فضل صيام عشر ذي الحجة

تأتي أيام على الدنيا، تزيد فيها النفحات الروحانية، ومن أمثلة هذه الأيام هي العشرة من ذي الحجة، شهر ذي الحجة، هو شهر الحج،  لهذا وفي هذه الأيام المباركة تتضاعف الحسنات، ويعتق الله  (تبارك وتعالى) الرقاب من النار، وكل هذه النفحات الطيبة تشجعنا على القيام بالمزيد من الأعمال الصالحة التي تقربنا من الله (عز وجل)، وأفضل هذه العبادات هو الصوم.

فضل صيام عشر ذي الحجة

الصوم في العشرة من ذي الحجة

في هذه الأيام المباركة يستحب الصوم، ويقسم الله (سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز في سورة الفجر (وَالْفَجْرِ (1); وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2);  وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3); 4 وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4))، وحسب أقول بعض المفسرين أن الليال العشر أشارة للعشرة الأوائل من ذي الحجة ،شجع النبي صلى الله عليه وسلم الناس على القيام بالأعمال الصالحة بسبب فضل  هذه الأيام للناس في جميع أنحاء العالم.

لقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم  بذكر الله، مثل التسبيح (سبحان الله) وتحميد (“الحمد لله”) وتكبير (“الله أكبر”) خلال هذه الأيام المباركة، وقال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) (أن أفضلُ أيامِ الدنيا أيامَ العشرِ يعني عشرَ ذِي الحجةِ قيلَ ولَا مِثْلِهِنَّ فِي سبيلِ اللهِ قال ولَا مِثْلِهِنَّ في سبيلِ اللهِ إلَّا مَنْ عَفَّرَ وجهَه في الترابِ وذِكْرِ يومِ عرفَةَ فقال يومُ مُبَاهَاةٍ) رواه جابر بن عبد الله.

أفضل الأعمال في هذه الأيام المباركة هو الصوم، قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) عُمرةٌ في العَشرِ الأُوَلِ مِن ذي الحجَّةِ أحبُّ إليَّ مِن أن أعتمرَ في العَشرِ البواقي فَحدَّثتُ بِهِ نافعًا فقالَ: نعَم، عُمرةٌ فيها هَديٌ أو صيامٌ أحبُّ إليهِ مِن عمرةٍ، ليسَ فيها هديٌ ولا صيامٌ.

وفي هذه الأيام المباركة يأتي يوم عرفة، لغير الحجاج يكون صيامه كصوم الدهر كله، والدليل على ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، رَجُلٌ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: كيفَ تَصُومُ؟ فَغَضِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، غَضَبَهُ، قالَ: رَضِينَا باللَّهِ رَبًّا، وَبالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نَعُوذُ باللَّهِ مِن غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسولِهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يُرَدِّدُ هذا الكَلَامَ حتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ، فَقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ بمَن يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قالَ: لا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ، أَوْ قالَ، لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ قالَ: كيفَ مَن يَصُومُ يَومَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قالَ: وَيُطِيقُ ذلكَ أَحَدٌ؟ قالَ: كيفَ مَن يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قالَ: ذَاكَ صَوْمُ دَاوُدَ عليه السَّلَام قالَ: كيفَ مَن يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَومَيْنِ؟ قالَ: وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذلكَ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ثَلَاثٌ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، فَهذا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ.

فضل صيام عشر ذي الحجة

فضائل العشر من ذي الحجة

  • عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضلُ أيامِ الدنيا أيامَ العشرِ يعني عشرَ ذِي الحجةِ قيلَ ولَا مِثْلِهِنَّ فِي سبيلِ اللهِ قال ولَا مِثْلِهِنَّ في سبيلِ اللهِ إلَّا مَنْ عَفَّرَ وجهَه في الترابِ وذِكْرِ يومِ عرفَةَ فقال يومُ مُبَاهَاةٍ. (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا دليل على فضل هذه الأيام، وضرورة تكثيف العبادات والطاعات فيها.
  • تتميز هذه الأيام بتعدد أشكال التقرب من الله أما عن طريق الصيام أو الحج لمن أستطاع أليه سبيلا، يعتبر يوم عرفة، هو أحب الأيام على العباد، ففيه يوعد الله (عز وجل) بالتكفير عن سيئات الحجاج الذين أتوا إلي الله بقلب سليم، وبالنسبة لمن لا يستطيع الحج، فالله (عز وجل) جعل صيام هذا اليوم يكفر عن السيئات وكأن الإنسان صام الدهر كله،

