علاج الشك في الزوج أو الزوجة بالقران
شك الزوجين في بعضهما البعض من الظلم الذي نهى الله تعالى عنه ، فالمسلم أو المسلمة عليه أن يكون سليم الصدر تجاه غيره من المسلمين ، ويزيد حق هذه السلامة للصدر اذا كانت بين الزوجين ، فالأصل بين الزوجين الثقة المتبادلة و الإطمئنان على المال و العرض ، و ان كانت حرمة تتبع العورات و التجسس في الاسلام كبيرة فهي في حق الزوجين أعظم حرمة.
آثار الشك بين الزوجين :
الشك بين الزوجين يحول الحياة بينهما الى جحيم ، و عدم الثقة وفقدان الأمان على العرض و المال ، فشك الزوج في سلوك زوجته يحول حياته الى عذاب و حيرة ويؤدي في النهاية الى نهاية الحياة بينهما و تخريب البيت ، و كذلك شك الزوجة في زوجها و الغيرة العمياء عليه تحول حياته و حياتها الى جحيم يتعذب فيه الزوجان .
علاج الشك بين الزوجين بالقرآن الكريم :
على كل من الزوجين تذكر آيات القرآن الكريم التى تنهى عن الشك و تتبع العورات و الظلم ومن هذه الآيات :
- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا).
- و قال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) .
- ويقول سبحانه و تعالى في كتابه الكريم (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) .فنهي الله عن اساءة الظن والشك في الأعراض و الاعتقاد أن هذا الأمر هو أمر هين بسيط لا إثم فيه .
- و الشك بين الزوجين صورة من صور الإيذاء و الظلم للمسلم و قد نهى الله تعالى عن إيذاء المسلم و الإضرار به ، يقول تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) .
و يؤذون المؤمنين و المؤمنات أي ينسبون اليهم ما ليس فيهم من سوء ظن و تتبع للعورات .
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال و ليس بخارج ) .
وردغة الخبال هي عصارة أهل النار من قيح وصديد ، فهذا في حق المسلم العادي فما بالكم بحق الزوجين على بعضهما البعض .
و شك الرجل في زوجته و في سلوكها بغير بينة و لا دليل قاطع هو افساد لها و تضييع لقوامة الرجل في بيته ، و تفريطه في رعاية ما استرعاه الله عليه .
يقول الله سبحانه و تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) .
فعلى الزوج وقاية زوجته و أهله من النار وذلك من خلال القوامة عليهم و عدم افسادهم ورعايتهم .
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم…) الحديث .
فعلى الزوج و الزوجة أن يتقي كل منهما الله في الآخر و لا يتتبع العورات و لا يفسر الكلمات على سوء ظنه بل يحملها على أفضل المحامل ، وليعلم الزوج أن بيته أمانة أهله أمانة ، و كذلك الزوجة تعلم أنا مستأمنة على بيتها و زوجها .