كما هو معروف، غسل الأسنان لا يرتبط فقط بصحة الأسنان واللثة، بل يؤثر على صحة الإنسان بشكل عام.

فأمراض اللثة وتسوس الأسنان يمكنها أن تؤثر على صحتك العقلية والبدنية وحتى الجنسية. 

إهمال الأسنان خلال مرحلة الشباب له عواقبه الوخيمة، ومع التقدم بالسن المشاكل ستصبح مضاعفة، وبالتالي قد يفقد الشخص أسنانه، ويجد نفسه أمام مشاكل وتحديات جديدة. أصلاً مع التقدم بالسن، فإن المخاطر المرتبطة بالأسنان وصحتها تتضاعف، مع أو بدون إهمال خلال مراحل الشباب. 

الأمراض التي ستتجنبها عندما تغسل أسنانك 

خراج المخ: خراج يظهر في أنسجة المخ نتيجة وجود التهاب في مناطق قريبة مثل التهاب الأذن والتهاب الجيوب الأنفية وخراج الأسنان. خراج الأسنان هو الذي يهمنا هنا، فحين لا تتم معالجته بشكل سريع، فإن البكتيريا ستنتقل إلى المخ، وبالتالي ستصبح حياة المريض في خطر.

الأمراض السرطانية: أظهرت نتائج دراسة أميركية أن التهابات الأسنان، كالتهاب دواعم السن، تعزز فرص الإصابة بسرطان البلعوم. في المقابل دراسة أخرى وجدت أن تسوس الأسنان والتهابات اللثة تتسبب بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو المسؤول عن ٨٠٪ من الأمراض السرطانية التي تصيب الفم. 

التهاب المفاصل والتهاب المفاصل المتعدد: وفق الدراسات، فإن أمراض اللثة والأسنان لها علاقة مباشرة بالإصابة بالتهاب المفاصل، كما أنها تزيد من نسبة الإصابة بالروماتيزم، ولها علاقة شديدة الصلة بالتهاب المفاصل المتعدد، وهو التهاب ينتقل من مفصل لآخر. فالبكتيريا الناجمة عن التهابات الفم والأسنان تنتقل إلى المفاصل عبر الدم، وبالتالي تضاعف نسبة التهابه، وتجعل حالة من يعاني من المرض أصلا أسوأ. 

السكري:  لسنوات كان العلماء يعتبرون أن التهاب اللثة هو من مضاعفات السكري، ولكن تبين لاحقاً أن الالتهابات الفموية يمكنها أن تؤدي إلى مقاومة الأنسولين والتمهيد للإصابة بالسكري. 

أمراض العين: الأمراض التي تصيب الفك العلوي تحديداً يمكنها أن تؤدي إلى أمراض العين، وذلك بسبب البكتيريا التي تؤثر على أعصاب العين، ويمكنها أن تؤدي إلى جحوظ في العين، بالإضافة إلى رؤية غير واضحة. 

الأمراض التنفسية: البكتيريا الموجودة في الفم تنتقل بسهولة إلى الرئتين، وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بذات الرئة أو أمراض أخرى. 

الأمراض القلبية وضغط الدم: بعض أنواع الجراثيم التي تنمو في الفم تنتقل عبر اللثة الملتهبة وتصل إلى القلب. والأمراض القلبية التي تحدثها عديدة، ولعل أخطرها التهاب الشغاف. ورغم أن السبب بين صحة الأسنان وصحة القلب غير واضح للعلماء، ولكنهم يعتقدون أن التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان تزيد من نسبة الالتهاب في الجسم، وهذا بدروه يرفع نسبة الإصابة بأمراض قلبية، وتصلب الشرايين وانسدادها، وبالتالي يضاعف نسبة الإصابة بضغط الدم المرتفع أيضاً. 

العجز الجنسي: دراسات عديدة أكدت تأثير صحة الأسنان على الصحة الجنسية، فسواء كان المرض يرتبط بالتهاب في اللثة أو بنزيف متكرر أو غير متكرر، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على الصحة الجنسية؛ لأن البكتيريا تؤثر على الأوعية الدموية والشرايين، ما يؤدي إلى ضيقها وتصلبها، وبالتالي رفع نسبة الإصابة بعجز جنسي. 

أمراض الكلى: المصابون بالتهاب اللثة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة. المعضلة هنا هي أنه حتى بعد معالجة أمراض اللثة، فإن المرض الذي أصاب الكلى لن يزول.. فهو مزمن. 

العته: العلاقة بين العته وصحة الأسنان، أثبتتها الدراسات منذ سنوات، فالأبحاث وجدت أن أدمغة الذين يعانون من الزهايمر كانت تحتوي على نسب مرتفعة من البكتيريا المرتبطة بأمراض الأسنان واللثة. 

أهمية مضاعفة عند التقدم بالسن

العناية بالفم والاسنان ضرورية جداً في أي مرحلة عمرية، ولكنها تصبح أكثر أهمية في الكبر؛ لأن الجهاز المناعي مع تقدم الإنسان بالعمر يضعف، ولذلك فإن تزايد البكتيريا له عواقب وخيمة عند كبار السن. 

العناية بالأسنان خلال مراحل الكبر تحمي من الأمراض، التي سبق وقمنا بذكرها، ولكن أهمية الحماية منها في هذه المراحل العمرية تكمن في واقع أن نسبة الإصابة بالأمراض تتضاعف مع التقدم بالسن. مثلاً كبار السن الذين يعانون من التهاب اللثة عرضة للإصابة بالتهاب الرئة ٢٧ مرة أكثر من الذين ما زالوا في مرحلة الشباب، كما أن نسبة إصابتهم بالعته ترتفع إلى ٦٥٪، بينما هي ٢٢٪ للفئات العمرية الشابة. 

مع التقدم بالسن، قد تنسحب اللثة وتنحسر، كما أن الأسنان بطبيعة الحال ستصبح أضعف وتصبح أكثر عرضة للتسوس والتكسر. في حال كان تم إهمالها خلال مراحل الشباب، فالشخص سيكون قد فقد أسنانه، إما بشكل جزئي أو بشكل كامل، وبات يعتمد على طقم الاسنان. هذا الواقع سيؤثر على نمط حياته كاملة.

التأثير الأول والمهم هو على النمط الغذائي: فالذين يعتمدون طقم الأسنان أو الذين خسروا بعضاً من أسنانهم أو الذين وصلوا لسنوات الكبر وأسنانهم ضيعفة، يجدون صعوبة بالغة في تناول بعض الأطعمة، وخصوصاً الخضراوات والفواكه النيئة، بالإضافة إلى أي طعام يتطلب «قوة» لمضغه. 

التأثير الثاني هو خسارة العظام: فمع خسارة الاسنان أو ضعفها، فإن العظام التي كانت تدعمها ستبدأ بالانحسار، هذا في حال كنت تعتمد على طقم الأسنان، أو خسرت بعضاً من أسنانك. ولكن في حال كنت لا تزال تملك أسنانك كاملة، ولكنك لا تغسلها كما يجب، فحينها ستلتهب اللثة، وفي هذه المرحلة العمرية تحول التهاب اللثة إلى التهاب في عظام الفك سيكون سريعاً للغاية، وحلّ طبيب الأسنان الوحيد سيكون قلع أسنانك. 

شاركها.