تعرف على ظاهرة التسول وما هي أسبابها وكيفية علاجها

ظاهرة التسول تعتبر أحد الظواهر القديمة جدا في أغلب المجتمعات الإنسانية ولا تختص بمجتمع فقير معدم أو غني وممتلئ بالبذخ فهي موجودة في هذا وذاك، وقد أخذت هذه الظاهرة في التطور والنمو منذ أن كانت مقبولة إلى حد ما كما كانت في العصور الوسطى حيث كانت عبارة عن مهنة او حرفة يمتهنها البعض وحالة في المجتمع أو مشكلة تحتاج لحلول ومعاناة الدول لهذه الظاهرة استمرت منذ سنين طويلة نظرا لوجود العديد من النتائج السلبية من تفحل مثل هذه المشكلة في المجتمع.

والمتسول يعتبر عبارة عن طاقة بشرية معطلة عن الإنتاج والعمل وشكل سيء جدا ينتهك كرامة وحرمة ذات الإنسان وغالبا ما يتحول التسول إلى مهنة يعيش منها الفرد خاصة عندما يجد مردود ونتيجة جيدة من التسول يعيش عليها ويمارسها بدون حرج أو خجل بل ويتفنن في الأساليب التي يحتال بها على الناس لكي يكسب تعاطفهم ويرتزق بقليل من المال يدفن به كرامته وإنسانيته.

ما هي ظاهرة التسول ؟

التسول هو أحد أشكال التشرد والاستجداء من الناس قوت اليوم وطلب الصدقة بدون حياء أو حرج وأسلوب غير سليم للعيش والحياة تحت غطاء عدم القدرة في الحصول على المال بالإضافة إلى أن هناك بعض الدول التي تضع قوانين صارمة ضد التسول ويعتبر جريمة ضد القانون وضد المجتمع.

ظاهرة التسول

 

أسباب انتشار ظاهرة التسول

1-   توغل المشاكل الاقتصادية والأوضاع المتردية التي تعيشها أغلب بلاد العالم ولا سيما دول المجتمع النامي التي تعاني من الفقر المدقع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.

2-   انتشار الظلم والتعدي على الحقوق وعدم توقيع العدل كما يجب في المجتمع وغياب التضامن المجتمعي والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد.

3-   التفكك الأسري والانهيار التام في أسس ومبادئ الارتباطات العائلية والأسرية التي يعاني منها اغلب العائلات والأسرة في العصر الحديث الذي أخذ بعقل وقلب الشباب إلى صفحات التواصل الاجتماعي وألهاهم بعيدا عن صلات الأسرة الحميمة التي تربط بين أفراد الأسرة والعائلة الواحدة.

4-   انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع بشكل خطير ومرعب جدا.

5-   الهجرة من الريف إلى الحضر ونتائجها الوخيمة التي أول ما تؤثر على الأسرة وتفككها وتلفت نظر أفرادها إلى المغريات التي قد يكونوا لم يرونها من قبل في حياة القرى والريف.

6-   عزوف الأطفال والشباب عن استكمال المراحل التعليمية الأساسية.

7-   عدم وجود بدائل توفر احتياجات المتسولين كالملاجئ الخيرية والأماكن المخصصة لاحتضان المشردين والعجزة.

8-   هناك عوامل ذاتية لانتشار ظاهرة التشرد ألا وهي تعرض الفرد لقصور في الناحية الجسدية أو العقلية أو النفسية مثل مرض مزمن أو عيب خلقي أو إعاقة وعاهة تسبب العجز الكلي أو الجزئي أو تدني مستوى الذكاء لدى الفرد أو انحدار مستويات الثقة في النفس وإيثار التبعية والاعتمادية على العمل والكفاح وحب الكسب السريع.

نتائج ظاهرة التسول

تنعكس هذه الظاهرة السيئة على المجتمع بعدة مشاكل ومساوئ ومنها ما يلي:

–        التدني والانحطاط في السلوك والأخلاق الذي يؤدي بالفرد إلى تعاطي المفسدات والخمر وانتشار الجريمة والتعدي والسرقة وتفحل النصب والاحتيال.

–        عدم وجود عنصر الأمن والاستقرار في المجتمع وانتشار الفوضى والخلل والتسيب والإجرام.

–        تشويه مظهر المجتمع والدول بل والمواطنين نفسهم باعتبارهم مسئولين عن وجود مثل هذه العناصر في المجتمع.

–        انتشار الجهل والشعوذة وتدني مستوى المجتمعات بما لا يليق بها.

