فى عمر الأربعين خسرت 60 كيلو جرام فى أقل من سنة

رجيم سريع قصة نجاح
عانيت من وزنى طوال حياتى , منذ طفولتى وقعت فى عشق الحلوى , الشوكليت , الكعك المحلى , و كل ما يحتوى على نسبة عالية من السكر أو الدهون , كانت أكلاتى المفضلة كلها خارج البيت , كنت أحفظ أركان كل مطعم أكلات سريعة فى الحى الذى أسكن فيه , حتى بعد زواجى و إنجابى لطفلين لم أستطع التوقف , فبعد ولادة طفلى الثانى وصل وزنى 120 كيلو جرام , و لكن موقف صغير حدث فى جنازة جدى كان السبب فى تغيير حياتى كلها .
خبر موت جدى نزل على كالصاعقة , كنت أعشقة و أعتبرة مثلى الأعلى فى الحياة حيث قضيت طفولتى معه و تعلمت منة الكثير , و كان هو نعم السند و العون لى , كان يشجعنى و يرفع من روحى المعنوية التى كانت فى الحضيض من إستهزاء زملائى فى المدرسة بوزنى , و لكنه كان الوحيد الذى يدعمنى و يحبنى على كل أحوالى , لذا حزنت كثيراً لفراقه , و لكن على قدر عشقى له ترددت كثيراً قبل أن أذهب إلى الجنازة , معظم الناس الذين سيحضرون لم أرى أى منهم منذ سنوات طويلة , و بالطبع لم أرغب أن يرانى أقاربى على الحال التى وصلت إليها .
فى النهاية تشجعت و ذهبت للجنازة , كنت محرجة و لكن كان لابد على أن أودع جدى و ألقى عليه نظرة أخيرة , لاحظت نظرات الناس الغريبة لى و لكننى تجاهلتها , حتى جدتى التى قضيت معها معظم طفولتى و كنا نحب بعضنا جداً  تجنبت التحدث لى طوال الجنازة و لما قررت أخيراً أن تخاطبنى كان الشئ الوحيد الذى قالته ” لقد أصبحتى بدينة حقاً ” , لكم أن تتخيلون شعورى فى تلك اللحظة مزيج من الحزن و الخزى و العار و الغضب أجتاحنى , بكيت طوال الطريق و أنا عائدة , و بعد قليل من الوقت بقى فقط الشعور بالغضب و لكن ليس من جدتى , لقد شعرت بالغضب من نفسى , كيف سمحت لنفسى أن أصل إلى هذه الحالة , و حينها علمت أننى لابد لى أن أتغير .
أبلغ الأن من العمر أربعون عاماً و أزن 120 كيلو جرام أو أكثر قليلاً , لم أدر إين أبدء أو كيف و لكننى علمت أننى لابد أن أفعل شئ ما , لم أكن من النوع الذى يشترى الشوفان أو الحبوب الكاملة و البذور من السوبر ماركت , كنت أميل أكثر إلى تناول البيتزا و البرجر و الحلوى و الأيس كريم , و لكننى على الأقل أستطيع إضافة الخضروات و الفاكهة إلى نظامى الغذائى و هذا هو ما فعلت فى بادئ الأمر , و بعد ذلك أصحبت أختار السناكس بين الوجبات بحرص , بدلاً من إختيار كيس من البطاطس , كنت أختار التفاح , البيض المسلوق , الجزر , الجبنة قليلة الدسم , بدأت فى إدخال الفايبر و البروتين على كل وجباتى بما فيها السناكس مما ساعدنى كثيراً على التحكم فى الجوع و جعلنى أشعر بالشبع لفترة أطول .
بعد مرور ثلاثه أشهر كنت قد فقدت 10 كيلو جرامات فقط نتيجة تعديلات فى نظامى الغذائى لم أكن أمارس أى نوع من الرياضة و لكننى فى أحدى الليالى و أنا عائدة من عملى وجدت منشور دعائى لإحدى الصالات الرياضية , جذبتنى صورة المرأة التى على المنشور و عرفت فى الحال أننى أريد أن أكون مثلها , لذا ذهبت إلى تلك الصالة و بدأت فى أخذ دروس فى الملاكمة , أدركت حينها كم تنقصنى اللياقة و الرشاقة اللازمة حتى أننى أصابنى الغثيان فى منتصف الدرس الأول و الذى كان عن بدائيات الملاكمة , كنت أستطيع أن أسمع زملائى فى الدرس يسخرون منى , كنت أستطيع أن أرى ضحكاتهم و إن أخفوها , كنت أعلم ما يقولون عنى , ماذا تفعل هذة البدينة هنا , و لكننى لم أستسلم لكلامهم و مضيت فى طريقى .
بعد أشهر قليلة و بلمح البصر أصبحت أجارى معظم زملائى , أمارس نفس التمرينات و أتفوق على الكثيرين , كنت أستطيع أن أجرى , أمارس نط الحبل , أتدرب لساعات دون تعب , أمارس تمرينات ثقيله لم أكن أحلم حتى بممارستها قبل ذلك , و كانت هديتى فوق كل ذلك إننى فقدت 50 كيلو جراماً فى 8 شهور , و لم تكن الفائدة الجسدية هى الوحيدة التى حصلت عليها , لسنوات كنت أفتقد لثقتى بنفسى و أشعر أننى لا أستحق السعادة , كنت حزينة طوال الوقت و كنت أحاول أن أواجة الحزن بالطعام , لكننى الأن فخورة بنفسى و بما حققتة و أستخدم الطعام فقط كوقود لتمريناتى .

