فيتامين D بين الحقيقة والخيال

اصبح فيتامين D في الاعوام العشرة الماضية احد اكثر الفيتامينات شهرة والاكثر مبيعا في الصيدليات، فعادة ما يسال المرضى اطباءهم: هل طلبت لي تحليل فيتامين D؟

فهل فحص مستويات فيتامين D هو فعلا بهذه الاهمية؟

ادعاءات حول فيتامين D

في الواقع  ان معظم ما عرف عند العامة وعند بعض الاطباء من فوائد هذا الفيتامين لا يستند الى اية حقائق اكيدة او دراسات معتمدة وموثوقة. وهنا سنوضح لكم بعض مما انتشر عنه:

ما هي حقيقة فوائد فيتامين D؟

تداولت بعض المراجع العلمية و معظم وسائل الاعلام ان فيتامين D قد يحمي من معظم انواع السرطان، وانه قد يحمي من امراض القلب والجلطة، والاكتئاب. بالاضافة الى ادعاءات اخرى تدور حول مكافحة الشلل الرعاش والزهايمر، وحول علاقته بتقوية المناعة.

وامام كل هذه الادعاءات ضاعت الفائدة المعروفة والاكيدة لهذا الفيتامين وهي تاثيره المباشر على صحة عظامنا من الطفولة وحتى الشيخوخة. واهميته خاصة للسيدات في سن الامان.

نشرت مجلة الجمعية الطبية البريطانية BMJ في احد تقاريرها الاخيرة ان الدكتور ثيودور Theodor

من جامعة ادنبره قام بمراجعة 268 دراسة عن فيتامين D . وتوصل الى انه لا يوجد دليل مؤكد او مقنع حتى الان حول كون تناول فيتامين D قد  يعطي هذه الفوائد العديدة.

وفي دراسة ثانية جاءت من جامعة كامبريدج باشراف البروفسور راجيف شودهاري (Rajiv Rai Choudhary)، وجد ان نقص فيتامين D هو عامل خطورة لامراض القلب والسرطان، ولكن لم يثبت الى الان ان تناول اقراص هذا الفيتامين يمكن ان يساعد الناس في ان يعيشوا اطول او حياة افضل.

كما انه من غير الاكيد كون ان نقص فيتامين D يسبب امراضا مزمنة، ام ان الامراض المزمنة هي سبب نقص هذا الفيتامين.

صورة لمصادر فيتامين D

فيتامين ام هرمون!

حتى تسمية فيتامين D بالفيتامين تقابل بالتحدي، اذ ان هناك علماء يقولون ان فيتامين D، هو علميا هرمون وليس فيتامين.

يعرف الفيتامين ببساطة على انه مادة او مركب مهم للنمو والصحة ولا يتم صنعه في الجسم بل يتم الحصول عليه من خلال الطعام والتغذية السليمة. تماما كما هو حال فيتامين C الذي ناخذه من الفواكه وخاصة الحمضيات، وفيتامين A الذي ناخذه من الجزر وغيره من الاطعمة، الا ان هذه القاعدة للاسف لا تنطبق على فيتامين D كما سنوضح فيما بعد.

اما تعريف الهرمون ببساطة فهو مادة او مركب مهم جدا للنمو والصحة ولكن يصنعه الجسم. اي انه يوجد في الجسم اعضاء وغدد مسؤولة عن تصنيع الهرمونات. ومن ميزاتها ان هذه الغدد تطلق الهرمونات مباشرة الى الدم لكي يقوم بوظائف محددة. مثل هرمون الذكورة المعروف باسم التستوستيرون و الذي يعطي للجسم صفات الرجولة، وهرمون الانوثة الاستروجين، و هرمون الانسولين الذي تصنعه وتفرزه خلايا بيتا في البنكرياس، وغيرها الكثير.

ولان فيتامين D يصنعه الجسم في الجلد. وغالبا لا يعتمد الجسم على تناوله من الطعام، فهو بذلك اقرب الى عائلة الهرمونات.

ما هي النسبة الطبيعية لفيتامين D في الجسم؟

احد اكثر التساؤلات شيوعا هو عن النسبة الطبيعية لفيتامين D في الجسم.  تقول معظم المراجع ان نسبته يجب ان تكون اكثر من 30  نانو جرام/ملغم، ولكن لم يثبت حتى الان ان ما هو اقل من ذلك يسبب اي اذى للصحة. ولذلك فان كثير من المراجع تفضل ان لا تقل نسبته عن 20 نانو جرام/ ملغم، ويوجد اجماع على انه في حالات خاصة يجب ان نعطي المريض هذا الفيتامين للمحافظة على نسبته اعلى من 30 نانو جرام/ ملغم، وتشمل هذه الحالات:

  • هشاشة العظام
  • الاصابة بالكسور العظمية
  • السيدات بعد سن الياس.

زر الذهاب إلى الأعلى