حازت عالمة أمريكية في علم النباتات على جائزة “الاختراق في علوم الحياة” وقدرها 3 ملايين دولار أمريكي تسلمتها من قبل كبار رجال الأعمال في سيليكون فالي، لقاء تطويرها نوعاً فريداً من النباتات مقاوماً لتغير المناخ والفيضانات والجفاف. وتحاول تكوري على مدار الـ 30 عام الماضية إيجاد طرق جديدة ومبتكرة لزراعة نباتات خضراء مُعمرة تُغذي الكوكب من جهة وماصة لغازات ثاني أكسيد الكربون السامة من الهواء من جهة أخرى، للحد من تغير المناخ.

وتأمل تكوري في أن يأتي يوم من الأيام، يمكن زراعة محاصيل ونباتات مقاومة للجفاف والفيضانات، لا تتأثر بها، بل تتكيف معها.

وبحسب تقديرات تكوري فإن الأمر سيستغرق نحو عشر سنوات وسيتكلف نحو 50 مليون دولار أمريكي، لزراعة نباتات غنية بالبروتين، وتحبس في الوقت ذاته الغازات الضارة “ثاني أكسيد الكربون” بنحو 20 مرة أكثر من النباتات المعمرة الحالية.

وتعمل تكوري حالياً مع فريق عملها على ما أسمته بـ”سوبرين” عبارة عن الفلين مصنوعاً من مادة البوليمر، يُخزن ويحتفظ بالكربون بداخله لمئات، بل لآلاف السنوات داخل التربة دون أن يحدث لها أي تحلل بيولوجي، وبالتالي ستتمكن النباتات المعمرة مع صوبات “سوبرين” تنقية الهواء ومنح المزيد من الأوكسجين.

وأضافت تكوري إلى أن جذور هذه النباتات ستكون مقاومة ومضادة للفيضانات والجفاف على حد سواء، أي لا تتأثر بأي منهما.

واكتشفت تكوري بالفعل طرقاً جديدة لزراعة أشجار نباتات من دون ضوء حيث جعلت بعض النباتات تنمو بشكل أطول في الظل من خلال تعريض البذور إلى مواد كيميائية متغيرة حمضها النووي، مكتشفة فئة جديدة من هرمونات النبات تسمى “براسينوستيرويدس”.

هذه الفئة الجديدة من هرمونات النباتات ساعدت العالمة تكوري وفريق عملها في خلق سلالات أكثر مقاومة للإصابة والأمراض التي ربما تحدث للمحاصيل والنباتات في ظل ظروف الطقس القاسية.

وبحسب موقع “ساينس آليرت”، فإنه من أجل تحقيق حلم تكوري والعالم أجمع، فإن مساحة الأرض الزراعية التي تحتاجها بهدف إحداث تغييرات ملموسة وملحوظة في ظاهرة الاحتباس الحراري، تقدر بـ5% من الأراضي الزراعية في العالم، وهذه المساحة تعادل تقريباً مساحة جمهورية مصر العربية بأكملها.

وأشارت تكوري إلى أن المحاصيل قادرة على التقاط 50% من مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية الناتجة عن البشر.

يُذكر أن جائزة “الاختراق في علوم الحياة” تُمنح سنوياً في أي وقت في سيليكون فالي لعلماء أو باحثين أو مهندسين ساهموا في تحقيق إنجاز علمي استثنائي، وتشاطرت هذه الجائزة مع أحد مؤسسي غوغل سيرجي بيرن ومؤسس شبكة فيس بوك الاجتماعية مارك زوكربيرغ.

شاركها.