أقدم لكم أكثر ثلاثة نصائح أفادتنى فى رحلتى الرائعة 

– أبحثى عن دافع قوى : بالنسبة لى دافعى كان أولادى كنت أحضرهم معى إلى تمرين الملاكمة و كانت نظرتهم لى هى دافعى على الإستمرار و مقاومة الإستسلام , كل مرة يصفقون فيها لى أو أرى نظرة أعجاب أو تقدير فى أعينهم كانت كافية تماماً لإعطائى دافع يكفينى شهوراً دون أن أتوقف لحظة واحدة , لقد أردت أن أكون مثالاً جيداً لهم يستطيعون الأحتذاء به .
– سناك صحى معك دائماً : أن لم أملئ حقيبتى و بيتى و حتى مكان عملى بالأطعمه الصحية لربما سقطت كثيراً فى فخ تناول الأطعمة السريعة و لكننى أنصح الجميع أن يبقى معه دائماً أكلات صحية حتى ما إذا أصابه الجوع وجد شيئاً جيداً ليأكلة و لايضطر أن يتناول الطعام فى مطعم ماً أو يشترى قطعه حلوى أو شيكولاتة .
– إبحثى عن التشجيع : كنت أدخل على صفحات الأنترنت أبحث عن أشخاص يمرون بنفس ما أمر به , إستمع إلى قصصهم و شكواهم و أتعلم منهم و أستمد منهم العون و القوة , التشجيع أمر أساسى لتغذية الإرادة , و معرفة أن هنالك أناس يمرون بمثل ما تمرين به يعطيكى إحساس بالإمان و القدرة على تحقيق ما كنت تعتقدين أنه مستحيل .

الخلاصة : مثال لأمرأة تتمتع بإرادة حديدية و رغبة فى الحياة , لم تستسلم للظروف و لم تقل لقد بلغت الأربعين و قد فات الأوان , لا بل حاربت لتحقيق ما تتمناة و حققتة بالفعل , لم تبحث عن الحلول السريعة أو العمليات الجراحية و لكنها علمت أن الطريق السليم هو طريق الرياضة و الأكل الصحى و لذلك حققت ما حلمت به .

Related Post

    زر الذهاب إلى الأعلى