“ببساطة يشبهنا في أحاسيسه، تعليقاته، ردوده العفوية، لقد كسر المألوف دخل مناطق جديدة لم يدخلها آخرون”.. بهذه الطريقة حاول الفنان والمنتج حسن عسيري؛ رسم “بورتريه” من الكلمات المباشرة العفوية التي لا غنى عنها عند التحدث عن تركيبة شخصية تركي آل الشيخ؛ الذي قال عنه عسيري؛ “الترفيه سيكون مختلفاً معه”. وفي مقال بحسب “سبق”، قال عسيري؛ “جزءٌ كبيرٌ جداً من نجاحات تركي آل الشيخ؛ ليس فقط الإمكانات التي سخّرتها الحكومة لكل كادرها الوزاري، إنما أيضاً لقدرته على فهم التفاصيل”؛ متوقعاً أن تكون العملية الترفيهية أكثر نضجاً، مستدلا بذلك على تغريدة يوم الأربعاء 9 ينايرعندما قال إن “الترفيه ليس فقط حفلات غنائية”. وطالب عسيري؛ بمسرحيات سعودية تتنبأ بمستقبل بلادنا ورؤيته في أشكال مسرحية تعتمد الخيال والإبداع والذكاء الاصطناعي, قائلاً “المسرح هو الشكل النخبوي والوجه الأكثر رقياً للترفيه”.

إلى تفاصيل المقال:

بعيداً عن كونه في قمة الهرم الإداري، إلا أن تركي آل الشيخ؛ يشبه كثيراً مَن هم في أسفل الهرم الإداري، وما حوله من مجتمع يشبهه كثيراً في أحاسيسه، تعليقاته، ردوده العفوية، المضحكة والساخرة أحياناً. ببساطة يشبهنا. وعادة ما تكون لدينا تصورات ذهنية حول المسؤولين وطريقة تفاعلهم مع الآخرين، إلا أن آل الشيخ؛ كسر المألوف في تركيبته الـ “مرنة”، مع نظرية طردية شعرنا بها جميعاً: كلما زادت العفوية، زادت الرغبة في الدخول إلى مناطق جديدة لم يدخلها آخرون.

تعامل مع الملف الأصعب دائماً وهو الرياضة، وهو ملف عاطفي بشكل لا يصدقه عقل، حيث مَن يتسلم زمام أمورها عليه أن تكون لديه مناعة نفسية وثقة شديدة بخوض غمار الأسئلة والأجوبة الصعبة. جزءٌ كبيرٌ جداً من نجاحات تركي آل الشيخ؛ ليس فقط الإمكانات التي سخّرتها الحكومة لكل كادرها الوزاري، إنما أيضاً لقدرته على فهم التفاصيل واختيار أماكن الصرف المالي التي تُوجِد الفرص. لذلك، وبشكل مفرط في التفاؤل، أقول إن الترفيه سيكون مختلفاً مع تركي آل الشيخ.

عندما بدأت كتابة هذا المقال منذ الأسبوع الماضي وتعثر إنهاؤه بسبب مهام العمل خارج المملكة، لم يكن قد حدث بعد الحوار بين زميلي ناصر القصبي؛ وتركي آل الشيخ؛ على “تويتر” حول “المسرح”. شعرت بفرحة عندما أدركت أن العملية الترفيهية ستكون أكثر نضجاً، خاصة مع تغريدة آل الشيخ؛ يوم الأربعاء 9 يناير عندما قال إن “الترفيه ليس فقط حفلات غنائية”. هذا تماماً شغفي منذ سنين طويلة أن يخرج مسرحنا من شكله البدائي إلى مرحلة متطورة بمدارس فنية متنوّعة معزّزة بهويات حيوية من مناطق المملكة، وطرق سلسة في التمويل، مع إمكانية تحقيق الأرباح. الناتج الثقافي لأيّ أمة على وجه الأرض لا يمكن أن يتراكم دون أن يكون أساسه وتربته المسرح، لذلك أُطلق عليه لقب “أبو الفنون”. عمر مملكتنا أكثر من 100 عام، وعلينا البدء الآن بتطوير المسرح للأجيال القادمة لنقدم أعمالاً خالدة، وعلينا البدء بـ “مسرحة” الهوية الوطنية عبر مسرحيات تمثيلية أو غنائية تحكي قصص الدولة السعودية الأولى، الثانية، والثالثة بخبراتٍ عالمية نقوم بتوطين تجربتها لنختصر على أنفسنا ما فاتنا من سنين. نريد مسرحيات سعودية تتنبأ بمستقبل بلادنا ورؤيته في أشكال مسرحيه تعتمد الخيال والإبداع والذكاء الاصطناعي.

المسرح هو الشكل النخبوي والوجه الأكثر رقياً للترفيه، وهو الذي يهذب ويربي الذائقة المحلية في النظر إلى الفنون الأخرى. ولكن ليس دائماً على مسرحنا أن يكون نخبوياً، هناك المسرح الاقتصادي الذي يقدم “كماً” ليس بالضرورة أن يكون “نوعاً”، ولكنه ضروري في إدارة اوقات فراغ الشباب، تهيئة فرص عمل أكثر للفنانين الناشئين، وتحفيز الكتابة والنشر بشكل عام لتغذية متطلبات الصناعة المسرحية. لطالما كان المسرح سبباً في نهضة الفن والرسم والموسيقى والأدب؛ لأن منصته حيوية وفيها تفاعل حقيقي ومباشر مع الجمهور. نعلم تماماً أن وزارة الثقافة هي المعنية أولاً بدعم المسرح وتشجيعه، ولكن بوابته العظمى ستكون من “الترفيه” مع تركيبة تركي آل الشيخ؛ الذي سيحوّلها مع الوقت إلى شباك تذاكر يحقّق ربحاً، مما يعني استمراراً واستدامة، ويعني أيضاً نهضة بأبعاد مختلفة وبعيدة المدى في كل أشكال الفنون. أحلام كثيرة عشتها مع صديقي راشد الشمراني؛ ونحلم أن نكون جزءاً من هذه المرحلة كتخطيط وتفكير وتطوير مع فريق الترفيه.

شاركها.