فشل حملة مكافحة إدمان الكحول في بريطانيا

تصدر بريطانيا 32% من إنتاجها للكحول إلى الخارج، بينما يستهلك السكان 68% من المنتج المحلي، وهو ما يشكل ثلث أرباح منتجي هذه المشروبات.

وتوصل الأطباء إلى هذا الاستنتاج من خلال دراسة نشرت نتائجها في مجلة Addiction (الإدمان).

ويقول كولين أنغيوس من جامعة شيفيلد البريطانية: “لو التزم البريطانيون بالمعايير المعتدلة لاستهلاك المشروبات الكحولية التي وضعتها الجهات الصحية، ولا تؤثر على الصحة العامة، فلا بد وأن يرتفع سعر الجعة في الحانات، وكذلك النبيذ في المتاجر، بمقدار 3-5 أضعاف، لضمان حجم أرباح المنتجين، وهو ما يشير إلى أن منتجي الكحول لا يهتمون بالمعايير المعتدلة لاستهلاك المشروبات الكحولية”.

وأضاف أنغيوس أن جميع منتجي الجعة والمشروبات الكحولية يقرّون علنا بأنهم مع “التناول المعتدل” للمشروبات الكحولية، وأنهم “قطعا ضد الإدمان وتجاوز المعايير”، لكن الدلائل التي حصل عليها العلماء البريطانيون من خلال تحليل كمية مشتريات الأشخاص العاديين وأيضا الذين يعاقرون الخمر بانتظام، أشارت إلى غير ذلك.

لقد جمع الباحثون إحصائيات حول كمية المشروبات التي تباع في المتاجر والحانات، ثم نظموا استبيانا شمل عدة آلاف من متناولي الكحول في بريطانيا، ولم يقتصر استقصاء الباحثين على نوعية المشروبات والكمية التي يتناولها الشخص فحسب، بل وعلى المكان الذي يشتري منه الكحول وقيمته.

وبعد مقارنة هذه المعلومات مع حجم المبيعات، تمكن الباحثون من احتساب كمية الكحول التي تتناولها مجموعتان من المواظبين على تناول المشروبات الكحولية، حيث تبين أن للمدمنين حصة الأسد في هذه الكمية، فبلغت مشترياتهم 68% من كميتها المباعة، ويفضلون شراء المشروبات في المتاجر وليس في الحانات. كذلك اتضح أن 4% من سكان بريطانيا هم من المدمنين على الكحول، ويستهلكون 25% من الكحول المنتجة محليا، فإذا تخلى هؤلاء عن عادتهم، فإن أرباح المنتجين ستنخفض بنسبة 40%، وهم يتناولون المشروبات الكحولية الرخيصة.

وبحسب أنغيوس وفريقه العلمي، فإن هذا كله يشير إلى أن منتجي المشروبات الكحولية لا يعتنون بصحة المواطنين قدر اعتنائهم بأرباحهم، وأن حملة مكافحة الإدمان لا تؤدي وظيفتها في المجتمع، ويتعين اتخاذ تدابير جديدة لتقليل ضرر الكحول في المجتمع البريطاني.

وقد اكتشف العلماء خلال السنوات الأخيرة أدلة عديدة تشير إلى أن الكحول سبب في تطور أمراض السرطان والسكري وغيرها من الأمراض المستعصية، إضافة إلى تدميره كبد الإنسان، حيث يقضي الإدمان على الكحول، وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، على حياة 3.5-5 ملايين شخص سنويا، وهو ما يعادل عدد ضحايا حوادث المرور وبعض أنواع مرض السرطان. لذلك يدعو خبراء مكافحة المخدرات حكومات البلدان إلى مساواة الإدمان على الكحول والتدخين بالمخدرات، وحظرها ومنع المتاجرة بها، لأن عدد ضحاياها لا يقل عددهم بأي حال عن ضحايا الهيرويين والمخدرات الأخرى.

المصدر: نوفوستي

زر الذهاب إلى الأعلى