قصة قصيدة مضى لي ثمان سنين في حبس خير

قصة قصيدة مضى لي ثمان سنين في حبس خير

شايع الأمسـح بن رمال من شمر رجل عرف بالحكمة والدهاء والحيلة ومن صفاته انه ليس له الا عين واحدة وقد بالغوا في قوة ابصاره .

ذهب شايع الأمسـح ذات يوم مع جماعته في الربيع طلبا للمرعى وكانوا ياخذون من يجدونهم في طريقهم حتى وصلوا وادي السرحان ,وهناك ادركهم غرماؤهم ,فقال شايع سأذهب اليهم واطلب منهم الأمان لأنهم لا يعرفون اننا نحن الذين اخذناهم في الطريق ..

فنهاه كبار السن من قومه خوفا عليه فقال شايع :سأمالحهم (اي اكل من طعامهم) حتى اكون في جوارهم قبل ان يعرفونني ..

وعندما تقدم بطلبهم الهدنة للمرعى عرفوه فأرادوا ان يخدعوه دون ان يلتزمو بالأمان ,فقالوا له سنرسل لأهلك من يدلهم الطريق اما انت فتجلس عندنا معززا مكرما ,وكانوا ينوون اخذ جماعته اذا جاؤا..

وقد كانت بنت الشيخ تسمع الكلام وتعرف انها خديعة فصبت الماء على الفراش من عندها حتى وصل الماء الى شايع وهو وراء الستار عند الرجال فعلم شايع ان هذا انذار من البنت ..

فطلب منهم شايع ان يحمل مندوبهم رسالة الى اهله ,فاملى عليه الرسالة مفعمة بالرموز لا يعرفونها وانما يعرفها قومه كقوله ((زيدو عليق الخيل من حب سلخط))..

وقد اوصاهم بهذه الرموز بأن يهربوا ويمسكو بالمندوب حتى يعود اليهم شايع ,وذكر في رسالته ان القوم اكرموه واعطوه مطلوبه وهو يرمز بكلمة مطلوبه ما تخوف منه كبار السن من قومه عندما نهوه عن الذهاب الى العدو ..

فلما تأخر رجوع المندوب صارحهم شايع بأنه انذر قومه بالرمز واعلمهم ان مندوبهم لن يفرج عنه حتى يفرجوا عنه هو .وبالفعل اعادوه الى قومه بصحبة رجال منهم وأستلمو مندوبهم ..

ويذكر ان زوجة شايع (كعيب الضبي )ذات جمال بارع وكان كثيرا ما يوصي زوجته بحفظ الفرس ولكثرة وصاياها له قالت :عسى ماهي الحذره !!!!.

وهي بهذا تسخر من فرسه إذ تقيسها بفرس ابن عريعر المعروفة بالحذره وهي فرس اصيل مشهورة إذا احست بغريب صهلت وحفرة الأرض بحافرها ..

فغضب شايع وأقسم الا ينام حتى يحضر فرس ابن عريعر ..

الا ان ابن عريعر علم عنه وامر جلساءه بأن يتفقد كل واحد جليسه حتى وقعوا على شايع ووضعوا قيد الحديد في رجله وتم سجنه وانه لن يصلق سراحه الا بأربعين ناقة فداء له فارسل شايع الى جماعته يخبرهم ذلك فأبو ضنا منهم ان ابن عريعر سيمن عليه بلا فداء إلا ان ابن عريعر قرر مضاعفة الفداء كل سنة زيادة خمس نياق ..

وبعد مرور اربع سنوات ابا شايع ان يدفع شيئا مطلقا فلما سأل عن السبب قال :كنت انوي الفداء لأدرك ولدا لي عمره اربع سنوات لأمازحه وأنا مشتاق إليه بدافع حب الطفولة اما الأن فقد كبر ولا اريد ان افدي عن نفسي وانا رجل كبير السن ..

وبعد تمام تسع سنوات جاء الصبي متسللا على مطيته فعلقها بعيدا ودخل بين الرعاة فخلا بأبيه وهلت دموعه عليه فرمز له الأب بكلمتين خفيفتين ففهم الأبن الوصية ,وهي بإختطاف ولد صغير لابن عريعر ..

وكان الولد في خيمة مربية فإذا اشتاق له ابيه أرسل أي رجل من جلسائه ليحضره حتى كان ذلك عادة مستمرة ..

وكان لا يعيد الصبي الا بعد انفضاض المجلس قبيل حلول النوم ..

وذات ليلة دخل ابن شايع خيمة المربية وأخذا الصبي كأنه مرسل من ابن عريعر ثم هرب به ..

ولما طلب ابن عريعر الصبي قالت له المربية انه عندك من البارحة ..

فهبوا يتصايحون بحثا عنه وبعد مرور ثلاثة أيام من الحزن قال شايع لاتحزنوا إن ولدكم عند ولدي ووصف المحل لهم فلما وفدوا على ولد شايع طلب منهم مطالب صعبة وفداء لولدهم منها ابل ابن عريعر وفرسه وحلي والدة الطفل وأن يقدم شايع على فرس تمشي على زل حتى تصل به الى بلاده..

فسهل ذلك على ابن عريعر ما عدا الزل فقال شايع الحل بسيط..

اجعل على مواطي الفرس قطعا من الزل مربوطة بالحذاء ..

وبهذا عاد شايع الى أهله وعاد الصبي الى والده ابن عريعر ..

وقال شايع :

مضى لي ثمان سنين في حبس خير
وبالتاسعة.. جاني صدوق الفعايل

جاني غلام ما بعد خط شاربه
ولا جال في قلبه.. من الهم جايل

ودنق علي.. مضنون عيني، وحبني
وهلت عباره.. فوق وجهي شلايل

وأنا الحديد بساق رجلي.. مغلق
ربيط.. كما حر.. شبك بالحبايل

تعيش يا شبل.. سطا ليلة الدجى
واطفي بصدري.. حاميات الغلايل

هديته على درب صعيب . ولا هفا
وجاب الذي.. ضجت عليه القبايل

سطا.. وزم الورع.. مر.. وحبني
وجلا عني مر على الكبد.. جايل

وشاله.. على قطاعة الريد.. جنا
ما يلحقنه.. مناتلات الجدايل

أقفي على الوضحا كما الهيق وصفه
تشادي.. لهيق من شفا الريح.. زايل

ربطني كبير الجاه.. يطلب فطايري
وضح ربن بديار زويع.. جلايل

وطلب جوادين من الخيل غيرهن
يعرف انهن.. من مكرمات الأصايل

وعيوا بهن “غلبا” على واضح النقا
وصكوا قفاهن.. مقحمين الدبايل

من عقب ماني حافي الرجل عندهم
جوني سراع.. يطلبون الجمايل

يعيش ابن شايع.. تقصى بمطلبه
من الخيل.. وأيضا من كبار الشمايل

من عقب مثباري.. ضهيد.. ببيتهم
اليوم يصلي كبودهم.. بالملايل

أخذ ثار أبوه.. وثار عمه.. وعزوته
وثاره، وطمن راس.. من كل طايل

عسى غلام.. ما فعل فعل والده
تبكي عليه.. منقضات الجدايل

قانيه “ابن مرداس” من مرقب العلا
رفاع المباني.. من كبار الحمايل

خطا مثل خطوات.. جده ووالده
جده وأبوه.. مخضبين السلايل

جتنبي.. حليلة ليث هجر وشيخها
تشلق هدوم الغي.. والقلب جايل

قلت: أبشري بابنك.. مع ابني وديعة
يذريه عن لفح الشتا والقوايل

وفكت رباط.. ساج ساقي . بجله
تحملت شيله من سنين طوايل

ودنوا لها حمرا.. من الهجن عيرة
وشالوا.. وركبت فوق زين الظلايل

وأنا فوق قبا.. يوم احلى وصوفها
ريمية.. وأن ذيرت من خمايل

فرس من حمى بيض الحبارى عن الملا
شيخ.. تخاضع له شيوخ القبايل

يا طا على الديباج باربع قيونها
والمال معنا.. تقل يحداه صايل

زر الذهاب إلى الأعلى