فتاة تحكي مأساة استغلالها جنسياً منذ طفولتها.. «اغتصبت 43 ألف مرة»

لم تكن طفولة المكسيكية كارلا جاسينتو حكاية خيالية سعيدة، ولكن في الثانية عشر من عمرها، ظنت بأنها وجدت فارس أحلامها.

كارلا: “اشترى لي الملابس الجميلة واهتم بي. قال لي إنني سأكون أميرته”.

حبيب كارلا الجديد كان أكبر منها سناً، لكنه قال لها إنه يريد إنشاء عائلة معها، وبالنسبة لطفلة تعاني من ظروف حياة صعبة، كان عرضه أشبه بمعجزة.

كارلا: “ظننت بأنني سأكون زوجته وحب حياته”.

بعد ثلاثة أشهر، تغير كل شيء، وبدأت تلاحظ احتياله.. نزع قناع فارس الأحلام وقال لها إنه قواد، وأنها ستعمل كبائعة هوى في شوارع المدينة.

كارلا: كان يلكمني، يركلني، يشد شعري، ويبصق على وجهي. في ذلك اليوم، حرقني بالمكواة أيضاً.

رافايل: كم زبونا قابلت في ذلك اليوم

كارلا: أكثر من عشرين زبوناً، بدأت بالعمل في العاشرة صباحاً وانتهيت في منتصف الليل.

سوزان كوبيدج هي سفيرة الولايات المتحدة لمحاربة التجارة الجنسية.

سوزان: “لقد حاكمنا العديد من هذه القضايا، ومعظم الرجال كانوا من ذات مدينة هذا الرجل، تينانشينغو”.

تقول سوزان إن عائلات كاملة تشارك بعملية الاحتيال في تينانشينغو.

حاولت CNN أن تتواصل مع سلطات مدينة تينانشينغو لأسابيع، حتى أننا ذهبنا إلى مكتب المحافظ لمرتين ولكنهم رفضوا تنسيق أي مقابلة.

تقول سوزان إن تهربهم من المقابلات مفهوم.

سوزان كوبيدج: “هذه هي صنعة المدينة، إنها مهنتهم. وما زالت فتيات القرى يجهلن هذه السمعة. لذلك لا يشكون بالرجال الذين يتقدمون لهن من هذه المدينة. ولكنها نفس قصة الاحتيال في كل مرة”.

كارلا تقول إنها أجبرت على بيع الهوى في كل أنحاء المكسيك لمدة أربع سنوات، ولم تكن تحصل على أي إجازات. كما قالت إن قوادها أرغمها أن تقابل ثلاثين زبوناً في اليوم الواحد، كما طلب منها تسجيلهم بدفتر حسابات.

في السادسة عشر من عمرها، كانت كارلا مُغتصبة أكثر من 43 ألفا ومائتي مرة.

كارلا: “بعضهم كان يضحك لأنني أبكي. كنت أغمض عيناي كي لا أرى ما يفعلونه بي”.

روزي – ناشطة ضد التجارة الجنسية: “تخيلوا ما يدور بمخيلة فتاة في الثانية عشر من عمرها وهي تضرب، تحرق، وتركل. تتمدد على الأرض من دون حراك، فإن بكت سيضربها أكثر، وإن لم تبك سيضربها حتى البكاء”.

روزي أوروزكو ناشطة ضد التجارة الجنسية وعضو سابق بمجلس النواب المكسيكي تقول إن السلطات هي التي تسمح باستمرار التجارة.

روزي: “من بين زبائنها قضاة، كهنة، قسيسون، رجال شرطة، أنواع مختلفة من البشر كانوا من بين آلاف الوحوش الذين أقدموا على اغتصابها. كانت تعرف أنها لن تستطيع اللجوء إلى السلطات لطلب المساعدة”.

تقول كارلا إن ثلاثين شرطياً دخلوا إلى بيت الدعارة مرتدين زيهم الرسمي. ولكنهم عقدوا صفقة مع مالك بيت الدعارة عوضاً عن اعتقاله.

كارلا: “دخل الضباط إلى غرفنا، فعلنا كل ما طلبوه منا لمدة أربع ساعات”.

رافايل: كيف شعرت حيال إساءتهم إليك عوضاً عن حمايتك؟

كارلا: “شعرت بالاشمئزاز. كانوا يعرفون أننا أطفال، لم تكن أجسامنا مكتملةً بعد، ورأوا الحزن على وجوهنا”.

بعد أربع سنوات، استطاعت كارلا الهرب أخيراً. وقالت إن رجلاً واحداً فقط عاملها كإنسانة وأعطاها القوة لتستطيع الهرب.

كارلا: “دفع أجرتي وقال إنه يريد التحدث معي. سخرت منه وقلت له إن هذا المكان ليس للتحدث”.

روزي: “كان هناك رجل واحد فقط من أصل أكثر من 43 ألف وحش . وحده هو الذي رآها كفتاة صغيرة. هناك ما يقرب من مليوني طفل يستغلون جنسياً كل عام. العنف، الفساد وخليط من الخوف والعار هي العوامل التي توقف الأطفال من محاولة الهرب”.

رافايل: كان الأمر أشبه بالعيش في الجحيم.

كارلا: “تراني أبتسم الآن ولكنني أتألم من الداخل في كل مرة أتذكر هذه الفترة فيها. سأحارب هذه الظاهرة حتى النهاية. أستيقظ كل يوم وأقنع نفسي أنني أستطيع عيش هذا اليوم……”.

عندما تنظر إلى وجه كارلا، تستطيع أن ترى الألم. ولكن الألم الأكبر هو أن قصتها هي قصة الكثير من الأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى