على هؤلاء مراجعة أنفسهم.. الذايدي: السعودية.. لا تراجع ولا استسلام

استشهد الكاتب السعودي مشاري الذايدي، برسائل الملك سلمان في خطاب سموه أمام مجلس الشورى السعودي قبل يومين: “ستستمر المملكة في التصدي للتطرف والإرهاب، والقيام بدورها القيادي والتنموي في المنطقة”.

وقال الذايدي في مقال له بعنوان “السعودية… لا تراجع ولا استسلام” على صحيفة “الشرق الأوسط” إن المعنى واضح، وهو أن من يراهن على أن الدولة السعودية مرتعدة أو «تراجع» موقفها بمواجهة «التطرف» – وليس الإرهاب فقط – فعليه هو أن يراجع نفسه قبل ذلك!
وأضاف الذايدي: “حين نقول المواجهة مع التطرف، فهذا يعني الشمول والذهاب لجذر الداء عوض الانشغال بعوارض الداء، وأصل المرض في تهشم الأمن العربي وأمن العالم كله، جراء الجماعات الإرهابية (داعش، القاعدة، حزب الله، الحرس الثوري، الحوثي) هو الفكر الذي يتحرك بوحيه هؤلاء القتلة والأشرار”.
وأكد أن الفكر هو ميدان المعركة وهو عنوانها، وهو أداتها، وليس الفعل الإرهابي الذي نراه على السطح: تفجير أو اغتيال أو خطف أو نحر أو انتحار، هذه نتائج لأفكار شوهاء سيّرت هذا المخلوق القاتل أو المفسد.
وأشار الكاتب السعودي إلى أن مصنع هذا الفكر القاتل، الأول، هو المصنع الإخواني، بأفكار مثل: الحاكمية، الجاهلية، العزلة الشعورية، الجماعة المؤمنة الخ. أما العدّة النظرية، التي نعرف، فمن حقيبة أشخاص مثل: سيد قطب، حسن البنا، سعيد حوى، الصواف، فتحي يكن، محمد قطب، سفر النحو، وغيرهم، وعليه فإن المنازلة الفكرية التربوية هي الأساس، وهي مهمة أهل الفكر والنظر والعلم، بدعم الدولة والمجتمع طبعاً، لكن تبقى وظيفة الدولة، إلى ذلك، الملاحقة القانونية، والمحاسبة الأمنية، والتوعية الإعلامية والتعليمية، وهو ما شرعت به دول عربية، منها السعودية.
وأوضح أن هذه المواجهة، من مظاهرها السياسية، مقاطعة دولة قطر، التي «ذابت» بكأس الإخوان، وسخّرت نفسها لخدمتهم، ومن مظاهرها، مواجهة المشروع الإيراني «الخميني» الذي هو في جوهره، الثمرة الكبرى، من شجرة الإسلام السياسي، ومن هنا نفهم «التخادم» القائم بين تركيا الإردوغانية وإيران الخمينية، فكلهم في الداء…. شرق!
وتابع الكاتب: تمنّى كثر أن تكون عاصفة مقتل خاشقجي وسيلة لتخويف السعودية، ومنعها من مواصلة المواجهة مع جماعات التطرف – أكرر التطرف وليس الإرهاب فقط – أو على الأقل، إن لم يتيسر المنع التام، فتقليل الزخم السعودي بمواجهة الإخوان وإيران الخمينية.
وأختتم مقاله بقوله: وعد الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، بمواصلة المعركة مع التطرف، وصون الإسلام والوسطية من ضرر وشرر هؤلاء، هو الجواب الناصع على حملات الإخوان ومن يمضغ دعايات الإخوان وإيران، من حقدة اليسار الأميركي والغربي عامة، الذي كان من مخازيه الأخيرة نشر مقالة لإرهابي دولي، هو محمد علي الحوثي، على صفحات الـ«واشنطن بوست»! يا للعار حقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى