في طائرة العودة البابا فرنسيس: أذهلتني الإمارات بما رأيت فيها

في نهاية زيارته إلى أبوظبي، تحدث بابا الفاتيكان البابا فرنسيس في الطائرة إلى أقلته إلى روما، عن الزيارة وانطباعاته، وأفكاره الجديدة بعد زيارة الإمارات وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية. وفي لقاء بموفد صحيفة لوسيرفاتوري رومانو، صحيفة الفاتيكان اليومية، على متن الطائرة، قال البابا كما أوردت الصحيفة اليوم الخميس “كانت زيارة خاطفة، ولكنها كانت تجربة مُثيرة، وأعتقد أن كل زيارة تاريخية، وأن كل يوم نعيشه، هو يوم نكتب فيه تاريخاً جديداً”.

وسأل موفد الصحيفة البابا عن الزيارة وعما خلفته فيه شخصياً من أثر، فقال :” رأيت بلداً عصرياً، أبهرتني المدينة، ونظافة المدينة، وتساءلت سراً في نفسي: كيف ينجحون في زراعة الزهور في هذه الصحراء، إنه بلد حديث جداً، ويستقبل عدداً من الأشخاص من مختلف الأفاق، بلد ينظر إلى المستقبل، في كل المجالات، أذهلني ما يخططون له فعلاً، ففي التربية والتعليم مثلاً، تعمل برامج التعليم عندهم وفق مقاربة مستقبلية، من جهة أخرى فوجئت أيضاً بمعالجتهم لقضية الماء، وندرة هذه المادة الثمينة، ولكنهم هناك أيضاً يعملون على حل المشكلة وفق مقاربة مستقبلية، يعملون على استخراج الماء من الضباب، من الندى، من البحر، يبحثون باستمرار عن كل جديد لاعتمادهم لحل مشاكلهم اليومية.

سمعت منهم أيضاً مذهلاً آخر، عن استعدادهم لنضوب النفط، يستعدون بجدية تامة لما بعد النفط، إنها مؤشرات على بلد منفتح غير منغلق، بما في ذلك في المجال الديني، يُمارسون إسلاماً منفتحاً قابلاً للحوار، إسلام أخوة، إسلام سلام.

وأضاف البابا قائلاً:”لمست هناك أيضاً الإصرار على التمسك بخيار السلام رغم كل المشاكل والأزمات التي تعصف بالمنطقة، وتأثرت شخصياً كثيراً بعد لقائي بحكماء مسلمين في الإمارات، لقاء عميق الأبعاد والمعاني، كانوا من أماكن ومن مواطن مختلفة، وثقافات متباينة، وفي ذلك مؤشر إضافي على انفتاح الإمارات واحتضانها نوعاً من الحوار في المنطقة تحول إلى حوارٍ عالمي، كوني وديني”.

وأضاف البابا “تأثرت كثيراً أيضاً بالمؤتمر حول بين الأديان، كان علامةً ثقافية فارقة، وهو ما شددت عليه في كلمتي، في اللقاء الذي ساهمت فيه إلى جانب قيادات دينية وروحية أخرى من حول العالم. 
وفي حواره المنشور اليوم تعرض البابا إلى لقاءات بالقيادات الإسلامية الكثيرة التي حضرت في أبوظبي مؤتمر الحوار بين الأديان، بدءاً بشيخ الأزهر وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وموقفه من قضايا الساعة من اليمن، إلى فنزويلا، ومن الشرق الأوسط إلى آسيا.
وأصر البابا أيضاً على الحديث عن الفتاة التي اقتحمت ملعب زايد، بمدينة زايد الرياضية، لتحصل على بركته وتسلمه رسالةً شخصية، وقال البابا فرنسيس عن الحادثة الطريفة :”إنها طفلة شجاعة، أعجبتني جرأتها، وحماستها، لم أقرأ الرسالة بعد ولكني سأفعل حتماً” وأضاف البابا فرنسيس” سيكون لطفلة أبوظبي الشجاعة مستقبل عظيم، لا أشك في ذلك، مضيفاً مبتسماً كان الله في عون من سيتزوجها”.

زر الذهاب إلى الأعلى