتصرف.
اصطحاب الطفل إلى الطبيب للتأكد أن صحته البدنية لم تضار، والاستعانة بالمشورة النفسية للأهل والطفل لمساعدتهم على اجتياز تلك الأزمة والتعامل مع ما يعانيه الطفل من اضطراب ما بعد الصدمة.

إن العرض على معالج نفسي ليس شيئًا يمكن الاستغناء عنه؛ لأن الآثار النفسية المترتبة على التحرش لو تركت دون علاج نفسي، فإنها تبقى مع الطفل طوال حياته تعذبه، في حين أنها لو عولجت في حينها لتلاشت أو خفت، ويتحول الأمر إلى مجرد ذكرى مؤلمة دون أن يكون لها تأثير سلبي عليه.

وحتى نحمي أبناءنا من التعرض للاعتداء الجنسي، علينا أن نحرص على التربية الجنسية السليمة لهم كيف توعي طفلك ضد التحرش الجنسي ، وأن نكون على وعي بالأفكار الشائعة المغلوطة حول الاعتداء الجنسي لنكون أكثر حذرًا.

معتقدات خاطئة حول الاعتداء الجنسي

في محاضرة لها عن الاعتداء الجنسي، سعت د. فتفت الخراط، المستشارة النفسية، إلى تصحيح بعض الأفكار الخاطئة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، مثل:

1. الاعتداء الجنسي لا يعني فقط العلاقة الجنسية الكاملة، ولكنه يشمل أشكالًا متعددة مثل: النظرات، الكلمات والإيحاءات الجنسية، دفع الطفل إلى كشف أعضائه الجنسية أو ملامسة أعضاء شخص آخر، تعرض الطفل لمشاهدة صور أو مشاهد جنسية، …إلخ، حتى لو تم ذلك عن غير عمد.

2. الأولاد والبنات كلاهما يتعرض للتحرش الجنسي وليس البنات فقط. كما أن المعتدين ليسوا رجالًا فقط، بل تشكل النساء أيضًا نسبة من المعتدين، وليسوا من الفقراء أو أصحاب المستوى الاجتماعي المنخفض فقط، حيث يحدث الاعتداء الجنسي في كل الطبقات.

3. الاعتداء يظل اعتداء حتى لو تم بموافقة الطفل، وحتى لو افترضنا أن الطفل كان هو البادئ، فالبالغ عليه أن يمنعه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال لا يفكرون في الجنس ولايثيرون الاهتمام الجنسي، فهم لا يحبونه ولا يفهمونه، بل يخافونه .

4. ختان الإناث يعد اعتداءً جنسيًا، ويؤثر على علاقة الطفلة بالجنس، ونظرتها لجسدها الذي تشعر نحوه بالخزي والعار.

5. فضح المعتدي لا يكفي بالضرورة لتوقفه؛ لأنه يحتاج إلى العلاج. لذلك يجب ألا نأمن للمعتدي لمجرد افتضاح أمره أو وعده بأنه لن يكرر جريمته.

إن الاعتداء الجنسي جريمة تضر بالطفل أضرارًا جسيمة، وتضع الأهل في أزمة لا يحسدون عليها، مما يضع عليهم مسئولية كبيرة في السعي إلى حماية أبنائهم من التعرض له.

وإذا حدث لا قدر الله وتعرض الطفل للاعتداء، فعلى الأهل أن يحافظوا على هدوئهم ويشعروا الطفل بالأمان، ويلجأوا إلى المشورة النفسية التي تساعدهم وتساعد الطفل على التعافي من تلك الأزمة

زر الذهاب إلى الأعلى