ظاهرة التسول

ظاهرة التسول وعلاقتها بالجريمة

من المؤكد أن ترتبط هذه الظاهرة السلبية بالجريمة في المجتمع لأنها تعتمد أساسا على القعود عن العمل وتزيد من حجم الجريمة في المجتمع وتنهي الطموح والإرادة وتجعل الإنسان عالة على المجتمع وتنتج جيل ضعيف فاتر القوة ليس لديه عزيمة أو إرادة ويمكن أن نلخص علاقة التسول بالجريمة في الآتي:

1-   ظاهرة التسول أساسها هو التحريم وهو ما أكدته جميع الأدلة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة لذا فإنه يعتبر مجرد ممارسته هو جريمة بحد ذاتها.

2-   التسول يؤدي إلى انتشار التواكل والبطالة في المجتمعات والتي هي أحد أهم أسباب الجريمة بسبب وقت الفراغ القاتل الذي ينتج عنها والاحتياج وعندما يشعر الإنسان بالفراغ في حياته يتجه دائما نحو ما يملأ فراغه به وغالبا يكون بالمحرمات.

3-   ظاهرة التسول لها علاقة قوية جدا بالتشرد الذي يجعل صاحبه متجها نحو الطريق الغير صحيح والتشرد هو حالة مجتمعية محرمة من كل القوانين والنظم ويرجع ذلك لخطورة نتائجها وما يقوم به المتشردين من أفعال إجرامية وغير أخلاقية وانتهاكهم للحرمات ومحاولة الحصول على احتياجاتهم بأساليب غير سليمة.

4-   العلاقة بين ظاهرة التسول والانحرافات التي تحدث للأطفال في عمر الطفولة والمراهقة أو الأحداث حيث أن الطفل كلما كان صغيرا ويقوم بممارسة التسول يزداد في داخله الإحساس بعدم الرغبة في العمل والطموح والتقدم وقد تستمر مهنة التسول حتى يصبح راشدا.

5-   حفظ المال هو أحد الضروريات التي أشارت إليها جميع الشرائع والديانات السماوية وإهداره في جوانب غير مشروعة هو جريمة وعليه فإن المتسول الذي يحاول الحصول على المال ليستزيد منه وقد يكون هذا الطريق هو سبب لوقوعه في شرك الحرام من القول والفعل وإن حصول الإنسان على المال بدون وجه حق هو جريمة في حق نفسه وحق المحتاجين الذين يتعففوا عن التسول وعن طلب الصدقة والمال من الآخرين.

علاج ظاهرة التسول

1-   تجميع كل المتسولين والوافدين من بلاد أخرى وترحيلهم لموطنهم الأصلي مرة أخرى.

2-   ضبط والتحقيق مع الهيئات والشركات التي تقوم باستقدام العمالة والمتسولين من خارج البلاد على كفالتهم الخاصة، وسن القوانين الرادعة لهم.

3-   استخدام أساليب الإرشاد والتوعية للمواطنين بكل أشكال وأنماط التسول ومطالبتهم بعدم الاستجابة لها.

4-   اقناع المواطنين بالتبليغ عن أي متسول وعدم التعاطف معهم.

5-   وإعمالا بحديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته” رواه مسلم، هنا نصل إلى دور الدولة في التصدي لأسباب ظاهرة التسول وإنشاء الملاجئ الخيرية والأماكن المختصة برعاية المشردين وتوفير كل سبل الرعاية التي يحتاجونها.

6-   نشر روح الإنفاق والتنافس في الخير بين أفراد المجتمع والأغنياء خاصة وعلى الجانب الآخر نشر أسس الكرامة والقناعة لعدم الاتجاه نحو التسول كوسيلة لتلبية الاحتياجات.

7-   هذا وقد كان هناك تفرقة في علاج هذه المشكلة بين المتسولين الأصحاء والغير أصحاء أو العجزة وذلك بتوفير الاحتياجات الضرورية للفئة الأخيرة والتي قد تجعل التسول سببا في الحصول على ما يحتاجون من ضروريات الحياة.

8- مناشدة وتوجيه الأجيال الجديدة والنشأ على أهمية العمل والاجتهاد والطموح ومخاطر السلبية واللامبالاة والاعتمادية والإشارة إلى كل قصص النجاح التي وصل إليها مشاهير العالم على الرغم من صعوبة ظروفهم وحياتهم.

من الجدير بالذكر أن علاج التسول هو مسئولية مشتركة بين كل فئات المجتمع من هيئات ومؤسسات وأفراد ووسائل إعلام فعلى سبيل المثال تقوم الهيئات الاجتماعية المتخصصة ببحث الحالات الخاصة بالمتسولين والأشخاص الذين يحتاجوا إلى الدعم المادي من الدولة، والإعلام يعمل في أكثر من اتجاه حيث يوجه المجتمع بدوره إلى عدم التفاعل مع مثل هذه الظواهر السلبية وتوجيه المواطنين بأساليبها المختلفة ومن ناحية أخرى توجيه المجتمع إلى التكافل والتضامن مع هذه الفئات الفقيرة التي تحتاج وجود كل أفراد المجتمع بجانبها للخروج من هذه المشكلة الخطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى