على بن أبي طالب الخليفة الراشد

على بن أبي طالب الخليفة الراشد ، و أحد العشرة المبشرين بالجنة ، و زوج السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووالد الحسن و الحسين ريحانتي رسول الله ، و الفارس المغوار الذي لا يشق له غبار ، وأحد شجعان المسلمين ، و بطل فتح خيبر .

علي بن أبي طالب الخليفة الراشد .
علي بن أبي طالب الخليفة الراشد .

نسبه

هو على بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووالدته السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف  ، وولد رضي الله عنه قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين .

على بن أبي طالب عند الهجرة

عند هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على بن أبي طالب في العشرينات من عمره شاباً يافعاً رضي الله عنه ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقاء في مكة بعد هجرته حتى يرد أمانات لأهل مكة عنده ، وامره أن ينام مكانه على فراشه و قال له لا تخف لن يؤذيك شئ ، و بالفعل نام رضي الله عنه على فراش رسول الله بعد هجرة النبي و أبو بكر الصديق ، و عندما هجم كفار قريش على منزل رسول الله و كشفوا الغطاء ، ووجدوا أن النائم هو على بن أبي طال سُقط في أيديهم ، و عرفوا أن رسول الله قد هاجر و هم لا يشعرون .

فضله رضي الله عنه

  • عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك: ” أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى  إلا أنه لا نبي بعدي” .
  • عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه أرسل لفتح خيبر مرتين أبو بكر وعمر  فما استطاعا فتحها، فقال : ” لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه”، فلما كان الغد، دعا عليا فأعطاه الراية ففتح خيبر .
  • قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: “ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ،وَعَمَّارٌ، وَبِلَالٌ “.
علي بن أبي طالب الخليفة الراشد .
علي بن أبي طالب الخليفة الراشد .

غزواته مع رسول الله

شهد على بن أبي طالب كل المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ماعدا غزوة تبوك ، حيث خلفه رسول الله على المدينة ، فقال المنافقون ما خلفه إلا لبغضه له ، فلما ذهب على الى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بمقالة المنافقين قال  له رسول الله ” : “ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى  إلا أنه لا نبي بعدي” .

و في غزوة بدر قتل على بن أبي طالب الوليد بن عتبة في المبارزة قبل بدء القتال ، و في غزو أحد قتل طلحة بن عبد العزى حامل لواء المشركين ، و في غزوة الأحزاب قتل عمرو بن ود فارس العرب المشهور .

خلافة على بن أبي طالب

في عام 35 من الهجرة و بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان على يد المجرمين و الخارجين عليه و الذين جاءوا اليه من الأمصار المختلفة ، من مصر و العراق و البصرة و الكوفة ، و كان رضي الله عنه قد الصحابة في المدينة ان يقاتلوا المحاصرين له حتى لا يكون أول خليفة أراق الدماء في مدينة رسول الله ، وبعد قتله توافق الناس على توليه خير الناس بعده و هو على بن أبي طالب ، لكنه أبى ذلك و كان يترك بيته و يخرج الى بساتين المدينة هرباً من الناس أن يولوه ، لكن اجتمع عليه أهل المشورة من الصحابة و بايعوه على الخلافة فتولاها رضي الله عنه و هو كاره حتى لا يحدث شقاق بين المسلمين .

حوادث في عهد خلافته

معركة الجمل

بعد مقتل عثمان بن عفان اضطربت الدنيا ، و نزلت الفتن بين المسلمين ، ووقعت معركة الجمل بين سيدنا على بن أبي طالب و بين سيدنا الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله و السيدة عائشة و الذين خرجوا من المدينة الى البصرة للقصاص من قتلة عثمان و الذين كانوا في البصرة ، فخرج على بجيشه ليمنعهم من ذلك خوفاً من وقوع الفتن ، فهؤلاء القتلة كانت لهم قبائل كبيرة ، و لو تم قتلهم لثارت القبائل لقتلهم و لحدثت المعارك ولمات من المسلمين عشرات الألوف ، فكان على بن أبي طالب يرى أن ينتظر حتى يستتبله الأمر و تبايعه كل الأمصار ثم يتتبع قتلة عثمان و هو قوي و البلاد كلها تحت سيطرته ، وقد اقتنع الزبير بن العوام و طلحة بن عبيد الله و السيدة عائشة برأي على بن أبي طالب ، و تهيئوا للرجوع ، لكن قتل عثمان الذين كانوا في البصرة دبروا مؤامرة بالليل و افتعلوا القتال فظن كل جيش من الجيشين ان الآخر يهجم عليه ، فوقع الاقتتال بين الجيشين و حاول سيدنا طلحة بن عبيد الله وعلى بن أبي طالب وقف القتال لكن الفتنة كانت شديدة و لا حول و لا قوة الا بالله .

معركة صفين

وقعت هذه المعركة بين سيدنا معاوية بن أبي سفيان و الذي رفض أن يبايع لعلي بن أبي طالب بالخلافة حتى يأخذ بثأر عثمان ، و لم يكن معاوية ينازع علياً الخلافة كما اشتهر من روايات الرافضة ، فهو كان يقر أنه أحق بالخلافة منه ، ولكنه أخر بيعته لعلى حتى ياخذ بثأر ابن عمه الخليفة المقتول .

معركة النهروان

و هي المعركة التي وقعت بين على بن أبي طالب و بين الخوارج الذين خرجوا عليه من جيشه بعد معركة صفين .

علي بن أبي طالب الخليفة الراشد
علي بن أبي طالب الخليفة الراشد

استشهاد على بن أبي طالب

في العام الأربعين من الهجرة و بينما كان على بن أبي طالب ذاهب لصلاة الفجر ، و كان يوقظ المسلمين للصلاة ، هجم عليه أشقى القوم عبد الرحمن بن ملجم الخارجي و ضربه على رأسه بالسيف رضي الله عنه و أرضاه فسقط الى الأرض ، ثم حُمل الى بيته ، فأوصى بوصيته الى الحسن رضي الله عنه ، و توفي في ليلة 21 من رمضان من العام 40 هجرية عن عمر 64 عام .فرحمه الله و رضي الله عنه .

زر الذهاب إلى الأعلى