حمّلت أسرة الطالب “ناصر اللقماني” (9 سنوات)، والذي وافته المنية خلال رحلة ترفيهية نظمتها مدرسته بمكة المكرمة، في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، وزارة التعليم مسؤولية وفاته، مطالبة بمحاسبة المتسببين، متسائلين عن مصير نتائج التحقيق التي شرعت الإدارة التعليمية بها قبل عشرين يوماً مع المتهمين بالإهمال والمتسببين في وفاته أثناء الرحلة المدرسية، والتي لم ترَ النور بعد.

وكشفت أسرته أنهم اطلعوا على فيديوهات من داخل مدينة الألعاب توضح الإهمال وعدم الاهتمام من قِبل عدد من المعلمين الذين كانوا موجودين خلال رحلة الموت، فضلاً عن نوعية اللعبة التي كان يلعبها “ناصر” مع أقرانه والتي لم تكن تناسب عمره.
وفي التفاصيل، روى خال الطالب “ناصر اللقماني” ويدعى “يوسف”، قائلاً: “تلقينا خبر وفاة ابننا ناصر البالغ من العمر تسع سنوات كالصاعقة، ولم نتوقع يوماً أن تكون نهاية حياته كهذه نتيجة إهمال المدرسة، إذ لا تزال والدته تعيش الصدمة؛ لكونه طفلها الوحيد، والذي عاش يتيماً بعد فقده أبيه منذ سنوات”.
وأضاف: “خضع ناصر لعمليتي قلب كان آخرها قبل عدة أشهر، وتعلم المدرسة ومنسوبيها يقيناً بحالته الصحية، وموافقتنا على ذهابه في الرحلة الترفيهية لا يعني أننا موافقون على الزج بها في ألعاب خطيرة على مرضى القلب، فضلاً عن أنها لا تناسب عمر ناصر وأقرانه”.
وأشار خال الطالب إلى أنهم اطلعوا على فيديوهات من داخل مدينة الألعاب، والتي تتخذ من حي الزاهر مقراً لها تشرح كيف توفي ابنهم ناصر، وتدحض ما ذكرته الإدارة التعليمية أنه أثناء الرحلة شعر بالإرهاق ومن ثم نقله إلى المستشفى، فيما أظهرت الفيديوهات غير ذلك، حيث قام أحد أقرانه بدفعه من أعلى لعبة مرتفعة، ليقع على الأرض وهو يصارع الموت، دون أن ينتبه له المعلمون الموجودون في الرحلة، مؤكداً أنه توفي داخل مدينة الألعاب وليس أثناء العودة كما أشيع، ومن أعلى إحدى الألعاب غير المناسبة لعمره.
ولفت إلى أنهم تنازلوا عن مطالبة الطالب وأسرته الذي قام بدفعه؛ لكونه لا يدرك خطورة ذلك، محملين المدرسة والمعلمين أسباب الوفاة، خاصةً أن المدرسة ورائد الفصل لديهم دراية كافية بمرض الطفل، وكان الأحرى بهم منع الطفل من ممارسة بعض الألعاب الخطيرة.
وعن نتائج تحقيقات التعليم التي أجرتها الإدارة التعليمية بمكة منذ عشرين يوماً، قال “اللقماني”: “للأسف لم نطلع على النتائج إطلاقاً، ولم يتواصل معنا أحد من التعليم بخصوص هذا الملف، فالمدرسة لا تزال تسير بشكل طبيعي دون أن يتم محاسبتها وكذلك محاسبة المتسببين من الكادر التعليمي”، مطالباً مسؤولي وزارة التعليم بلجنة محايدة للتحقيق في الواقعة ومحاسبة المقصرين على وجه السرعة؛ ليكونوا عبرة لغيرهم حتى لا يتم تكرار الخطأ.

شاركها.