    فضل صيام عشر ذي الحجة

حال السلف الصالح في العشرة من ذي الحجة

  • أن لنا في الرسول الكريم أسوة حسنة، وبعده يأتي الصحابة والتابعين، والسلف الصالح، لهذا يجب أن نعرف كيف كان السلف الصالح يغتنم وجود العشرة من ذي الحجة.
  • أولاً: الاستعداد لهذه الأيام بالشكل المناسب، عن طريق وجود نية للصيام والتوبة عن المعاصي والذنوب، والاجتهاد في الذكر وتلاوة القران الكريم.
  • ثانياً: الإيمان التام واليقين من الثواب من الله (عز وجل) في الدنيا والأخرة.
  • ثالثاً: التقرب إلي الله بأحب الأعمال إليه، مثل صلة الرحم، الصوم، الزكاة والصدقات، زيارة الأقارب، والتسبيح والتكبير والدعاء وذلك تطبيق لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ»

    فضل صيام عشر ذي الحجة

أحاديث عن العشرة من ذي الحجة

هناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تتناول فضل العشرة الأوائل من ذي الحجة، مثل:

  • عن عبد الله بن عمر قال: رَأَيْتُ علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَأنَّ بيَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّي لا أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الجَنَّةِ إلَّا طَارَتْ إلَيْهِ، ورَأَيْتُ كَأنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بي إلى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُما مَلَكٌ، فَقالَ: لَمْ تُرَعْ خَلِّيَا عنْه، فَقَصَّتْ حَفْصَةُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحْدَى رُؤْيَايَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَكانَ عبدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، وكَانُوا لا يَزَالُونَ يَقُصُّونَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا أنَّهَا في اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ.
  • عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضلُ أيامِ الدنيا أيامَ العشرِ يعني عشرَ ذِي الحجةِ قيلَ ولَا مِثْلِهِنَّ فِي سبيلِ اللهِ قال ولَا مِثْلِهِنَّ في سبيلِ اللهِ إلَّا مَنْ عَفَّرَ وجهَه في الترابِ وذِكْرِ يومِ عرفَةَ فقال يومُ مُبَاهَاةٍ. (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا دليل على فضل هذه الأيام، وضرورة تكثيف العبادات والطاعات فيها.
  •  قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) عُمرةٌ في العَشرِ الأُوَلِ مِن ذي الحجَّةِ أحبُّ إليَّ مِن أن أعتمرَ في العَشرِ البواقي فَحدَّثتُ بِهِ نافعًا فقالَ: نعَم، عُمرةٌ فيها هَديٌ أو صيامٌ أحبُّ إليهِ مِن عمرةٍ، ليسَ فيها هديٌ ولا صيامٌ.

هل يجب صيام العشرة من ذي الحجة كاملة

تختلف الآراء حول صيام العشرة الأواخر كاملة أم صيامها متقطعة، وهناك بعض العلماء والشيوخ تؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشرة الأولى من ذي الحجة كاملة، ولكن قد رؤى أيضاً عن السيدة عائشة أم المؤمنين، أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم العشرة من ذي الحجة كاملة بل متقطعة للظروف المرضية أو السفر، والاختلاف رحمة في جميع الأحوال، ومنه نستنتج أن صيام هذه الأيام المباركة هو صيام تطوع مستحب، وبما أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يصوم بشكل متقطع في العشرة من ذي الحجة بسبب ظروف المرض أو السفر، يعني أن من استطاع أن يصوم هذه الأيام كاملة فهو أمر مستحب.

زر الذهاب إلى الأعلى