قصة اشهر صورة للكعبة

ولا تزال الكتب التوثيقيه والصور النادره تحفظ لنا ذكرى ما حدث بالحرم المكى عام 1941 حين اجتاحت السيول مكه المكرمه وغطت المياه الحرم المكى واصبح الطواف بالسباحه.

وما نقدمه لكم اليوم هو صوره نادره من هذه الذكرى بطلها هو الحاج على العوضى الذى لا يزال حتى وقتنا هذا وبالرغم من بلوغع الثمانينات من عمره الا ان ذاكتره تحتفظ بتفاصيل هذه الصوره وهذه الحادثه وكأنها كانت بالامس ، فكلما نظر الى الصوره نزلت دموعه لترسم خط اخر وسط خطوط التجاعيد التى رسمت وجهه ولكنها لم تؤثر على ذاكرته فلنسمع الى ما يرزيه الحج على العوضى عن الصوره التى اعتبرت الاشهر فى تاريخ الحرم المكى . يقول العوضى «كان عمري وقتها 12 عاماً، وكان والدي أرسلني أنا وأخي إلى مكة للدراسة في المرحلة الثانوية، وكان الجو في أحد الأيام عاصفاً، والأمطار الغزيرة لا تتوقف، واستمرت لأسبوع متواصل، والكل تحدث عن سيول جارفة» ويتابع طبقا لما ذكرته صحيفة الحياة «خرجنا أنا والمرحوم أخي محمد جنيف، وبعض الزملاء إلى الحرم المكي بعد أن سمعنا بأن المياه تغطيه، وذهلنا حين وصلنا ووجدنا المياه تغطي الحجر الأسود، وكان مشهداً مهيباً لا نكاد نرى الأرض من كمية المياه، والرغوة تمنعني من الوقوف وهذا ما اضطرني للسباحة، إلى أن وصلت إلى الكعبة المشرفة» فلم يكن العوضى وحده بطلا فى هذه الصوره فلو دققنا النظر لوجنا شخصين متكئين على الكعبه ورجلهما فى الماء ، يقول العوضى «هذان الشخصان هما أخي محمد جنيف، وصديقه إسماعيل ثابت، وهذا دليل على صدق ما أقول لأن هناك مشككين بروايتي، وحين أسرد عليهم التفاصيل الدقيقة، يبدأ الشك يتبدد من أذهانهم ويبدأ سيل الأسئلة».

لم يكن الحاج على العوضى فى ذلك الوقت يتوقع انه وجد كاميرا تصور وسوف تخلد له هذه الذكرى الجميله ، بل ولم يعلم بوجود هذه الصوره الامنذ 23 عام فقط حيث وصلت الصوره الى يده بتدبير الهى رائع وذلك عندما قرر ابنه عبد المجيد وزوجته الذهاب للحج . يقول العوضى «كنت أتحدث مع عائلتي وأصدقائي عن معاناتنا في ذلك الوقت، وكانوا يشكون من كمية المياه التي وصفتها لهم، وأنها تراوح بين خمسة و ستة أقدام، حتى وقعت عينا ولدي على هذه الصورة ولم يكن يعلم أن الطفل الذي يسبح فيها هو أنا، وأن أحد الشخصين الجالسين على باب الكعبة هو عمه».ويوضح «أحضر ولدي معه نسخة من تلك الصورة ليؤكد ما قد حدّثتهم عنه من سيول، ووجد فيها جميع التفاصيل التي سردتها له من قبل، وعثر عليها داخل كتاب توثيقي عن مكة المكرمة، فشك أن الطفل الذي يسبح هو أنا وأراد أن يتأكد».

بكى الحاج العوضي عندما وقعت عينه على هذه الصوره التى اعادت به الزمن عشرات السنين وقبل الصوره ، ويقول «في البداية ذهلت وبكيت بعد أن أكرمني الله بهذه الذكرى الرائعة»، وعن ملتقط الصورة يقول «لم أعرفه وأصلاً لم أكن أدري بأن هناك كاميرا كانت تصور هذه الأحداث، وفي تلك اللحظة كنت أنظر إلى الشرطي الذي كان يحاول منعي من السباحة، حتى إنني قلت له إن الشخصين الجالسين على باب الكعبة لا يجيدان السباحة ويحتاجان للمساعدة» قالها ضاحكاً . كان الشرطي يحمل بندقية لا تحوي طلقات نارية، وعلى رغم أن الحاج العوضي يعلم مسبقاً بذلك، إلا أن الخوف تسلل إلى قلبه في تلك اللحظة، ويؤكد «على رغم سعادتي الغامرة بإتمامي الطواف سباحة، إلا إنني لا أنسى أدق تفاصيل ذلك اليوم التاريخي، ومن حسن حظنا أننا نحن في البحرين نعد سباحين ماهرين وهذا ما ساعدنا على الطواف بهذه الطريقة، لكن أحد المرافقين لنا وهو أستاذنا عبدالرؤوف من تونس لا يجيد السباحة». نزل الجميع في المياه، وفوجؤوا برجل أمن يمنعهم من الاستمرار ويطلب منا الخروج حالاً، وحاول الجميع ثنيه عن قرار منعهم، وحجته في ذلك أنه خائف من أن يتعرض جزء من الحجر الأسود للسرقة بعد أن غمرته المياه ، «لكنني أتممت الطواف سباحة وهذا إنجاز لا يمكن وصفه» بحسب الحاج العوضي. ويعتبر الحاج على العوضى هذه الصوره التى عثر عليها ابنه ارث علمى وثقافى بالنسبه له فهى تربطه بحادث السيول التى اجتاحت مكه ، وجعلت منه شخصا مشهورا يذهب اليه الكثيرين ليستمعوا الى احداث تلك الفتره من الزمن ، فبرغم مرور كل هذه السنين الى ان العوضى يشعر وكأن ما زال يشتم رائحة المكان ويشعر ببرودة الماء ومدى عمقه وكأن الاحداث كانت بالامس .

زر الذهاب إلى الأعلى