خمسون عموداً من الحجر الرملي المنحوت في ضاحية “قارة” جنوب سكاكا بمنقطة الجوف شمال السعودية، وهو ما يسميها أهالي المنطقة “الرجاجيل” لأنها تشبه من بعيد هيئة الرجال الواقفة، وكما هي في لغة أهالي الشمال الدارجة، الذين يسمون مجموعة الرجال “رجاجيل”.

الأعمدة الشهيرة التي دارت حولها العديد من التكهنات والجدل، ذهب البعض إلى أنها علامات طرق، وآخرون نحو الفلك وعلومه وتحركات الشمس والقمر، ويدخله البعض تارة إلى نفق المعابد وتقديم القرابين، فبالقرب من موقع الرجاجيل يتم الكشف عن أقدم مستوطنة في قارة آسيا، وثاني أقدم مستوطنة في العالم بعمر يصل لأكثر من مليون و250 ألف سنة.

ويشير البروفيسور عبدالعزيز الغزي، عالم الآثار السعودي ورئيس جمعية الآثار السعودية إلى أن السعودية مليئة بالأعمدة المنصوبة في مختلف المواقع، وهي معروفة لدى جميع مهتمّي الآثار، وغالبيتها تدل على مواقع مدافن ومواقع جنائزية، وهناك العديد من الدراسات أجريت على 16 موقعاً، ونشرت هذه البحوث في العديد من المنصات.

وبين الغزي – بحسب العربية نت – : “لم تعد هناك تكهنات حول هذه المواقع، وأصبحت شبه معروفة وبديهية، فلا ارتباط لها إلا بالدفن والمدافن”، مشيراً إلى “العديد من أشكال وأنواع المدافن الموجودة بالجزيرة العربية بشكل هائل”.

وأوضح الغزي أن “أعمدة الرجاجيل في سكاكا الجوف، قد عثر فيها حديثاً عبر أعمال الباحث الألماني “جيبل” على رفات موتى، وقد سبق أن كشف أحد علماء الآثار “لزارينس” أنها مدافن استناداً إلى نتائج تنقيباته في الموقع.

وأكد الغزي أن أعمدة الرجاجيل أو الأعمدة الحجرية المتواجدة في مواقع مختلفة داخل السعودية، جميعها تدور حول المدافن والدراسات والتنقيبات تدعم هذا الرأي.

وأضاف: “زرت جميع الأعمدة المنصوبة في السعودية في أكثر من 16 موقعا، عدا الموجود في خبة التماثيل في تبوك، إلا أنها لن تشذ عن هذه القاعدة التي أجريت عليها الدراسات والتنقيبات الأثرية”.

شاركها.